هو أبو عبد الله الحسين المنصور الحلاج، والحلاج كناية لأبيه الذي عمل بتجارة حلج الأقطان، والحلاج شاعر عراقي عباسي، وأحد أشهر أقطاب التصوف بالتاريخ الإسلامي، وله عكس المتصوفة جميعا زيجة أنجب منها 4 بنين وبنت واحدة، وذاع صيته لأنه لم يؤثر التقية كبقية المتصوفة، وانتابته نشوة ليعلن تصوفه على الناس في التجمعات والأسواق، بعد أن كان الصوفية يستترون ولا يعنيهم أمر العامة بقدر ما يعنيهم اخفاء وجدهم ومشاعرهم وأفكارهم وأسرارهم، كما تملكته نزعة إصلاحية دعته للنزول بين الناس ونزع خرق الصوفية عن كاهله، حتى أفتتن به الناس وبحديثه المفهوم تارة وغير المفهوم تارة أخرى، للحد الذي لم يصدقوا معه موته وتصوروا أنه سوف يعود، وأن من صلب ومات ليس هو وإنما شبيه له

الحلاج شاعرا

الحلاج
الحلاج

للحلاج أبيات شعر تخطت الزمن، ويستحيل على من يسمعها أن يتصور أن الرجل كفر أو نادى بالحلول أو أدعى أنه الله، وهي تهم أنتسبت إليه وأدت لسجنه، والمرجح أنها تهم سياسية أودت بحياة الرجل بعد حياة حافلة بالمريدين والأحباء والخلان كما كان يطلق عليهم، تقول أبيات الشعر التي نظمتها روح الحلاج الشفافة النقية

والله ما طلعت شمس ولا غربت – إلا وحبك مقرون بأنفاسي

ولا خلوت إلى قوم أحدثهم – إلا وأنت حديثي بين جلاسي

ولا ذكرتك محزونا ولا فرحا – إلا وانت بقلبي بين وسواسي

ولا هممت بشرب الماء من عطش – إلا رأيت خيالا منك في الكاس

ولو قدرت على الإتيان جئتكم – سعيا على الوجه أو مشيا على الراس

مالي وللناس يلحنونني سفها – ديني لنفسي ودين الناس للناس

رحيل الحلاج

بعد أن سجنه الخليفة العباسي المقتدر سبع سنوات استتابه، فرفض الحجاج الرجوع عن آراءه، فتم صلبه فوق بوابة خراسان في بغداد، وجلده، وتقطيع أوصاله وحرق جثمانه لكي يكون عبرة لكل المتصوفين والمريدين والتابعين له ممن يؤمنون بالحلول أو ينادون بفلسفته في التصوف