الترجمة الحرفية لكلمة الإيستر إيجز هي بيضة عيد الفصح، وهي البيضة الملونة التي يتم استخدامها في تقاليد الإحتفال بعيد الفصح عبر إخفائها بواسطة الآباء ليحاول أبناؤهم أن يعثروا عليها كمكافأة لهم.
وكذلك في عالم الألعاب والأفلام والمسلسلات نجد ذلك المصطلح كإحدى المميزات التي يضيفها المبرمجون أو المؤلفون لجذب انتباه الجمهور بدافع الترفيه والاستمتاع، إذ ظهرت تلك الفكرة للمرة الأولى بلعبة Adventure التي تم إطلاقها عام 1979 على أجهزة أتاري 2600 حيث اكتشفها اللاعبون أنفسهم عبر جذب أحد المربعات الصغرى في أحد المراحل، لتظهر بنهايتها نافذة تقول “تم تطوير تلك اللعبة بواسطة المبرمج وارين روبن”.
انتشرت فكرة الإيستر إيجز بعالم الألعاب بجانب مجالات أخرى كالمسلسلات، البرامج، المسلسلات الكرتونية، الكتب ومجلات القصص المصورة ليستمر المتابعون في إكتشافها بمنتهي الشغف.
و بالمقالة السابقة “إيستر إيجز فيلم أيرون مان 2008” استعرضنا خفايا ذلك الفيلم كبداية لـ أفلام عالم مارفل السينمائي MCU، وهنا بالمقالة الثانية ضمن تلك السلسلة نستكشف سويا أسرار فيلم العملاق هالك The Incredible Hulk.
The Incredible Hulk 2008
صدر فيم The Incredible Hulk في 13 يونيو 2008، من بطولة إدوارد نورتون في دور العالم الطيب “بروس بانر” الذي يتعرض لأشعة جاما فتتسبب في تحوله عندما يغضب بشدة إلى شخصية العملاق الأخضر الذي يتسبب في كثير من الدمار أينما ذهب.
وبينما يجري بانر أبحاثه محاولًا الوصول لمصل يعالجه من هذه الحالة ويعيده شخصًا طبيعيًا، تظهر جهات أخرى منها أجهزة أمنية تسعى للوصول لإمكانية تحويل رجالها إلى شخصيات تمتلك القوة المفرطة نفسها، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، بل يظهر مقاتل شرير يحمل قوى خارقة مشابهة لقوى العملاق الأخضر، ليكون على البطل الأخضر أن يواجه خصمًا مساويًا له في القوة للمرة الأولى.
يغفل المشاهدون أحيانا وجود ذلك الفيلم ضمن سلسلة أفلام مارفل بشكل رسمي، وذلك بسبب تغيير الممثل إدوارد نورتون فيما بعد واختيار الممثل مارك رافالو بدلا منه ليصبح الممثل الرسمي للشخصية طوال أفلام السلسلة، لكن ذلك لم يمنع الفيلم من أن يتضمن عددا من الإيستر إيجز المخبأة بإتقان في انتظار اكتشاف المشاهدين الشغوفين، مثل:
- في أحد مشاهد تتر بداية الفيلم، يظهر اسم نك فيوري Nick Fury على أحد التقارير السرية الخاصة بمنظمة شيلد S.H.I.E.L.D، و اسم ريتشارد جونز الشهير بـ”ريك جونز Rick Jones” وهو أحد زملاء بروس بانر وسبب من أسباب تعرضه لأشعه جاما التي حولته لهالك فيما بعد، وكذلك أصبح ريك جونز في القصص المصورة بطلا خارقًا يُدعى A-Bomb.
- في مشهد القتال بساحة الجامعة ضد هالك، تم استخدام سيارات حربية مجهزة بأحدث العتاد والأدوات لمحاولة إيقاف هالك ومنها جهاز الموجات الصوتية الفائقة، ليتضح في تتر الفيلم أن تلك المعدات تم تصميمها بالكامل بواسطة شركات توني ستارك Stark Industries لتصنيع السلاح.
- في أحد مشاهد الفيلم لبروس بانر في المكسيك، تظهر في الخلفية موسيقي أغنية the lonely man التي تم لعبها في مسلسل هالك الكلاسيكي بالتليفزيون.
- بأحد مشاهد الفيلم، يظهر مطعم البيتزا المسمى بـ Stanley’s كإشارة للكاتب ستان لي مبتكر شخصية هالك بالقصص المصورة.
- الممثل الذي أدى دور صاحب مطعم البيتزا هو بول سولز Paul Soles صاحب الأداء الصوتي لشخصية هالك بمسلسل الرسوم المتحركة Marvel Superheroes عام 1966.
- في مشهد داخلي بمكتب الجنرال روس، يتضح أنه من معجبي كابتن أميركا حيث يحتفظ بصورة معلقة له علي جدار المكتب.
- الممثل الذي قام بدور حارس الأمن هو الممثل لو فيرينو Lou Ferrigno، الذي سبق وأن قدم شخصية هالك في المسلسل الكلاسيكي للشخصية بعام 1978.
- السروال البنفسجي الذي يعرضه بروس بانر في أحد مشاهد الفيلم هو إشارة للزي الشهير لشخصية هالك بالقصص المصورة.
- الخطاب الذي يصل إلي بيتي روس من بروس بانر تم عنونته باسم المرسل ديفيد، كإشارة لتغيير اسم شخصية بروس بانر في المسلسل التليفزيوني إلي ديفيد بدلا من بروس.
- روجر هارينجتون أحد طلاب معمل الحاسب الآلي الذي سمح لبيتر بانر بالدخول للمعمل مقابل شطيرة بيتزا، هو نفس الممثل مارتن ستار Martin Starr الذي أدى نفس الشخصية كمدرس العلوم بمدرسة ميدتاون التي درس بها بيتر باركر فيما بعد بفيلم Spiderman: homecoming.
- يظهر ستان لي في ثاني ظهوراته الرسمية بعالم مارفل السينمائي من خلال ذلك المشهد حيث يظهر ككهل في منزله يشرب من زجاجة صودا تسربت إليها قطرة من الدماء المتحولة لبروس بانر، مما تسببت في إصابته بالتسمم الإشعاعي.
- تظهر حاوية المصل الخاص الذي تم حقن إيميل بولانسكي به، وعليها لوحة بيانات مذكور بها اسم “دكتور راينشتاين Dr. Reinstein كاسم بديل لإبراهام إيرسكين Abraham Erskine العالم الذي طور مصل الجندي الخارق الذي تعرض له كابتن أميركا سابقا، لتظهر صلة ذلك المصل بالمصل الأول الخاص بتجربة كابتن أمريكا العلمية.
- شعار منظمة شيلد S.H.I.E.L.D يظهر واضحا داخل جهاز لابتوب بروس بانر.
- عندما تسللت دماء بروس بانر إلي جرح صامويل ستيم، رأينا رأسه تضطرب قليلا وتبدأ بالانتفاخ، وذلك لأنه بدأ في التحول إلى شخصية The Leader أحد أشرار الكومكس.
- في مشهد محذوف من الفيلم، نشاهد بروس بانر في منطقة جليدية في أثناء محاولته للانتحار بإطلاقه الرصاص من فوهة المسدس لداخل فمه، ولكن تتحول شخصيتة الداخلية لهالك وتمنعه من الموت بعد أن يبصق الرصاصة، وفي فيلم The Avengers يذكر بروس بانر تلك الحادثة مرة أخرى، لكن تلك ليست الإيستر إيج، ففي نفس المشهد نرى صورة ضبابية لدرع كابتن أمريكا المدفون أسفل طبقة من الجليد، تمهيدا لإيجاده في نفس المكان الذي سقط فيه منذ 70 عاما بفيلمه الخاص وإعادة إحيائه من جديد.
- ظهور توني ستارك بنهاية الفيلم في مشهد مع الجنرال روس لطرح فكرة جمع فريق من الأبطال الخارقين، تمهيدا لظهور فكرة فريق الأفنجرز.
وفي المقالة التالية نستكمل استعراض إيستر إيجز أفلام مارفل بالفيلم الثالث بالسلسلة: Iron Man 2 2010.