أمثال شعبية ومعانيها من مصر القديمة – مازالت موجودة حتى الآن
أمثال شعبية ومعانيها من مصر القديمة - مازالت موجودة حتى الآن

أمثال شعبية ومعانيها من مصر القديمة، هو ما نقدمه لكم عبر موقع “ويكي مصر” فالعادات المصرية ليست فقط ما ورثناه من قدماء المصريين، بل وأمثالنا الشعبية أيضا التي لها مردود قديم سنستعرض بعض منه أيضا. فالحكم والأمثال الشعبية معظمها ما هو إلا امتداد للأمثال الشعبية وأدب الحكمة في مصر القديمة، وهي مجموعة من النصوص تداولها المصريون القدماء لآلاف السنين لتعبر عن ثقافتهم التي ورثناها منهم بدورنا.

أمثال شعبية ومعانيها

قال الحكيم بتاح حتب والذى يعتقد أنه عاش فى أواخر القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد:

أمثال شعبية ومعانيها
بتاح حتب الثاني الكاتب المحتمل لتعاليم بتاح حتب هو أو أحد أفراد أسرته
  • إن الطماع قد يحوز ثروة بالغش، ثم تأتي مصائب لتذهب ثروته (الطمع يقل ما جمع).
  • فلتكن قنوعا بما لديك، عش حياتك في سلام، لا تتآمر لتكسب ثروة فإن الأرزاق يقدرها الإله تأتى وحدها بمشيئته وليس بمكائدك (اجري يا ابن آدم جرى الوحوش غير رزقك لن تحوش).
  • فلتكن قنوعا بما حصلت عليه، فكل رغيف خبز يصل لآكله حسب رزقه المقدر له (اللقمة بتنادي أكالها).
  • إذا أردت اختبار أخلاف من تريده صاحبا، لا تسأل عنه الناس، اقترب منه، واختبر قلبه بالمحادثة لكى تعرفه ( تعرف فلان؟ آه.. عاشرته؟ لا.. يبقى متعرفوش).
  • فإذا أفشى سر شيئا قد رآه أو فعل أمرا مخجلا فلا تدر وجهك بعيدا عنه واصمت، ولكن احترس منه ولا تأتمنه على سر (حرص ولا تخون).
  • الحكيم هو من كان لسانه مرآة لقلبه (اللي في قلبه على لسانه).

 

أما الكاهن المصري آمون إم ابت (امنموبي) الذي يعتقد أنه عاش في عصر الرعامسة ما بين (1075، 1300) ق.م تقريبا، فكان يقول:

أمثال مصرية
بردية تعاليم الحكيم أمون إم إبت (امنموبي)
  • إن الكذب والتضليل لن يثمر أي نجاح ( الكذب ملوش رجلين).
  • الإله دوما في إحكام تدبيره والإنسان دوما في تفكيره وظنونه (العبد في التفكير والرب في التدبير).

أمثال مصرية موروثة

أما بعض التعبيرات الدارجة التي ورثناها عن المصريين القدماء ونقلت كما هي فكانت كالتالي:

  • “ده ميعرفش ربنا” في إشارة إلى الشخص الشقي أو العاق أو مثير المشكلات، وقد وصف المصري القديم أعداءه بهذا الوصف قائلا (لا يعرفون الإله) وربط بين معرفة الإله وبين التحضر فنجد وصايا الملك “اختوي الثالث” لابنه “مرى كا رع” يقول:
“ستحاربنا الجيوش، حتى وسط القبور
وفي أزمنة الفوضى سيهدمون كل شيء أمامهم
لقد شهدت أحد تلك الأزمنة في حياتي
و هو ليس الأخير
فهناك المزيد من أزمنة الفوضى ستعصف بنا
ذلك دأب من لا يعرفون الإله (أعداء مصر)
فهم لا يكفون عن إثارة الفوضى”.
  • “لسه صغير ما خرجش من البيضة” وهو تعبير آخر يعبر عن صغر السن وقد ورثناه أيضا كما هو حرفيا فنجد مربي الملك رمسيس الثاني الذي كان يدعى “تي” يقول عنه وهو طفل: “أشرفت على تعليم جلالته وهو لا يزال داخل البيضة”.
رمسيس الثاني في طفولته
رمسيس الثاني في طفولته

بل أن النصوص المصرية القديمة كان تشير إلى أن من سمات الملوك أنهم “وهبوا الحكم وهم لا يزالوا داخل البيضة” اى بداخل أرحام أمهاتهم.

 

  • “لو وقع في إيدي هفتح كرشه” وهو تعبير أخر ذُكر بنفس الكلمات على لسان الملك كامس ابن الملك سقنن رع وأخو الملك أحمس الأكبر قاهر الهكسوس.
الملك كامس
الملك كامس

وكان “كامس” قد ذكر في غمار قراره للحرب ضد الهكسوس أنه يشكو من أنه يوجد آسيوى يحكم الشمال (يقصد ملك الهكسوس)، ونوبي يحكم في الجنوب (يقصد الكوشيين)، كيف يكون هو ملك مصر والبلاد يتقاسمها هؤلاء معه؟ ويمضي في تهديد ووعيد ملك الهكسوس قائلا “سأبقر بطنه بيدي – هفتح كرشه”.

 

  • “ست أبوها” على الرغم من أن هذا الاسم انقرض من المجتمع المصري حاليا إلا أن جذوره ترجع إلى مصر القديمة فنجد أن هذا الاسم أٌطلق على أميرات مصر في عصر بناة الأهرام وتحديدا أسرة الملك خوفو فزوجته هي الملكة ميريت إيت إس، ويعني اسمها (حبيبة أبوها أو ست أبوها)، وتكرر الاسم فأطلق “خوفو” نفس الاسم على إحدى بناته، ومن ثمّ إحدى حفيداته، حتى وصل عدد الأميرات اللاتي حملن نفس الاسم إلى 6 أميرات كانت أخرهما إحدى بنات الملك رمسيس الثاني.

 

“ست الدار أو ست بيت”، هو الترجمة الحرفية لاسم الإلهة المصرية “نبت حت” والتي نعرفها في العصر الحالي باسم “نفتيس”، وهي أخت “إيزيس وأوزوريس وست”، وواحدة من آلهة مصر الكبار، كما كان “ست الدار” هو لقب الكثيرات من عموم نساء الشعب المصري سواء كن من النبيلات أو حتى من عامة الشعب.

الإلهة نفتيس أو ست الدار
الإلهة نفتيس أو ست الدار

 

ما ذكرناه في هذا المقال هو مجرد لمحة خاطفة على تراث مهول تركه لنا القدماء الذين نستطيع أن نصفهم اليوم بالقريب البعيد، فأحفادهم أقرب إليهم في الطباع وحتى التعبيرات.