أهمية مهارة الاستماع وفوائدها وكيفية تطويرها

تعد مهارة الاستماع من أهم مهارات التواصل عبر الأزمان، حيث يترتب عليها أمور كثيرة ومهارات عدة، فأنت لايمكنك أن تلبي احتياجاتك أو احتياجات اسرتك وأبنائك، أو متطلبات عملك دون أن تمتلك تلك المهارة، التي تحتل المرتبة الأولى في الأهمية، قال تعالى ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ).

مفهوم مهارة الاستماع

“هو عبارة عن عملية يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً للطرف الآخر” وذلك عن طريق اعمال العقل والتفكير وفهم مايقوله المتكلم لكي يتم الإنصات له بصورة جيدة، لكي تعرف ماذا يقول وترد عليه بما يفيده أو تستفيد أنت به.

ومن باب الكلام في أهمية تلك المهارة، يكفي أن أشير لكم أن جميع الأحاديث النبوية الموجودة بالصحيحين وغيرها نقلت عبر تلك المهارة، وكذلك العلوم التي أفادتنا حتى اخترعنا جميع الأجهزة والإمكانات الحديثة كانت نواتها مهارة الاستماع والتي أتاحت لنا نقل الثقافات من مكان لآخر عبر القارات والبحار والمحيطات والاستفادة منها وتوارثها عبر الأجيال في وقت لم يكن الكل يعرف الكتابه.

مستويات مهارة الاستماع

السمع وهو الحاصل بواسطة الأذن “عضو السمع المعروف”.

السماع وهو عملية سماع الصوت فقط والإقتصار على معرفة مايقوله المتكلم دون اعارته أدنى اهتمام أو التفكير فيه، وتلك العملية فطرية لاتحتاج لتعلم أو تدريب.

الإستماع وهو سماع مايقوله المتكلم مع إعارته الإهتمام الكافي، والتركيز لفهم مايقال، وهي مهارة تحتاج لبعض التدريب إن لم تكن موجودة بالقدر الكافي، ومما يساعد على ذلك تنمية مهارات التركيز.

الإنصات أو ( الاستماع اليقظ ) وهي درجة تفوق الاستماع، وهو الانتباه القوي الشديد لما يقال ومن ذلك قوله تعالى ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون”.

التدبر وهي درجة أعلى من الإنصات يسمع فيها الشخص الحديث باهتمام وتركيز شديدين لفهم ما يقال وأخذ العبرة والعظة والحكمة منه.

جميع تلك المراحل يمكنها أن تأتي متعاقبة في آن واحد وهنا تتأتى مهارة الاستماع في أبهى صورها.

مهارة الاستماع

كيفية تنمية مهارة الاستماع

بالعديد من الطرق والوسائل الآتية:ـ

أولاً تقليل التشتت:ـ وذلك عن طريق التخلص من كل ما يشغل انتباه الفرد ويفقده تركيزه سواء أكانت عوامل نفسية شعورية أم عوامل جسدية ( تعب وإرهاق ) وخلافه، فإن تلك من أهم الخطوات الجالبة للاستماع الجيد.

الانتباه:ـ وهو التركيز بآذان صاغية لكل مايقال وفهمه وتفسيره تفسيراً واضحاً.

عدم التسرع واستباق الأحداث:ـ وذلك كأن يحكم المستمع على المتحدث من أول جملة أو جملتين، فذلك من أهم معيقات عملية الاستماع.

القدرة على تفسير الكلمات وبيان معانيها:ـ وذلك لأنه يفيد في فهم المسموع فهماً صحيحاً كذلك القدرة على فهم الكلمات من خلال السياق ومعرفة الأوجه البلاغية، فإن ذلك يقوي فهم المسموع.

بالتدريس والتدريب الفعال: ـ وذلك لزيادة الوعي بكل ما قيل وبأهميته في تحين عملية الاستماع وجودة فهم المسموع.

أهمية مهارة الاستماع

تعزز عملية التفكير عن طريق اعمال العقل والتفكير في حديث المتكلم، كذلك تنمية مهارات التحليل والنقد، وزيادة الحصيلة اللغوية، بالإضافة إلى مهارة غاية في الأهمية وهي تعليم الأطفال المكفوفين الذين يعتمدون في غالب تعاملاتهم على السمع.