هل ليونيل ميسي أعظم لاعب كرة قدم في العالم؟
هل ليونيل ميسي أعظم لاعب كرة قدم في العالم؟

ليونيل ميسي نجم نادي برشلونة والمنتخب الأرجنتيني، ظهر في عام 2005 في نادي برشلونة، ثم لم يلبث أن صار صاحب إنجازات لم يسبق إليها أحد، لقد تخطى ميسي بيليه في عدد الأهداف التي يحرزها لاعب مع نادي واحد، فمن هو ليونيل ميسي؟ وكيف وصل إلى هذا الإنجازات؟

رحيل ليونيل ميسي المبكر إلى أسبانيا

اسمه ليونيل أندريس ميسي كوتشيني، ولد بالأرجنتين في 24 يونيو 1987م. بدأ ممارسة كرة القدم بنادي نيو أولد بويز في عام 1995، قبل أن ينتقل إلى ناشئي برشلونة في 1 يوليو 2002، وظل ينتقل إلى المراحل العمرية الأكبر، ولعب للفريق الثالث ثم الثاني، إلى أن انضم إلى الفريق الأول للنادي في 1 يوليو 2005م.

ليونيل ميسي في مراحل مختلفة من حياته
ليونيل ميسي في مراحل مختلفة من حياته

كان الظهور الأول لميسي في مباراة لبرشلونة أمام فريق بورتو وهو في سنة 16 عامًا، وكانت أولى المشاركات الرسمية في مباراة ديربي مدينة برشلونة أمام أسبانيول في 16 أكتوبر 2004م، وساعد غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين بداعي الإصابة إلى اشتراك ليو. وكان بداية الانطلاق في موسم 2005-2006 حيث أبلى بلاءً حسنًا في مباراة ودية أمام يوفنتوس الإيطالي، وساهم في فوز برشلونة على ريال مدريد بثلاثة أهداف مقابل لا شيء، إلا أن الإصابة حالت دون أن يكمل الموسم بنفس الأداء.

البطولة مشاركات تسجيل أهداف صناعة أهداف زمن المشاركات بالدقيقة
الدوري الأسباني 497 450 198 40154
كأس الملك 75 53 34 6002
السوبر الأسباني 19 14 5 1554
دوري أبطال أوروبا 147 118 41 12152
السوبر الأوروبي 4 3 3 420
كأس العالم للأندية 5 5 1 427

مع رحيل الساحر البرازيلي رونالدينيو عن صفوف الفريق الكاتالوني مع بداية موسم 2008 – 2009، أصبح ميسي نجم الشباك في البرسا، وارتدى القميص رقم (10) ليبدأ في عزف سيمفونيات من المهارة والإبداع لم تتوقف إلى الآن.

إنجازات ميسي

  • حصل ميسي على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم في ست مناسبات؛ أعوام 2009 و2010 و2011 و2012 و2015، وهو إنجاز لم يسبق إليه أحد، وهو إلى الآن يتفوق على كريستيانو رونالدو الذي حاز نفس الجائزة في خمس مناسبات.
  • ميسي هو الهداف التاريخي لبرشلونة في الدوري الأسباني، حيث بلغ عدد أهدافه 450 هدفا.
  • فاز مع برشلونة بلقب الدوري في تسعة مواسم.
  • حصد لقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، أعوام 2006 و2009 و2011 و2015.
  • حصد كأس العالم للأندية في ثلاث مناسبات، أعوام 2009 و2011 و2015.
  • ثلاثة ألقاب لكأس السوبر الأوربي أعوام 2009، 2011، 2015.
  • فاز مع منتخب الأرجنتين للشباب ببطولة العالم عام 2005.

الحظ العاثر مع المنتخب

منذ سنوات عديدة أصبح ليو قائد المنتخب الأرجنتيني، ولعب في أربع بطولات كأس العالم (2006، 2010، 2014، 2018)، وخسر ضد ألمانيا في النهائي في 2014 في البرازيل. كما لعب خمس مباريات في كوبا أمريكا (2007 و2011 و2015 و2016 و2019)، وخسر في النهائي في عامي 2015 و2016 أمام تشيلي بركلات الترجيح. وفي صيف عام 2008 لعب أيضًا في أولمبياد بكين وعاد إلى بلاده بالميدالية الذهبية.

بينما حاز مارادونا على كأس العالم، واجه ليونيل ميسي حظ عاثر في تحقيق الإنجاز ذاته
بينما حاز مارادونا على كأس العالم، واجه ليونيل ميسي حظ عاثر في تحقيق الإنجاز ذاته

بكل تأكيد، فميسي يتفوق من ناحية الأرقام على مواطنه دييجو مارادونا، إلا أن الأخير فعل ما لم يفعله ليو، فقد قاد دييجو منتخب التانجو للتتويج بالكأس الأغلى عام 1986 في المكسيك، أما ميسي ورغم مشاركته في أربع بطولات إلى الآن لم يحالفه الحظ في الظفر بلقب المونديال.

البطولة مشاركات تسجيل أهداف صناعة أهداف زمن المشاركات بالدقيقة
تصفيات كأس العالم 49 22 11 4135
مباريات ودية 47 34 15 3618
كوبا أمريكا 27 9 13 2277
كأس العالم 19 6 8 1625

عام 2006 لم يكن ميسي أساسيًا، وإنما كان بديلًا لخوان ريكلمي، وكان يشارك كبديل، وخرجت الأرجنتين على يد ألمانيا بضربات الترجيح من دور الثمانية، وأعادت ألمانيا الكرة في نفس الدور بمونديال جنوب إفريقيا 2010، ولكن بهزيمة ربما تكون الأثقل، تلقت شباك التانجو أربعة أهداف دون رد، ورغم هذا دافع مارادونا – المدير الفني للأرجنتين وقتها- عن ميسي، وصرح بأن من يصف أداء ميسي في المونديال بالسيء فهو شخص أحمق.

اقتربت أرجنتين ميسي عام 2014 أكثر من اللقب ووصلت للنهائي، لكن للمرة الثالثة تنهزم على يد الماكينات الألمانية بهدف في الوقت الإضافي. وفي المونديال الأخير في روسيا 2018، خرجت الأرجنتين على يد منتخب الديوك الفرنسي، بعدما هُزمت 4-3 في مباراة الدور ثمن النهائي. لا زال لدى الفتى الموهوب ما يقدمه، وغالبًا ما سيستمر في التواجد في المونديال القادم في قطر 2020، ولكن هل سيتمكن بمساعدة زملائه من الفوز بكأس العالم، فلربما يُمكّن هذا اللقب ميسي من أن يتفوق على مارادونا كما تفوق على بيليه في عدد الأهداف، ويصبح اللاعب الأعظم في تاريخ كرة القدم.

مهارات ليو العجيبة

دقة تسديد الركلات الثابتة

أحد أهم ما ميز ليو ميسي دقة تسديده للضربات الثابتة. لطالما أحرز ميسي أهدافًا من مناطق شتى خارج منطقى الجزاء، وكم تحير حراس المرمى وتساءلوا في أي زاوية سيسدد ميسي الكرة، وعلى أي ارتفاع.

المراوغة أثناء الجري بالكرة

لا زالت جماهير الكرة تصفق إعجابًا بهدف دييجو مارادونا في مباراة إنجلترا الشهيرة في الدور قبل النهائي في كأس العالم بالمكسيك، عندما استلم الكرة قبل منتصف الملعب وراوغ كل من قابله من لاعبي الفريق المنافس إلى أن انفرد بالحارس ورواغه هو الآخر وأودع الكرة داخل الشباك، وهو ما فعله ميسي وكرّره في أكثر من مناسبة.

إن ميسي قادر في أي لحظة على أن يأخذ قرار الجري بالكرة في اتجاه مرمى الخصم، ومرواغة كل من سيقف في طريقة، وكأنه يلعب وحده دون زملائه. أصبح من السهل لميسي ومن المعتاد لعشاقه أن يرواغ ثلاثة أو أربعة أو ربما خمسة لاعبين في اللعبة الواحدة في أكثر من مناسبة في المباراة ذاتها. لقد استلهم ميسي الروح المارادونية، ونجح في أن يكون خليفته في المهارات، غير أنه عَمّر في الملاعب أكثر منه.

اللياقة العالية والقوة البدنية

ما كان ميسي ليبلغ ما بلغ لولا أنه يتمتع بلياقة بدنية عالية، تؤهله للجري كل هذه المسافات، وقوة تحمّل عالية جعلته يتحمل كل هذه الضربات التي يوجهها إليه خصومه طمعًا في افتكاك الكرة منه، أو على الأقل إيقافه وتعطيله.

نقاط القوة ونقطة الضعف الوحيدة

بحسب موقع whoscored.com فطريقة لعب ميسي أنه يفضل في كثير من الأحيان – بل ويلجأ إلى- عمليات التمويه للاعبي الفريق المنافس، ويميل إلى اللعب في عمق الملعب، ويحب التسديد من بعيد، وأعطته درجة very strong في كل من التمرير والجري بالكرة والتسديد من وضعي الحركة والثبات والاستحواذ على الكرة دون أن يفقدها، ودرجة strong في كل من تمرير الكرات البينية وإنهاء الهجمات، في حين كانت نقطة ضعفه الوحيدة هي القيام بالواجبات الدفاعية.

كتاب يسرد قصة حياة ميسي

ألف الصحفي الإيطالي لوكا كيولي كتابا يسرد قصة حياة ميسي اسمه “MESSI The Inside Story of the Boy Who Become a Legend” أي “القصة الحقيقية للفتى الذي أصبح أسطورة”، فمن خلال المقابلات مع مدربه الأول عندما كان صبيًا، حتى المقابلة الختامية مع اللاعب نفسه، يقدم لوكا مسيرة أحد أفضل اللاعبين في العالم، وعرض التحديات التي واجهها عندما كان طفلاً احتاج إلى الحقن لتحفيز النمو بسبب نقص الهرمون لديه، حتى سافر هذا الفتى من الأرجنتين إلى إسبانيا، ولمع نجمه هناك حتى أضحى أسطورة حية في عالم كرة القدم[1] .

هوامش ومصادر

[1]Todd Simmons, Book Review: Messi by Luca Caioli, https://www.silive.com/sports/2013/11/book_review_messi_by_luca_caio.html