ما هو سد النهضة في إثيوبيا وما هي أضراره على مصر والسودان ؟
سد النهضة في إثيوبيا وأضراره على مصر والسودان

تُنذر أزمة سد النهضة بحدوث مشكلة جفاف تهدد كلا من مصر والسودان، وذلك لأنهما دولتي المصب والممر لسد النهضة، إلا أن إثيوبيا وهي دولة المنبع لسد النهضة لها وجهة نظر مختلفة تماما سنتعرف عليها في هذا المقال عبر موقع “ويكي مصر” الذي نوضح لكم فيه ما هو سد النهضة ؟، وما هو اضرار سد النهضة على مصر ؟ فإلى التفاصيل.

 

ما هو سد النهضة في إثيوبيا

يقع سد النهضة غرب الدولة الإثيوبية على النيل الأزرق ويلتقي مع النيل الأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم، ومن ثم يكمل سريانه باتجاه مصر ليصب في البحر المتوسط، وبالتالي فهو يقع على نهر النيل ويبلغ ارتفاعه 145 مترا ودولتي المصب والممر لسد النهضة هما مصر والسودان بينما الدولة المنبع هي إثيوبيا.

 

وفي يوليو 2020 أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” السير نحو الخطوة الأولى في بناء سد النهضة والتي تتمثل في ملء الخزان وبلغ طاقة استيعابه 74 مليار متر مكعب من المياه، وهي الخطوة التي عارضتها مصر والسودان خوفا من أن يؤثر تشييد سد النهضة بشكل سلبي على حصتهما من مياه النيل.

 

الغرض من تشييد إثيوبيا لسد النهضة والذي عرف قديما باسم “سد الألفية” هو توليد الكهرباء لتعويض نقص الطاقة في الدولة بل وتصديرها للدول المجاورة، حيث يعيش أكثر من نصف سكان إثيوبيا بدون كهرباء، ولذلك فمن المتوقع أن يكون سد النهضة بعد اكتمال تشييده أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا وسابع أكبر محطة في العالم .

 

ينبغي التنويه بأن سد النهضة الإثيوبي كان تحت الإنشاء منذ عام 2011، وتم بدء ملء الخزان في يوليو 2020، ومن المتوقع أن يستمر بناء السد باكتمال الخزان على مدار فترة زمنية تتراوح بين 5 إلى 15 عاما اعتمادا على ظروف الملء والاتفاقيات التي ستحدث بين مصر والسودان وإثيوبيا.

ما هو سد النهضة في إثيوبيا
سد النهضة

اقرأ أيضا: صور خريطة العالم قديما وحديثا واستخدامات الخرائط

 الدول المساهمة في بناء سد النهضة

لم تعلن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عن الدول المساهمة في بناء سد النهضة بشكل صريح، ولكنها أعلنت أن هذه الدول وفرت نحو 5 مليارات دولار منذ عام 2011 لتسريع تشييد السد وتشغيله بشكل فعلي في عام 2022 حسب توقعاتهم .

 

تعد الصين هي أولى الدول الداعمة والمساهمة في بناء سد النهضة منذ عام 2013، حيث تم توقيع اتفاقية بين إثيوبيا وبين شركة معدات تكنولوجية صينية لإقراض الأولى مليار دولار أمريكي ومساعدتها بالخبرات البشرية أيضا في بناء السد وملء الخزان.

 

تعد إيطاليا أيضا من الدول المساهمة في بناء سد النهضة فشركة ساليني إمبراليجيو الإيطالية والمختصة بتشييد السدود هي القائمة على بناء السد منذ عام 2011، ووفقا لتصريحات السفير المصري لدى إثيوبيا “محمد إدريس” فإن البنك الدولي هو الممول الرئيسي لبناء سد النهضة.

 

ومن الدول المساهمة كذلك في بناء سد النهضة هما دولتي قطر وتركيا من خلال مشروع استثماري زراعي ضخم، تموله الدوحة وأنقرة لزراعة مليون ومائتي ألف فدان في منطقة السد.

 

وللدولة الفرنسية دورا بارزا في بناء السد من خلال شركة “ألستوم” الفرنسية التي تقوم على أعمال التوربينات والمولدات والمعدات الكهروميكانيكية، وكذلك مجموعة الهندسة الميكانيكية الألمانية “فويث” التي تم الاتفاق معها على توريد توربينات.

 

وما ينبغي التنويه عنه هو أن التخطيط والتصميم لبناء سد النهضة كان يتم سرًا تحت اسم “المشروع إكس” برعاية مكتب الاستصلاح الأمريكي التابع لوزارة الداخلية الأمريكية، خلال الفترة بين 1956 و1964.

 

مساحة سد النهضة

يبلغ طول بحيرة سد النهضة نحو 150 كم، وحوالي 100 كم كأذرع، ومتوسط عرضه يبلغ 8 كم بينما يبلغ متوسط عمق السد حوالي 8 متر، وقد عزمت الحكومة الإثيوبية إنشاء المشروع على مساحة تبلغ 1800 كيلو متر مربع.

 

ويضم سد النهضة الإثيوبي 16 وحدة كهربائية 10 منها في الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، و5 وحدات في الجهة المقابلة، وتبلغ قدرة جميع الوحدات الكهربائية حوالي 6000 ميجا وات.

 

وتصل السعة التخزينية لسد النهضة حوالي 74 مليار متر مكعب، و هي مساوية تقريبا لحصتي مصر و السودان السنوية من مياه نهر النيل، مع العلم ان هذا السد سيكون قادرا على إنتاج ثلاثة أضعاف الطاقة الكهربائية المولدة من المحطة الكهرومائية لسد أسوان المصري.

 

تكلفة مشروع إنشاء سد النهضة تبلغ 4.8 مليار دولار أمريكي دون تكاليف الخطوط الناقلة للكهرباء، ولذلك من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية 8 مليارات دولار أمريكي، منها 3 مليارات دولار ستدفعها إثيوبيا، و 1.8 مليار دولار من البنوك الصينية لتمويل شراء الوحدات، والكهرباء.

مساحة سد النهضة
سد النهضة الإثيوبي

اضرار سد النهضة على مصر

اضرار سد النهضة على مصر تتمثل في احتمالية حدوث كارثة جفاف، ولذلك طالبت مصر أن تمتد فترة ملء السد إلى عشرة سنوات مع الأخذ في الاعتبار سنوات الجفاف، بينما تتمسك إثيوبيا بأربع إلى سبع سنوات، كما تريد إثيوبيا تحديد تدفق المياه نحو مصر بـ35 مليار متر مكعب، فيما تريد مصر تدفق 40 مليار متر مكعب للحفاظ على منسوب المياه في السد العالي من التراجع إلى أقل من 165 مترا.

 

هذا ومن المقرر أن تعاود إثيوبيا الملء الثاني في يوليو المقبل 2021 دون الوصول لأي خطوات ملموسة لعدم إلحاق الضرر بمصر والسودان، وهو ما سيؤدي إلى زيادة حجم العجز في كميات المياه وتأثيره سلبا على محطات مياه الشرب والسدود في كلا الدولتين وخاصة السودان.

 

الملء الثاني لسد النهضة سيكون بسعة 13.5 مليار متر مكعب من المياه، ومن ثم سيكون الإجمالي في حدود 18.5 مليار مكعب، بعد إضافة الخمسة مليارات العام الماضي، وهذه الكمية من شأنها أن توقف محطات مياه الشرب شرقي السودان مع احتمالية توقف سدي الروصيرص وسنار عن توليد الكهرباء في السودان لعدم وجود مياه كافية في النهر.

 

ولم تقتصر اضرار سد النهضة على السودان فقط وإن كانت هي الأكثر تضررا، بل سيشمل كذلك إلحاق الضرر بالسد العالي في مصر، ولذلك ينبغي التنسيق بين الأطراف الثلاث “إثيوبيا ومصر والسودان” قبل البدء في الملء الثاني والاتفاق أيضا على المدة الزمنية التي سيتم فيها حجز المياه.

 

من المقرر أن يتم حجز 13.5 مليار مكعب من المياه لملء خزان سد إثيوبيا الثاني وهو ما يعادل ري 3 ملايين فدان، وسيكون نصيب مصر من النقص 9 مليارات متر مكعب تقريبا، أي ما يعادل ري 2 مليون فدان كما أن شعور السكان في مصر بهذا الضرر ليكون ضررا ملموسا يعود إلى مخزون السد العالي آنذاك الوقت.

 

ما هو حل مشكلة سد النهضة

بموجب اتفاقية تقاسم مياه النيل التي تم توقيعها في العاصمة المصرية عام 1959 فإن حصة كل من مصر والسودان في مياه النيل تكون 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان، ولكن في حال إقدام إثيوبيا على الملء الثاني فإن حصة مصر ستتراجع إلى نحو 48 مليار متر مكعب تقريبا، فيما تتراجع حصة السودان إلى نحو 11 مليار متر مكعب، وبالتالي فإن من حق البلدين اللجوء إلى حلول قد تبدو غير مرنة في ظل تعنت الدولة الإثيوبية باستكمال مشروعها الذي سيلحق الضرر بجيرانها.