تعد حروف المد إحدى قواعد اللغة العربية التي تفرق كلمة عن أخرى من حيث الإفراد والتثنية والتذكير والجمع والمعني ….الخ ذلك، وهي من أبسط القواعد، وأول مايتعلمه الطلاب في أول مراحلهم الدراسية، حيث أنها من أساسيات الكلام، وفهم المعنى المراد، وبدونها سيختل النطق ويصبح المنطوق بلافائدة.

كما أن حروف المد مهمة جداً، حتى نستطيع قراءة كتاب الله عز وجل، القرآن الكريم بطريقة صحيحة، دون لحن أو تحريف، لذا هو من أهم الأحكام التجويدية.

 

حروف المد

تحوي العربية ثلاثة حروف مد وهم الألف والواو والياء، وتصحب كل منهما حركة تتبعها ومخرج ينطلق منه الصوت فيفترق عن بقية أحرف المد.

  •  فالألف تصحبها الفتحة، وتخرج من تجويف الحلق مع الفم، وتأتي كحرف مد إن كانت ساكنة مفتوح ماقبلها، ومثال ذلك كلمة سلطان / رحمان / عدنان.
  •  والياء تصحبها الكسرة، وتخرج من أول اللسان مع وسط الحنك الأعلى، وتأتي كحرف مد إن كانت ساكنة مكسور ماقبلها، ومثال ذلك كلمة إبليس / رجيم / كريم.
  • كما أن الواو تصحبها الضمة، وتخرج من تجويف الحلق والفم، مع ضم الشفتين، وارتفاع أقصى اللسان، وتأتي كحرف مد إن كانت ساكنة مضموم ماقبلها، ومثال ذلك كلمة غفور، عبوس، ودود.

هذا وقد جمع علماء التجويد تلك الحروف في كلمة ( واي )، تسهيلاً على المتعلمين لفهم الأحكام التجويدية ومعرفة مواضع المد وحركاته.

 

أنواع المد في القرآن الكريم

أنواع المد في التجويد نوعان وهم:ـ

المد الأصلي

وهو المد الطبيعي ويكون بمقدار حركتين في قراءة حفص، وله ثلاثة أحوال:ـ

الأولى أن يكون ثابتاً وصلاً ووقفاً، مثل قوله تعالى أتجادلونني، حيث لم يأت بعد أحرف المد في الكلمة وهي ( الألف والواو والياء ) همز ولاسكون، ولم يسبقه همز.

الثانية ( مد الصلة الصغرى ) وهو أن يكون ثابتاً وصلاً لاوقفاً، وذلك مثل هاء الضمير يقول تعالى ( ومن يأته مؤمناً )، تجد أنه هنا إن وقفت ستقل ومن يأته وتسكن الهاء فيختفي المد، بينما إن وصلت يظهر مد الياء.

الثالثة ( مد العوض ) وهو أن يكون ثابتاً وقفاً لا وصلاً، وذلك في حالة أن يكون حرف المد بدلاً عن التنوين بالفتح، مثل قوله تعالى ( حسيبا )، فتجد هنا أنك إن وصلت ستنون الألف وبالتالي يختفي المد بينما إن قطعت يظهر.

حروف المد

المد الفرعي

وهو الزائد عن الطبيعي لسبب، إما همز أو سكون، وله خمسة أحوال:ـ
مد البدل

وفيه يأتي الهمز قبل حرف المد، ولايأتي بعده لاهمز ولاسكون، وذلك مثل كلمة ( إيمانا )، فأصل الكلمة إئمانا وقوله تعالى ( قال هل آمنكم عليه ) فالأصل أأمنكم، وسمي بدلاً لأن حرف المد هنا مبدل من همزة ساكنة للتسهيل، ويمد بمقدار حركتين في قراءة حفص.

المد المتصل

وفيه يأتي الهمز بعد حرف المد مثل قوله تعالى ( يوم تبلى السرائر )، وسمي متصلاً وذلك لاتصال الهمز بالمد في كلمة واحدة، ويمد بمقدار 4 أو 5 حركات في قراءة حفص عن نافع.

المد المنفصل

وفيه يأتي حرف المد منفصلاً عن سببه، الذي يأتي في كلمة أخرى، قبله أو بعده، أو كان ثابتاً نطقاً لاكتابة، وذلك مثال قوله تعالي، ( إنا أنزلناه في ليلة القدر )، وقد جمع الوجهين في كلمة أنزلناه التي تكتب في المصحف أنزلنه، ويجوز فيه وجهان:ـ

القصر بمقدار حركتين.

أو التوسط بمقدار 4 أو 5 حركات.

المد العارض للسكون

وهو أن يلى حرف المد حرف متحرك، ويسكن للوقف، حيث أن القاعدة تقول، لايبدأ بساكن ولايوقف على متحرك، وذلك مثال ولضالين، ويجوز فيه المد بمقدار 6 حركات أو 4 أو القصر بمقدار حركتين.

المد اللازم

والمد اللازم وهو الذي أسموه لازما للزوم مده بمقدار ست حركات وصلا ووقفا عند جميع المشايخ والأئمة، كما أجمعوا أيضاً على أنه يلزم  حالة واحدة حال الوقف والوصل لا يزيد ولا ينقص عن الحركات الست، مثل ( والصافات صفا ).

وينقسم هذا النوع إلى قسمين:ـ

لازم كلمي مثقل، وهو الذي يكون فيه بعد حرف المد حرف ساكن سكونه لازم في كلمة واحدة مع إدغام ذلك الحرف الساكن في غيره فيصيران حرفا واحدا مشددا مثل ( ولضالين / الحاقة ).

لازم كلمي مخفف، وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونه لازم في كلمة واحدة من غير إدغام لهذا الحرف في غيره، ولم يوجد هذا القسم من اللازم الكلمي المخفف إلا في كلمتين في القرآن الكريم هما (آلآن وقد كنتم به تستعجلون)، ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ).