ألقينا الضوء فى مقال سابق على نساء من أعظم أمهات ملوك مصر القديمة، سنكمل رحلتنا معهم فى هذا المقال لنسلط الضوء على أمهات عظيمات من أرض مصر.
أحمس نفرتارى
الملكة “أحمس نفرتارى” واسمها يعنى بالعامية المصرية “مولودة القمر، حلاوتهم” هى ابنة عميد شهداء مصر الملك المحارب سفنن رع والملكة إياح حتب، وهى شقيقة الملك أحمس الأكبر قاهر الهكسوس وزوجته التي أنجبت له ولى العهد وهو الملك “أمنحتب الأول”، أضيف لسجلها الحافل من البسالة والإنجازات أنها أشرفت على عرش ابنها أمنحتب الذى تولى الحكم صغيرا بعد وفاة أبيه أحمس الأكبر، وقد عاشت الملكة أحمس نفرتارى حتى بدايات عصر الملك تحتمس الأول الذى لربما كان حفيداً لها، حصلت الملكة على العديد من الألقاب: ابنة الملك، أم الملك، أخت الملك، الزوجة الملكية العظمى، كما أنها أول ملكة حملت لقب المتعبدة الإلهية في التاريخ وهو لقب كهنوتى كبير في مصر القديمة كان نفوذ وسلطان من تحمله موازيا للملك نفسه، مع تاريخ احمس نفرتارى الحافل ومكانتها العظيمة حازت بعد وفاتها على لقب إلهة البعث لتصبح واحدة من أكثر نساء مصر التي حازت على التبجيل في تاريخها.
ايزيس
في المتحف المصري وبالقاعة التي تحتوى على مكتشفات ما سمى (خبيئة الكرنك) نجد بجوار تمثال واقف للإمبراطور “تحتمس الثالث” تمثال لامرأة يعلوا رأسها تاج مذهب، هذه المرأة هي الملكة “آست” (إيزيس) وهى أم الملك تحتمس الثالث، كانت إيزيس زوجة ثانوية للملك تحتمس الثانى وقبعت فى الظل بينما زوجته الرئيسية حتشبسوت تتمتع بنفوذ قوى، ولكن شاءت الأقدار أن تنجب إيزيس ذكرا وهو تحتمس الثالث بينما حتشبسوت لم تنجب سوى ابنة وحيدة وهى الأميرة نفرو رع، ومع وفاة الملك تحتمس الثانى أصبح من المقرر أن يكون ملك مصر القادم هو الأمير تحتمس الذى كان لا يزال طفلاً صغيرا، وهنا كانت وصاية العرش من حق حتشبسوت التي أعلنت نفسها ملكة مطلقة بعد فترة قليلة، ومع بلوغ الأمير تحتمس فترة الشباب يبدو أنه جمعته بحتشبسوت فترة حكم مشتركة، على أية حال توفت حتشبسوت بعد حوالى أكثر من 21 عام فى سدة الحكم لينفرد أخيرا الأمير تحتمس الثالث ويصبح ملكاً مطلقاً على عرش مصر، لم يكتف تحتمس بذلك وإنما أصبح أشهر ملوك مصر القديمة بعدما بلغت فتوحاته قارة آسيا وأواسط أفريقيا بل أنه لم يهزم قط في أي معركة في حياته، عودة لتمثال إيزيس أم تحتمس فقد وضع في معبد الكرنك وعليه صلوات لروح الملكة المتوفاة إيزيس أم العظيم تحتمس.
تويا
جلبت هذه السيدة لعالمنا واحداً من أعظم ملوك مصر على مدار تاريخها، الملكة تويا أو موت تويا أم الملك رمسيس الثانى، كانت هذه السيدة من أصول غير ملكية هي وزوجها سيتى الأول، وما غير كل شيء هو تولى رمسيس الأول والد سيتى الأول عرش مصر بعدما سلمه له رفيق كفاحه في الجيش الجنرال حور محب، مع تتويج رمسيس أصبح سيتى هو ملك مصر المستقبلي وزوجته ملكتها بينما ابنهما رمسيس الذى كان لا يزال طفلاً عند تتويج جده هو الملك بعد أبيه، وهو ما حدث بالفعل فبعد تتويج سيتى قام هو بتتويج ابنه وهو على قيد الحياة وأشرفت الملكة تويا أمه على اختيار حريم رمسيس ومعلميه وطريقة تربيته ليصبح ملكاً، وبعد رحيل الملك سيتى عن عالمنا أصبحت الملكة تويا هي الملكة الأم والناصح الأمين الموثوق بابنها رمسيس، بل أننا نجد أن اسمها قد ظهر في المراسلات الدبلوماسية بين مصر والحيثيين لاحقاًـ تلك السيدة الباسلة التي نشأت ابنة لضابط في الجيش المصري يدعى رويا وأم تدعى رايا أصبحت أما للمصريين بأكملهم مع النجاح الساحق لفترة حكم ابنها رمسيس الثانى.