طوال تاريخ مصر شغلت النساء المناصب جنباً إلى جنب مع الرجال بل وشاركوهم الكفاح وحتى الحرب، في مصر القديمة كانت دعوات الرحمة للملك المتوفى تذكره ومن ثم تذكر أمه بالرحمة لأنها من أتت به إلى الوجود، في هذا المقال سنستعرض بعض أشهر الملكات الأم في مصر القديمة.
نى ماعت حب
وهى أم الملك “زوسر” مشيد أول هرم في مصر وهو هرم سقارة المدرج، لربما كانت تلك الملكة وصية على عرش ابنها لبعض من الوقت، ويرجح أنها عاشت عمراً طويلا لربما امتد لما بعد وفاة ابنها، حملت تلك الملكة من الألقاب التي ميزتها عن غيرها فكانت “ام الملك”، “زوجة الملك”، “ام الأطفال الملكيين”، ولقبين آخرين واحد منها غاية في الغرابة وهو “حاملة ختم حوض السفن” وهو لقب غير معروف غرضه بالتحديد، أما الثانى فكان : “كل ما تأمر به ينفذ فورا”، وهو اللقب الذى تكرر كثيرا فيما بعد للملكات الام في مصر القديمة وقد امتدت ذكرى الملكة نى ماعت حب لسنوات طويلة تعدت المئات من الأعوام في مصر القديمة.
حتب حرس
في عام 1902 كشفت البعثة المشتكة لجامعة هارفارد ومتحف بوسطن عن مقبرة الملكة “حتب حرس الأولى” زوجة الملك “سنفرو” وأم الملك خوفو مشيد الهرم الأكبر بالجيزة، وهى واحدة من أقدم الدفنات الملكية التي عثر عليها على الإطلاق وما جعل الكشف مثيرا للاهتمام هو ان محتويات المقبرة كانت شبه كاملة، وإن حملت لغزاً كبيرا حيث أن مومياء الملكة لم تكن بداخل التابوت الذى وجدوه فارغاَ، وقد كان من ضمن محتويات مقبرتها المحفة، أو الكرسي المحمول على الأعناق الذى استخدمته الملكة في حياتها وحمل العديد من الألقاب الهامة : “أم ملك مصر العليا والسفلى”، “تابعة أو كاهنة الإله حورس”، “مديرة قاطعى أشجار الأكاسيا”، “كل ما تأمر به ينفذ فورا”، “ابنة الإله من صلبه” ( وهو ما يشير لربما لأصلها الملكي أي أنها كانت ابنة ملك).
الملكة قمر
وهى الملكة “إيعح” والتي يعنى اسمها قمر في اللغة المصرية القديمة، وهى أم واحد من أعظم ملوك مصر القديمة على الإطلاق وهو الموحد الثانى للقطرين الملك “منتوحتب الثانى” والذى أنهى الفوضى في ربوع المحروسة وقام بفرض النظام بالقوة بعد عصور الفوضى التي لحقت بعصر بناة الأهرام، حملت الملكة “قمر” لقب “ابنة الملك” مما يعنى انها تنحدر من نسل ملكي، “كاهنة الإلهة حتحور”، وكذلك “ام الملك ومحبوبته”
الملكة “إياح حتب”
وهى واحدة من أشهر ملكات مصر القديمة، فهى زوجة الملك الشهيد “سقنن رع” بطل حروب تحرير مصر من الهكسوس، وكذلك هى أم الملك الشهيد “كامس” إبن “سقنن رع”، وكذلك ام الملك “احمس الأكبر” الذى طرد الهكسوس من مصر، يحكى تاريخ تلك الملكة أنها فقدت زوجها في خضم معارك تحرير مصر من احتلال الهكسوس ومن ثم ربت ابنها الأكبر “كامس” الذى توفى بدوره هو الآخر ليتركها مع ابنها الأصغر “احمس” الذى ستربيه كما فعلت مع اخاه ليقوم هو بطرد الهكسوس من مصر بلا رجعة، لم تكن الملكة “إياح حتب” مجرد مربية للملوك فحسب وإنما كانت ملكة فاعلة في الحكم في تلك الفترة العصيبة من تاريخ مصر، فكانت تشرف على سير الأمور وحتى وضع الخطط الحربية وتمركز القوات، تلك الملكة تعد من أقوى ملكات مصر على الإطلاق التى استطاعت العبور ببلادها لبر الأمان فى أشد الأوقات صعوبة.
اقرأ أيضًا هنا: هل احتفل المصريون القدماء بعيد الأم؟
حملت الملكة العديد من الألقاب كان أهمها ما دون على لوحة حجرية في عصر ابنها الملك احمس: هي التي تؤدى الطقوس وترعى مصر، التي رعت جنودها، التي حمت مصر، التي اعادت الفارين والهاربين من أرض المعركة وجمعت شملهم، التي استعادت هدوء مصر العليا وطردت المذنبين.