إيستر إيجز فيلم كابتن أمريكا 2011

الترجمة الحرفية لكلمة الإيستر إيجز هي بيضة عيد الفصح، وهي البيضة الملونة التي يتم استخدامها في تقاليد الاحتفال بعيد الفصح عبر إخفائها بواسطة الآباء ليحاول أبناؤهم أن يعثروا عليها كمكافأة لهم.

وكذلك في عالم الألعاب والأفلام والمسلسلات نجد ذلك المصطلح كإحدى المميزات التي يضيفها المبرمجون أو المؤلفون لجذب انتباه الجمهور بدافع الترفيه والاستمتاع، إذ ظهرت تلك الفكرة للمرة الأولى بلعبة Adventure التي تم إطلاقها عام 1979 على أجهزة أتاري 2600 حيث اكتشفها اللاعبون أنفسهم عبر جذب أحد المربعات الصغرى في أحد المراحل، لتظهر بنهايتها نافذة تقول “تم تطوير تلك اللعبة بواسطة المبرمج وارين روبن”.

انتشرت فكرة الإيستر إيجز بعالم الألعاب بجانب مجالات أخرى كالمسلسلات، البرامج، المسلسلات الكرتونية، الكتب ومجلات القصص المصورة ليستمر المتابعون في اكتشافها بمنتهى الشغف.

وفي المقال السابق “إيستر إيجز فيلم ثور 2011” استعرضنا خفايا ذلك الفيلم كرابع أفلام عالم مارفل السينمائي MCU، وفي هذا المقال ضمن السلسلة نستكشف سويا أسرار فيلم كابتن أمريكا.

Captain America: The First Avenger

صدر فيلم Captain America: The First Avenger في 22 يوليو 2011، وتدور أحداث الفيلم اقتباسًا من القصص المصورة لسلسلة كابتن أميركا، إذ تقع معظم أحداث الفيلم خلال الحرب العالمية الثانية، وتروي قصة الشاب ستيف روجرز هزيل الجسد الذي يتم تحويله إلى الجندي الخارق كابتن أمريكا للمساعدة في الحرب ضد النازيين وخصوصا القائد ريد سكول Red Skull رئيس قسم الأسلحة وقائد منظمة هايدرا Hydra، الذي يحاول استخدام حجر أثري يدعى تيسراكت Tesseract للسيطرة على العالم.

تلقى الفيلم مراجعات نقدية إيجابية، وحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر العالمي، وكان دليلًا قاطعًا أن عالم مارفل السينمائي قادر على التطور ويمضي في الاتجاه الصحيح مع احتفاظه المستمر في زرع الأسرار الخفية ضمن جميع الأفلام، ومنهم فيلم كابتن أمريكا الذي امتاز بالإيستر إيجز الآتية:

• في أول مشاهد الفيلم تظهر القرية النرويجية تونسبيرج Tonsberg وهي نفس القرية التي ظهرت ببداية فيلم ثور 2011، وكذلك هي نفس القرية التي ستصبح موضع مدينة أسجارد الجديدة New Asgard في فيلم Avengers:Endgame.
• على أحد الأبواب القديمة يظهر رسم لشجرة العالم أو يجدراسيل مثلما ظهرت بـ الأساطير النوردية وأساطير ثور وأودين.

  

• ببدايات الفيلم، يظهر ريد سكال عند إيجاده للتيسراكت ليقول: “دع هتلر يحفر ويبحث في الصحراء” لتشير تلك الجملة إلى فيلم إنديانا جونز Raiders of The Lost Ark الذي دارت أحداثه حول البحث في صحاري مصر عن الكنوز، ومن الطريف أن نعلم إمتلاك ديزني لشركة مارفل وإمتلاكها كذلك لسلسلة أفلام إنديانا جونز، فبالتالي كانت إشارة موفقة بالفعل.
• يظهر العالم د.أرنيم زولا في أول مشهد له بالفيلم عبر عدسة دائرية بصورة مشوشة قليلا، للإشارة إلي شخصيته الآلية في الكومكس فيما بعد، إذ يظهر وقتها بصورة إلكترونية على شاشة الجسد الآلي.

  

• في أحد الصحف التي تعود لعام 1943 يظهر فيها نبأ معرض ستارك Stark Expo الذي اعتاد هوارد ستارك على إقامته لعرض أحدث الابتكارات العلمية والصناعية، وكما شاهدنا بـ فيلم Iron Man 2 يقوم توني ستارك بإقامة نفس المعرض بهويته الجديدة في عصرنا الحالي.
• يظهر بأحد معروضات Stark Expo صورة لبذلة شخصية Human Torch التي تعتبر من أول شخصيات قصص مارفل المصورة التي ظهرت بالعدد Marvel comics #1، وهو يختلف عن نفس الشخصية الموجودة بفريق الفانتاستك فور فيما بعد.

  

• من ضمن معروضات Stark Expo تظهر النسخة التجريبية من السيارة الطائرة، وبرغم عدم نجاحها في الطفو بالهواء لأكثر من ثوان، إلا أنها ستنجح فيما بعد لتصبح ضمن ممتلكات منظمة شيلد ويمتلكها العميل كولسن ليطلق عليها اسم “لولا”.

  

• رغم ظهور ستيف روجرز قصيرا بجانب صديقه باكي ببداية الفيلم، ثم أصبح ستيف أطول من باكي بعد تحوله لكابتن أمريكا، إلا أنه في الواقع فالممثلان بنفس الطول تقريبا إذ تم استخدام زوايا التصوير وتعديلات الصورة لتظهر بينهم فروق الطول بين الشخصيتين.
• في قصص كابتن أمريكا المصورة ببدايتها ظهر باكي بشخصية طفل حقيقي يصبح فيما بعد مساعد كابتن أمريكا مثل روبن وباتمان، ولكن في الفيلم يظهر باكي بسن مقارب لسن ستيف كصديقين متلازمين دائما، وهو ما يشبه أصول الشخصية في قصص The Ultimates التي تدور أحداثها بشكل أكثر واقعية في عالم موازي إذ ظهر باكي كمصور فوتوغرافي يحمي ستيف من المتنمرين في أثناء مراهقتهم، لتتبدل الأدوار بمجرد تحول ستيف لكابتن أمريكا فيما بعد.
• شخصية الجندي جيلمور هودج الذي حاول مشاكسة بيجي كارتر بالصف العسكري هو شخصية موجودة بالقصص المصورة فعلا، حيث تم تقديمه عام 1991 كأحد المرشحين للانضمام بمشروع الجندي الخارق، ولكنه فشل بالاختبار ولم يتم اختياره ليتمرد وينضم فيما بعد للنازيين.

  

• العالم إبراهام إريسكين المسؤول عن تصنيع مصل الجندي الخارق ظهر باسم جوزيف راينشتاين في أولى أعداد قصص كابتن أمريكا المصورة، ليتضح فيما بعد أن اسم “راينشتاين” هو اسم مستعار لكي يتمكن من البقاء بعيداً عن أنظار النازيين الذين هرب منهم إلى أمريكا.
• ظهر كابتن أمريكا في أحد فترات الفيلم كشخصية استعراضية للجنود قبل المعارك بهدف جمع الدعم المادي المطلوب، وهذا استلهام لشخص حقيقي اسمه جون باسيلون John Basilone الذي ظهر بفترة الحرب العالمية الثانية كتجسيد للبطولة الحربية بعد عودته من المعارك وجمعه للتبرعات اللازمة للجيش، ولكنه سرعان ما طلب إعادته للمعارك مرة أخرى ليتوفي بأحد المعارك بعد حصده لمجموعة من جنود الأعداء.

  

• الزي الاستعراضي الذي يرتديه كابتن أمريكا بأول عروضه المسرحية هو نسخة مطابقة لزي الشخصية في أول أعداد الكومكس، وكذلك درعه المثلث هو الدرع الذي ظهر بالعدد الأول من السلسلة ثم تم تغييره بالعدد الثاني ليصبح درعا دائري الشكل.

  

• يقوم كابتن أمريكا ضمن حملته الدعائية بتمثيل بعض المشاهد الخاصة بمسلسله التليفزيوني، وهي إشارة لمسلسل كابتن أمريكا الحقيقي بفترة الأربعينات وفيه قام الممثل ديك بورسيل Dick Purcell بأداء الشخصية على الشاشة.

  

• يرسم ستيف روجرز كاريكاتير لنفسه على هيئة قرد للتسلية في إشاره لقدراته الشخصية على الرسم، وهو ما تم الإشارة له بالقصص المصورة حيث عمل ستيف روجرز لفترة كرسام حر للجرائد ومجلات القصص المصورة حتى أنه بسبب هويته السرية ككابتن أمريكا كان يضطر للتأخر عن تسليم الرسوم، ورفضت بعض دور النشر رسومه بسبب رسومه المبالغ فيها بشكل غير منطقي لمشاهد القتال.

  

• بأحد المشاهد، يجتمع سويا أعضاء فرقة The Howling Commandos الذين عملوا بالحرب العالمية تحت قيادة نك فيوري في القصص المصورة، وعند هروبهم في أحد المشاهد، يطلق الجندي دام دام دوجان Dum Dum Duggan صيحة “وااهوو Wah-Hoo!”، وهي صيحتهم الشهيرة بمغامراتهم في القصص المصورة بالفعل.

  

• يظهر ستان لي كالمعتاد في ذلك الفيلم ضمن أفلام عالم مارفل السينمائي كأحد كبار الضباط، بالرغم من عدم اشتراك ستان لي في ابتكار شخصية كابتن أمريكا بالقصص المصورة، لكنه اشترك في صنع بيجي كارتر، نك فيوري وفرقة الكوماندوز.

  

• يمكننا سماع لفظ معدن الفايبرينيوم للمرة الأولى عند ذكر المعدن المصنوع منه درع كابتن أمريكا.
• في أحد المشاهد القصيرة، ظهرت الممثلة ناتالي دورمر الشهيرة بدورها في مسلسل صراع العروش Game of Thrones.

  

• بأحد مشاهد باكي مع فرقة الكوماندوز، نرى قدرة باكي على التصويب كإشارة لتحوله لاحقا لهوية Winter Soldier بعد غسيل مخه فيصبح قاتلا محترفا بالاغتيالات.

  

• وضع كابتن أمريكا لدرعه على الدراجة البخارية هو إشارة لفيلم كابتن امريكا عام 1979 الذي ظهر فيه دراجة كابتن أمريكا البخارية التي يضع درعه على مقدمتها دائما.

  

• خلال معركة ستيف وباكي ضد ريد سكال، يحمل باكي درع كابتن أمريكا للحظات كإشارة لإتخاذ باكي هوية كابتن أمريكا لفترة من الوقت في القصص المصورة.
• في الفيلم يظهر توزيع العدد الأول من كومكس كابتن أمريكا الصادر عام 1941 على الأطفال والشباب وعلى غلافه رسم لكابتن أمريكا في أثناء ضربه لأدولف هتلر الزعيم النازي مثلما فعل بالعرض المسرحي الترفيهي الخاص به، ولكن في الواقع فالمشهد المسرحي استلهام لغلاف العدد الأول من الكومكس.

  

• عندما يهرب ريد سكال من حصن الهيدرا، نجد أن د.أرنيم زولا مساعد ريد سكال يجمع أوراقه بسرعة ووضعها في حقيبة جلدية، من تلك الأوراق تظهر مخططات صنع الجسد الآلي الذي سينقل زولا وعيه إليه مثلما حدث بالكومكس.

  

• في أثناء ركوب كابتن أمريكا للسيارة مع بيجي كارتر والجنرال فيليبس، يقوم الممثل تومي لي جونز بدور الجنرال ويضغط زرا لتفعيل النفاثات الخاصة بالسيارة، في إشارة لدوره كالعميل K بفيلم Men In Black، حينما حذر زميله ويل سميث من ضغط الزر الأحمر بلوحة السيارة مسببا انطلاق النفاثات.

  

• بالمعركة النهائية بين كابتن أمريكا وريد سكال، يفتح مكعب التيسراكت بوابة بعدية ويظهر من خلالها مشهد لعالم مختلف، ذلك العالم هو عالم أسجارد كما ظهر بفيلم ثور.
• في أثناء مشهد سقوط كابتن أمريكا في الجليد بالطائرة، دارت محادثة باللاسلكي مع بيجي كارتر، ولكنها لم تحدث في القصص المصورة بل هي اختراع خاص بعالم مارفل السينمائي تأثرا بأحد مشاهد الفيلم البريطاني القديم A matter of life and death حينما يقوم بطل الفيلم بيتر كارتر بمحادثة عامل اللاسلكي لدقائق قبل قفزه من الطائرة بدون مظلة.

وفي المقالة التالية نستكمل استعراض إيستر إيجز أفلام مارفل بالفيلم السادس والمنتظر بالسلسلة: The Avengers 2012.