تُعد تجربة عالم الأروفيرس Arrowverse  الذي أطلقته شركة DC Comics على شبكة CW التليفزيونية ساعد على إيصال أهم أبطال دي سي لبيوت الجميع عبر شاشات التلفاز بمعدل أسبوعي. وعلى شاشات السينما، نجد أن مشروع مارفل المسمى بعالم مارفل السينمائي Marvel Cinematic Universe او اختصارًا MCU، قد حقق نجاحًا هائلًا أتاح عوالم الأبطال الخارقين لمئات الملايين من المشاهدين والمحبين.

نحيا الآن في عصر الأبطال الخارقين بلا منازع، فلقد صارت شهرتهم أكثر بأضعاف عما سبق بالعقود السابقة، ويعود الفضل لظهورهم المتزايد على شاشات التلفاز والسينما وألعاب الفيديو، فلم يعد عشاق هؤلاء الأبطال مضطرين أن ينتظروا ظهورهم بصفحات القصص المصورة فقط بعد الآن.فأصبحت المسلسلات والأفلام السينمائية هي الوسيلة الأهم حاليًا للاطلاع على عالم الأبطال الخارقين، ولكل منهما مميزاته وعيوبه، لكن يظل السؤال المستمر:

أيهما أفضل للكومكس: المسلسلات، أم الأفلام؟

 

اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن كتاب الدارك هولد

 

المسلسلات هي الأفضل

  • تتصف المسلسلات بعوامل خاصة تختلف عن الأفلام، فالأفلام تحتاج لميزانيات ضخمة، ويجب عليها أن تربح بشباك التذاكر ما يوازي هذه الميزانية وأكثر كي تعتبر عملًا ناجحًا، لذلك تلتزم الأفلام بالخلطة المضمونة للربح، وتفضل اللجوء للشخصيات الشهيرة التي يرغب المشاهدون في رؤيتها على الشاشة. بينما المسلسلات تمتلك عوائدها الخاصة من الإعلانات، فيسمح هذا ببعض التجارب الداخلية حتى ولو تسبب هذا في إلغاء المسلسل بالنهاية، وهو ما قد يتكرر أحيانًا لعديد من المسلسلات. ففي مسلسلات الأروفيرس ومنها مسلسل فلاش The Flash، نرى أنه قد تم تقديم عدد كبير من الشخصيات الجديدة كليًا من أجل المسلسل، وهو ما قد تعجز بعض الأفلام عن فعله بهذه الجرأة، إلا لو كان شخصية ثانوية لا أهمية لها. بينما في المسلسلات، أصبحت بعض هذه الشخصيات المبتكرة مع مرور الوقت شخصيات هامة ومؤثرة في مسار حلقات المسلسل.

    مسلسل فلاش
    مسلسل فلاش

 

  • تعتبر الشخصيات من العوامل التي يعشقها مشاهدو المسلسلات، فعبر الحلقات يتعرف المشاهدون على كل شخصية ويتفاعلوا مع أحداث حياتها، ويشهدوا تغيراتها الكبرى وما يصيبها من مآسي ومشاكل. ففي الكومكس، نرى بعض الأعداد التي لا تتضمن أي مشاهد قتال على الإطلاق، بل لحظات درامية رائعة للشخصيات، وهو ما تستطيع المسلسلات تقديمه للمشاهدين عبر عديد من القصص التي يمكن استعراضها على المدى الطويل أفضل من الأفلام.وبالرغم من قدرة الأفلام على استعراض الشخصيات جيدًا، إلا أنها لا تمتلك الوقت الكافي لعرض الشخصية مثلما حدث بمسلسل Arrow التي استعرض شخصية أوليفر كوين Oliver Queen وجعله أكثر شبهًا بالكومكس في النهاية. فالمسلسلات تستطيع أن تهدئ من رتم الأحداث لتساعد في بناء الشخصية بطريقة أكثر عمقًا، بينما تكتفي الأفلام بلحظات قصيرة ونتائج سريعة.

    مسلسل أرو
    مسلسل أرو

 

  • تستمد الأفلام قصصها الرئيسية من الكومكس كدليل لها، إذ يصعب عليها أن تنفذ تفاصيل القصص بحذافيرها في إطار مدة الفيلم القصيرة، وبسبب جداول إصدار الأفلام التي قد تمتد في سلاسل عبر السنين، فقد يحتاج الأمر لعدة سنوات كي يتم الانتهاء من قصة كبيرة من قصص الكومكس، وربما هذا ما رأيناه بعالم مارفل السينمائي، إذ استلزم الأمر عشر سنوات كي تنتهي قصة ثانوس وقتاله ضد الأفنجرز. بينما في المسلسلات، يمكن تنفيذ القصص الكبرى بكل سهولة وسرعة، فمثلًا قصة Crisis on Infinite Earths الكبرى والتي يصعب على المشاهدين أن يروها على شاشات السينما، فإنهم حصلوا عليها في شاشات التلفاز ضمن مسلسلات الأروفيرس، ليشهدوا لحظاتها وتفاصيلها في المسلسلات بكل سهولة. فالمسلسلات تمنح مؤلفي القصص فرصة أفضل وأسرع لبناء هذه الأحداث وعرضها على الشاشات.

    الأروفيرس
    الأروفيرس

 

  • يعشق أغلبنا عالم مارفل السينمائي، ولكن للبعض الآخرين فإن عالم دي سي الكرتوني هو أفضل عالم للأبطال الخارقين بلا منازع. فبعض المسلسلات مثل Batman:The Animated Series، Justice League ، Justice league Unlimited، Teen Titans، Young Justice وغيرها هي جوهرة التاج في أعمال الأبطال الخارقين بالرسوم المتحركة، وجميعهم ظهروا على شاشات التلفاز. استغلت هذه المسلسلات ظهورها على شاشات التلفاز كي تسرد أحداثًا ومغامرات مشوقة، وتستلهم الكومكس الأصلي مع إضافة تفاصيل جديدة للأحداث المعروفة للكل. ولذلك يعتبر البعض أن أفضل باتمان هو الذي أداه صوتيًا الممثل كيفن كونروي Kevin Conroy وليس الممثلين مايكل كيتون أو كريستيان بيل. وكذلك أفضل جوكر ليس هيث ليدجر أو خواكين فينكس، ولكنه الذي أداه صوتيًا الممثل مارك هاميل Mark Hamill.

    كرتون دي سي
    كرتون دي سي

 

  • تُنشر مجلات الكومكس بمعدل أسبوعي أو شهري، وفيها يتم استعراض قصص الأبطال ومغامراتهم بشكل مستمر، بينما تعجز الأفلام عن فعل ذلك، فلا يحدث هذا بطريقة مناسبة إلا في المسلسلات فقط. فطبيعة المسلسلات التي تصدر بهيئة حلقات يتشابه كثيرًا مع طبيعة نشر القصص المصورة على هيئة أعداد. تعجز الأفلام عن الاستغراق بشكل عميق في كل شخصية، بل تهتم بإظهار العالم المتكامل لجميع الشخصيات سويًا، بجانب صعوبة إصدار عدد ضخم من الأفلام في كل عام بسبب تفاصيل تقنية ومادية، وهو ما تستطيع المسلسلات فعله بسهولة، إذ يمكن عرض عديد من المسلسلات خلال العام، مع إمكانية الاستمرار بإصدارها في هيئة مواسم سنوية.

    arrowverse
    arrowverse

 

الأفلام هي الأفضل

  • تتسبب الميزانيات الضعيفة لحلقات المسلسلات في عدم الإكثار من مشاهد المعارك التي تُكلف كثيرًا في تصويرها وتصميمها، وهو على العكس مما نراه في الأفلام السينمائية، إذ نشاهد معارك ضخمة عالية الجودة بكل سهولة، فالأفلام لديها القدرة على استخدام أفضل التقنيات، والاعتماد على الدوبليرات ومصممي المعارك الذين يساعدون في إخراج مشاهد القتال بأفضل صورة ممكنة، وهو ما يتجسد بشكل واضح في أفلام الأفنجرز وكابتن أمريكا بالتحديد، بطريقة يصعب تنفيذها بنفس الجودة في المسلسلات. يرغب المشاهدون في رؤية المعارك الضخمة، وهو ما تتمكن الأفلام من تنفيذه من أجلهم.

    civil war
    civil war

 

  • تهتم الأفلام دائمًا بزرع الإشارات الخاصة والإيستر إيجز easter eggs للمشاهدين، وأفلام الأبطال الخارقين لا تختلف عنها في شئ. فتهتم الأفلام بالتوازن بين سرد القصة والأحداث، ووضع الملحوظات المناسبة للشخصيات، وعرض قصتهم بطريقة مشوقة، وهو ما قد يكون صعبًا للغاية، ولكن يستمر المخرجون والمنتجون في وضع الإيستر إيجز لتلتقطها عيون المشاهدين أقوياء الملاحظة. وفي هذه النقطة، يعتبر عالم مارفل السينمائي  هو الأفضل، فأفلامه العديدة تمتلئ بعشرات الإيستر إيجز التي تترابط سويًا في شبكات معقدة تساعد على إثراء القصص بإضافة معاني أكثر عمقًا وإشارات مثيرة لخيال الجمهور، فصار المشاهدين على استعداد تام لكل إشارة قد تبرز لهم بمشهد ما، مع تأويل كل رقم يظهر على إحدى اللوحات ليكتشفوا أنه إشارة لعدد من أعداد الكومكس، أو اسمًا يظهر بشكل خاطف، قد يتعلق بشخصية سيتم الكشف عنها مستقبلًا. كل هذا يجعل المشاهد كما لو كان جزءً حقيقيًا من هذا العالم الواسع.

    الإيستر إيجز
    الإيستر إيجز

 

  • في السنوات الأخيرة، ازداد معدل اقتناء الشاشات المنزلية الضخمة، ليمنح المشاهدين فرصة لرؤية أفلامهم ومسلسلاتهم المفضلة بإحساس مشابه قليلًا لإحساس عرضها على شاشة السينما. ولكن يظل الإحساس الأصلي بالسينما لا بديل حقيقي له، فمغامرات الأبطال الخارقين قد صُنعت بالأساس لتُعرض على الشاشات الضخمة وأنظمة الصوت المجسم التي توفرها لنا صالات السينما. فلا شئ يوازي رؤية معركة ثانوس ضد الأفنجرز على شاشات السينما، مهما كانت ضخامة شاشة التلفاز. ولذلك يعجز التلفاز على منافسة شاشة السينما، فالأبطال الخارقين هم شخصيات عظمى أضخم من البشر العاديين، ولذلك يحتاجون لشاشات ضخمة تعرض مغامراتهم.

    ثانوس
    ثانوس

 

  • كما ذكرنا سابقًا، فإن الأفلام تمتلك مساحة إبداعية أوسع بسبب ميزانياتها الضخمة، فأفلام الأبطال الخارقين مهما كانت ميزانيتها ضعيفة، فهي تتفوق بمراحل على ميزانيات المسلسلات، وهو ما يسمح لصناع الفيلم بالابتكار بشكل أعلى مما يتم فعله على شاشات التلفاز، عبر مشاهد قتال أفضل، مؤثرات خاصة أقوى، تقنيات أكثر جودة، وكذلك استقطاب أفضل الأفراد في كل مجال من مجالات العمل، وهو ما لا يمكن للمسلسلات أن تنافسهم فيه، إلا مؤخرًا في مسلسلات عالم مارفل المعروضة على منصة Disney+، والتي بدأت استوديوهات مارفل في تخصيص ميزانيات ضخمة لها تكاد توازي ميزانيات الأفلام السينمائية، بهدف الارتقاء بجودة مسلسلاته الجديدة.

    الأفنجرز
    الأفنجرز

 

  • في الحقيقة، لم يهتم أغلب الناس بشخصية أيرون مان في الكومكس، ولكن تغير هذا تمامًا بعد أن ظهر الممثل روبرت داوني جونيور بشخصية أيرون مان في أفلام مارفل، فصار أيقونة في عالم الكومكس الآن، وهو ما يدل على قدرة الأفلام في جلب أفضل الممثلين لأداء الشخصيات، مع سهولة دفع أجورهم الضخمة ضمن الميزانيات الكبرى المخصصة لهذه الأفلام من شركات الإنتاج، لضمانهم بأن المشاهدين سيتوافدون بالملايين لرؤية أفلامهم بكل شغف وترقب. وكذلك يتم اختيار ممثلي  المسلسلات بطريقة جيدة بالطبع، لكن يعجز معظمهم عن اكتساب الشهرة الضخمة التي ينالها ممثلو الأفلام السينمائية.

    MCU
    MCU

 

المصادر: مقال لمقارنة بين مسلسلات وأفلام عوالم الكومكس بموقع cbr.com