من هو الحاكم بأمر الله
الحاكم بأمر الله

هو المنصور بن العزيز بالله، سادس الخلفاء الفاطميين، والإمام الإسماعيلي الشيعي السادس عشر، لقب بالحاكم بأمر الله، وكنيته أبو علي، كان الحاكم بأمر الله واسع العينين جهير الصوت، تولى الخلافة بعمر الحادية عشرة، وتخلص من خصومه المستهينين بحداثة سنه بعمر الخامسة عشرة.

المنصور هو اسمه، والحاكم بأمر الله لقبه، حيث اعتاد خلفاء الدولة الفاطمية على اختيار لقب يحمل صفة إلى جانب اسم الله، وكنيته أبو علي، بعد ميلاد أبنه علي الذي لقب بالظاهر لإعزاز الله.

كان الحاكم بأمر الله على حداثة سنه أقوى الخلفاء الفاطميين، واعتبره الموحدون الدروز تجسيدا لله حين بلغ سن الثالثة والثلاثين، ولم يجد هو غضاضة أو كفر في ذلك، بل تبناه وجهر به.

مسجد الحاكم بأمر الله
مسجد الحاكم بأمر الله

صراع الحاكم بأمر الله مع الخصوم

تولى الحاكم بأمر الله مقاليد الدولة الفاطمية التي أمتدت بعرض الساحل الأفريقي شمالا، وكانت صراعاته الرئيسية مع العباسيين الذين نفوا نسبه من علي ابن أبي طالب، والقرامطة الذين نفوا تجسيده لله، وأبثت بعمر الخامسة عشرة انه رجل دوله لا يشق له غبار.

كان الحاكم بامر الله، مسرفا في القتل إلى حد كبير، لكى يحفظ دولته ويصلح شئونها، وكان شديدا في التعامل مع رجال دولته، فيحاسبهم بشدة إذا أخطأوا، كما أنه اعتمد على نظر المظالم لتطهير دولته من الفساد.

سخاء الحاكم بأمر الله

كان الحاكم بامر الله يواصل الطواف بالأسواق والقرى بنفسه ليلا ونهارا لكى يسمع مظالم الناس، وقد ورث الحاكم عن أبيه العزيز بالله حرصه على توزيع المال على الفقراء والمساكين، ويشهد المؤرخون بأن يده لم تمتد على أخذ مال إطلاقا، كما أنه أيضا حرص على تخفيف الضرائب عن رعاياه.

كان الحاكم بأمر الله سخيّاً معطاءً، فبعد أن تولى الخلافة أجزل العطاء للجميع، كما ترك الاحتفالات في عهده لكافة الطوائف، في عهده احتفل المسيحيون بأعياد الغطاس، كما أعطى للأتراك خيلا وسلاحا في أعيادالنيروز.

زهد الحاكم بأمر الله

أظهر الحاكم بأمر عندما تولى تقشفا وزهدا على عكس آبائه، إذ أخرج من قصره جماعة من حظاياه وأعتق سائر مماليكه من الإناث والذكور وملّكهم أمر نفوسهم والتصرف فيما يملكونه وإقتنوه منه ومن أبيه.

كما إنه انتقل تدريجيا من الملابس المذهبة على عادة آبائه إلى ملابس خشنة من الصوف كما أنه خفف من الإسراف الذي كان يحدث في الاحتفالات بالمناسبات المختلفة.

وأمر كذلك بألا يصلى عليه أحد في كتاباته ويقتصر على هذه الصيغة (سلام الله وتحياته ونوامى بركاته على أمير المؤمنين).