طوال تاريخ أفلام الأبطال الخارقين السينمائية، ظهر عديد من المخرجين القادرين على عرض قصص الكومكس بالشاشة بتفاصيلها الصحيحة، بينما نرى البعض الآخر استطاعوا إعادة ابتكار محتوى هذه القصص بطريقة مبدعة، لينتج عنها قصص جديدة مشوقة، أو أكثر تشويقًا من مصادرها الأصلية ببعض الأحيان.
ولكن هذه الأفلام بالنهاية، نجدها في صيغة جديدة مختلفة لا تتشابه مع أصولها مما قد ينجح في زيادة متعة المشاهدين أحيانًا، أو يتسبب في أحيان أخرى باصابتهم بالاحباط الشديد، إذ يعجزون عن التعرف على شخصياتهم المفضلة على الشاشة بعد كل هذه التغييرات. وفي السطور التالية نستكشف بعض من هذه الأفلام التي صارت ضعيفة الشبه بأصولها في القصص المصورة.
اقرأ أيضًا: أشهر أفلام كومكس لم تحصل على جزء ثاني
Joker (2019)
حصد فيلم الجوكر الذي أخرجه تود فيليبس Todd Phillips نجاحًا هائلًا وترشيحات عديدة لجوائز فاز بعدد منها فعلًا، إذ تميز أداء الممثل واكين فينكس Joaquin Phoenix بشخصية أرثر فليك، ونجح في اقناع المشاهدين بتحوله لشخصية الجوكر الجنونية.
بالرغم من هذا، فإن الجوكر بالفيلم يختلف كثيرًا في أصوله وصفاته عن جوكر قصص باتمان المصورة المعروفة للجميع، ولكن لا مشكلة في اظهار الشخصية بهذه الطريقة المختلفة فالمشاهدون اعتبروه نسخة للجوكر من عالم موازي آخر مختلف عن عالم القصص المصورة المعتاد.
Howard the Duck (1986)
الفيلم الذي اخرجه ويلارد هويك Willard Huyck عام 1986 ، والذي أجمع الكل على وصفه بأنه أسوأ الأفلام على مر العصور. ولقد اعتقد البعض أنه استلزم ظهوره بهذا السوء، لأن شخصية هوارد البطة شخصية سيئة منذ البداية.
في القصص المصورة، ظهرت شخصية هوارد التي ابتكرها ستيف جيربر وفال مايريك بهيئة ساخرة عبثية، وامتازت مغامراته بالسخف عن قصد، وهو ما لم يتفهمه مخرج ومؤلف الفيلم جيدًا، إذ لا داعي للجدية عند ذكر هوارد في أي أحداث، ولم يتفهموا أن الأحداث الغبية التي يقع بها هوارد بإمكانها أن تصبح أكثر الأحداث الجدية في النهاية، حتى ولو تعرض للموت فإنه سيصبح حدثًا غبيًا.
Fantastic Four (2015)
نالت فرقة الفانتاستك فور اعجاب المشاهدين عند ظهورهم بالفيلم الخاص الصادر عام 2005، ولكن عند ظهور عالم أفلام مارفل السينمائية MCU، اضطروا لإعادة تصوير الفرقة مرة أخرى بفيلم جديد وممثلين مختلفين، ليصبح المخرج جوش ترانك مسئولًا عن إخراج فيلم الفانتاستك فور الجديد.
للأسف لم ينجح الفيلم في إظهار روح الفريق وشخصياته بالشكل المطلوب، بالرغم من احتواء طاقم العمل على عدد من الممثلين المميزين أمثال مايكل ب.جوردن وكيت مارا. افتقد الفيلم لعديد من الأشياء، وساد الانطباع بوجود شئ خاطي يحدث في سياق الأحداث، لأن طاقم الفرقة لم يظهروا كعائلة واحدة يتكاتف أفرادها سويًا، وهو ما تسبب في ضياع الفكرة الأصلية من البداية، لهذه الفرقة التي يُطلق عليها “أول عائلات مارفل” بالأساس.
X-Men Origins: Wolverine (2009)
انتهت الثلاثية الأصلية للـX-Men عام 2006 بفيلم X-Men: The Last Stand، لينتظر المشاهدون ما سيحدث لاحقًا بعد وفاة البروفيسور إكس وعدد كبير من الشخصيات، وفقدان ماجنيتو وآخرين لقدراتهم الخارقة أو على الأقل صاروا في حالة أضعف بكثير من السابق.
وهنا بدأت استوديوهات FOX في مشروعين متوازيين هما ثلاثية خاصة بشخصية وولفرين Wolverine وأفلام لفرقة الـX-Men في بداياتهم، فكان فيلم X-Men Origins: Wolverine هو أول أفلام هذه الثلاثية، ليفاجأ المشاهدون بشخصية وولفرين وسائر الشخصيات في هيئة جديدة مختلفة عما عرفوه بقصص X-Men المصورة، وخصوصًا شخصية ويد ويلسون/ديدبول الذي تم تصويره بطريقة ضعيفة للغاية، مما جعله مصدرًا للسخرية والنكات في فيلم Deadpool لاحقًا.
Daredevil (2003)
فشل هذا الفيلم في جذب أنظار الجماهير كما ينبغي، إذ تفاوتت آراء المشاهدين بين الاعجاب والكراهية، ولكن كان فيلم Elektra المقتبس من أحداثه هو ما اتفق الجميع على عدم الاقتناع به من الأساس، فصارا سويًا الآن في طي النسيان بالنسبة للجميع، وخاصة بعد الظهور المميز للممثل شارلي كوكس بدور ديرديفل في مسلسله الخاص على شبكة Netflix.
تعددت أسباب ضعف فيلميّ ديرديفل وإليكترا، ولكن ربما كان أهم هذه الأسباب هو اختلاف شخصياتهم في الفيلمين عن أصولهما بالكومكس. وبالرغم من اجتهاد الممثلة جينفر جارنر في دور إليكترا، وهو ما اعترف به النقاد، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا في النهاية لإنقاذ القصة ذات الحبكة الضعيفة.
Catwoman (2004)
ظهر هذا الفيلم عام 2004 كمحاولة لاستكمال نجاح شخصية كاتوومان بعد ظهورها سابقًا في فيلم Batman Returns الصادر عام 1992، ولكن بعد إصدار الفيلم صار واضحًا للمشاهدين أن الفيلم اقتبس اسم كاتوومان فقط لا غير.
فمن البداية، لم يتم الاعتماد على الممثلة ميشيل فايفر Michelle Pfeiffer بل تم جلب الممثلة السمراء هالي بيري كبداية جديدة تمامًا للشخصية، فتصبح ذات صفات قططية فعلًا بأكلها لسمك التونة من العلبة، وعادت للحياة مرة أخرى بسبب قطة حقيقية.
اعتبر غالبية عشاق أفلام الكومكس أن هذا الفيلم واحد من اسوأ الأفلام فعلًا، وغالبًا تشاركهم هالي بيري نفسها هذا الرأي.
Justice League (2017)
مثلما استطاعت مارفل أن تقدم أفلام أصول شخصياتها أمثال أيرون مان، كابتن أمريكا، ثور وغيرهم، حاولت دي سي كومكس أن تفعل نفس الشئ، ولكن عندما بدأت في تكوين فريقها الخاص كانت مارفل قد انهت تقديم فرقة الأفنجرز بالفعل منذ سنوات عديدة.
تعجلت دي سي كومكس بالوصول لمرحلة مارفل، فتغاضت عن تفاصيل عديدة خاصة ببدايات شخصياتها، وأسرعت بتقديمها في فيلم الجاستس ليج الواجب جمعهم بفيلم واحد دون الاضطرار للانتظار طويلًا بتقديم الشخصيات أولًا.
وبعيدًا عما حدث من مشاكل معروفة للجميع بخصوص نسخة زاك سنايدر ونسخة جوس ويدون، والتي يمكن معرفتها من المقال الخاص بفيلم جاستس ليج، وهو ما تسبب في النهاية بخروج الفيلم في صورة أثارت استياء العديد من عشاق عالم دي سي، ولكن انتهت المشاكل بظهور نسخة زاك سنايدر الأصلية في 18 مارس 2021.
Logan (2017)
نجح فيلم لوجان في حصد اعجاب الجميع عند ظهوره، وذلك لأن المشاهدين أدركوا أنهم أمام فيلم عميق يتخطى الأفلام المعتادة للأبطال الخارقين، إذ أن الفيلم كان متكاملًا من جميع النواحي المتعلقة بصناعة الأفلام عمومًا.
وربما اختلف الفيلم كثيرًا عن هيئة وولفرين المعتادة في القصص المصورة بقناعه الأصفر والأزرق وملابسه المميزة لفرقة الـX-Men، إلا أنه كان فيلمًا رائعًا بنهاية منطقية لمسيرة وولفرين الحافلة عبر أفلام X-Men العديدة.
The Lego Batman Movie (2017)
مثل فيلم لوجان، حصل فيلم باتمان ليجو على إشادة كبيرة من المشاهدين بسبب اختلافه التام عن الكومكس والظهورات السابقة لباتمان، إذ ظهرت شخصيات الكومكس في هذا الفيلم بهيئة كوميدية مضحكة، وأجواء مرحة مختلفة تمامًا عن قتامة أحداث قصص باتمان المصورة.
وربما كان الفيلم موجهًا لفئة الأطفال والمراهقين، لكنه نجح في نيل إعجاب الجميع بلا استثناء بسبب المتعة الكبيرة التي جلبها لهم.
Big Hero 6 (2014)
الفيلم المقتبس عن قصص مصورة بنفس الاسم تابعة لدار نشر مارفل، وهو ما قد يجهله البعض أصلًا. ولقد نجحت القصص والفيلم نجاحًا لطيفًا، إلا أنه يصعب ايجاد نقاط التشابه بين الاثنين بشكل تام. فلقد حدثت تغييرات عديدة بحبكة القصة ولشخصيات الفيلم، مثل هوية الذكريات الموجودة داخل بايماكس، ومدى قدرات بايماكس نفسه. في النهاية، فإن فيلم Big Hero 6 من الأفلام الممتعة فعلًا، لكن تختلف قصته تمامًا عن القصة الأصلية بسبب هذه التغييرات.
المصدر: قائمة بأفلام مختلفة عن أصولها بالكومكس في موقع cbr.com