صور خريطة العالم ما هي إلا رسومات ملونة تم وضعها على أساس جغرافي مدروس جدا من حيث عدد قارات العالم وعدد الدول ومساحتها وتضاريسها مع الأخذ في الاعتبار العديد من المقومات مثل الكثافة السكانية، والعوامل الجوية، والظواهر السياسية والاقتصادية لكل دولة على حدى، وهي خريطة العالم الحديثة التي جاءت بعد قرون عديدة واكتشافات مهولة، حيث يعود تاريخ علم الخرائط إلى آلاف السنين، وفي هذا المقال عبر موقع “ويكي مصر” سنوضح لكم صور خريطة العالم قديما وحديثا، فإلى التفاصيل.
ما هي الخريطة
الخريطة هي صورة توثيقية لهيئة الأرض بالكامل أو لجزء منها على أن تحتوي هذه الصورة على معلومات توضيحية للمناطق الجغرافية الموجودة بداخلها حتى نستخلص من الخريطة الجزء الهندسي المسطح لكل مكان على الأرض مع إمكانية أن تكون الخريطة ورقية مطبوعة، أو خريطة رقمية على الحاسوب يطلق عليها GPS وفي هذه الحالة تكون خريطة ثلاثية الأبعاد.
اقرأ أيضا: من أول شخص رسم خريطة العالم
أنواع الخرائط
يعود تاريخ الخرائط إلى آلاف السنين، وهو ما جعلها تمر بالكثير جدا من المتغيرات الناتجة عن الاكتشافات الهائلة في علم الجغرافيا والفضاء.
وتندرج أنواع الخرائط في الآتي:
- الخرائط السياسية: وهي خريطة تتناول جميع مدن الدولة الواحدة مع تمييز كل مدينة بلون محدد.
- الخرائط الاقتصادية: وهي خريطة يتم فيها تحديد مناطق الثروات الزراعية والصناعية والتجارية.
- الخرائط التضاريسية: وهي الخريطة التي تحدد الجبال والسهول والهضاب والتلاتل والأودية الموجودة على الأرض مع تمييزها بالشكل واللون للتفرقة بينهم.
- الخرائط البشرية: وهي الخريطة التي تستوضح توزيع السكان ومناطق الكثافة السكانية في الدول أو الدولة الواحدة.
- الخرائط المناخية: وهي الخريطة المهتمة بإظهار مناطق الحرارة والرطوبة واتجاهات الرياح والضغط الجوي وما شابه ذلك من ظواهر جوية.
أشكال الخرائط
- الخريطة المسطحة: هي الخريطة المعتمدة منذ عام 1596 وتم فيها تقسيم الكرة الأرضية إلى 96 منطقة وتم فيها ايضا توضيح المناطق القريبة من القطبين بكل دقة حتى أُثبت أن فيما بعد هناك بعض المناطق المشوهة على هذه الخريطة ليتم وضع الخريطة الحقيقية.
- الخريطة الحقيقية: وهي خريطة العالم المستديرة التي تتخذ شكل القرص ويمكن من خلالها استعراض نصف الكرة الأرضية الشمالي على أحد الأوجه والجنوبي على الوجه الآخر وكذلك النصف الشرقي والغربي بنفس الطريقة.
- الخريطة الصماء: تم رسم أول خريطة العالم الصماء عام 1580م من قبل العالم البلجيكي مركاتور برسم، وهي خريطة خالية من التفاصيل والتضاريس وإنما عبارة عن رسومات صماء .
صور خريطة العالم قديما
عُرفت الخريطة القديمة منذ عصور ما قبل الميلاد وتم تطويرها وتحديثها حتى وصلت إلى خريطة العالم الحالية والتي نستوضحها معكم بالمراحل المختلفة كالتالي:
صور خريطة العالم قبل الميلاد
تم رسم أول خريطة من قبل البابليين من 600 سنة قبل الميلاد باستخدام ألواح من الطين تم النقش عليها لتوضيح اليابسة بشكل دائري والمياه ثم نقش سبع نجوم تشير إلى عدد الجزر الموجودة.
وفي القرن الرابع قبل الميلاد رسم المؤرخ اليوناني القديم ويدعى ميليتوس خريطة العالم وضم فيها جمهورية مصر العربية آنذاك الوقت .
وفي القرن الثاني قبل الميلاد وضع المؤرخ إراتوستينس خريطة العالم وأظهر فيها بريطانيا العظمى والهند وسريلانكا، وعرف هذا المؤرخ بفهمه لطبيعة الأرض الكروية التي ظهرت من خلال خريطته.
أما القرن الأول قبل الميلاد قام فيه الفيلسوف Posidonius برسم خريطة العالم ووضع الأجواء السياسية عليها كما قام بقياس محيط الأرض ودراسة مواقع النجوم.
صور خريطة العالم بعد الميلاد
القرن الاول الميلادي تم فيه تحديث خريطة العالم بشكل نسبي بعد أن قسم المؤرخ الروماني Pomponius دول العالم إلى خمس مناطق أوضح فيها حدود أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وفي القرن الثاني الميلادي تم رسم خريطة العالم من قبل عالم الرياضيات والفلك والمؤرخ الكبير بطليموس ووضع الخريطة على أساس خطوط طولية وعرضية لتكون أول خريطة العالم التي تعتمد هذا الشكل.
وفي عام 1154م تم اعتماد خريطة العالم من قبل الجغرافي العربي محمد إدريس وظلت هي الخريطة الأكثر دقة لمدة 3 قرون متتالية، إلا انه لم يظهر الجزء الشمالي من القارة الإفريقية في هذه الخريطة.
وفي القرن السادس عشر الميلادي تم رسم خريطة العالم الظاهر فيها الامريكيتين الشمالية والجنوبية لأول مرة، وهو ما تم وضعها من قبل رسام الخرائط الإسباني أدلى خوان دي لا كوزا.
وعلى مدار القرون التالية ظهرت العديد من المناطق الجغرافية على خريطة العالم مثل الاكتشافات البرتغالية ثم جزر الهند الغربية ثم سواحل أمريكا الوسطى والجنوبية .
وفي عام 1570 وتحديدا يوم 20 مايو تم إنشاء أول أطلس حديث للعالم وضعه المؤرخ إبراهيم أورتيليوس وظل مستخدما حتى عام 1612 مع العلم أن الأطلس عبارة عن كتاب يضم خرائط جغرافية للأرض بالكامل أو لقارة معينة أو حتى لدولة واحدة، ومع التطورات الزمنية أصبح الأطلس الإلكتروني بديلا عن الأطلس الورقي القديم.
صور خريطة العالم الحديثة
مع بداية القرن السابع عشر تم اكتشاف الكثير من الأدوات والتقنيات التي ساهمت في تحديث صورة خريطة العالم، حيث تم اكتشاف بندول الساعة، والتلسكوب وقانون الجاذبية، وفي القرن الثامن عشر تم إيضاح أمريكا الشمالية وشبه القارة الهندية على خريطة العالم بوضوح.
ومع بدايات القرن الـ20 تم رسم خرائط العالم بجودة عالية فائقة الدقة والتمييز حتى تم طباعة العديد منها ، وذلك بفضل اكتشاف التلسكوب الذي ساعد على تحديد الزوايا لنجم الشمال في الليل أو للشمس عند الظهيرة كما ساعدت الطائرات في تحديد التضاريس بدقة.
وفي العصر الحالي أصبح من السهل الاطلاع على خريطة العالم الحديثة سواء الورقية أو الإلكترونية ، حيث تم اللجوء إلى الاستعانة بالأقمار الصناعية عند رسم تضاريس أعماق المحيطات ورسم حدود للفضاء الخارجي وهو ما أتاح لنا خريطة العالم المكتملة.
استخدامات الخرائط
للخريطة استخدامات متعددة سواء على مستوى الفرد أو مستوى المجتمع للدولة الواحدة أو حتى مستوى العالم أجمع، فالخريطة يتم من خلال فهم العلاقة بين البيئة والإنسان وفهم محيطه وحدوده وتضاريس دولته ومساحتها وهو علم قائم بذاته يهتم به عدد كبير من الأشخاص.
يتم من خلال مطالعة الخريطة البدء في إنشاء أي مشروع جديد لمعرفة ودراسة الطرق والمساحات والمواصلات قبل البدء في التنفيذ فلا يتم التطوير المجتمعي بدون وجود خريطة كاملة حديثة للدولة.
يتضح أهمية استخدامات الخرائط في أوقات الحرب أيضا، فلا يتم الهجوم على أي دولة بدون معرفة حدودها من كل الجهات، وبالتالي فلا تقل أهمية الخريطة عن أهمية الجيش نفسه.
توضح الخريطة المسافات بشكل دقيق للغاية ولذلك يتم الاستعانة بها من قبل طيار الطائرة وكذلك قبطان السفينة لتحديد المسافات ومعرفة أي وسيلة نقل مقابلة لهما لتفاديها قبل وقوع الصدام ،بل وأصبحت الخرائط مستخدمة في عصرنا الحالي بتطبيقاتها الإلكترونية المعروفة من قبل سائقي التاكسي أوبر وكريم .
وأخيرا.. صور خريطة العالم قديما وحديثا توضح لنا مدى أهميتها منذ القدم وحتى الآن فهي تحدد كل ما بداخل الكرة الأرضية حتى نتعرف عليه ويمكننا العيش عليها بسلام.
