أسماء الله الحسني هي الأسماء التي لا يوجد أحسن منها. فهي التي أطلقها الله جل جلاله على ذاته العليّة، وورد ذكرها في القرآن الكريم أو على لسان النبي الكريم؛ ولهذا تحظى الأسماء الحسنى بمكانةٍ خاصة. وقد قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]. وقال رسوله الكريم (إن لله تسعة وتسعين اسمًا؛ من أحصاها دخل الجنة). في هذا المقال نستعرض اسم الله (المَلِك)، ونتعرّف على معناه وآثاره وشواهده في الخلق والوجود، وكيف نتعبّد به في وجداننا وحياتنا وأدعيتنا.

 

معنى اسم الله (المَلِك)

الذي لم مُلك السماوات والأرض ومَن فيهنّ، لا ملك فوقه، ولا شيء إلا دونه، له المُلك المطلق، والتصرّف الكامل في الكون كلّه كما يشاء.

الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود، ويحتاج إليه كل موجود، وكل شيء سواه فهو له مملوك في ذاته وصفاته، وتحت ملكه وقهره وإرادته.

ورد اسم الله (المَلِك) في القرآن في خمسة مواضع، من بينها قوله تعالى “الملِكُ القدّوس السلام”. [الحشر: 23]

 

ترجمة اسم الله (المَلِك)

في الإنجليزية: The Sovereign.

وفي الفرنسية: Le Roi أو Le Souverain.

 

شواهد اسم الله المَلِك من حولنا

– أنّ الله صاحب المُلك المطلق والتدبير المُحكَم في هذا الكون؛ لذا يعطي ويمنع من يشاء كيفما يشاء، ويعزّ ويذلّ من يشاء كيفما يشاء، ويصرّف الكون ويمسكه ويسيّره كما يشاء.

 

التعبّد لله باسمه المَلِك

قال العلماء : “إن التعبّد بأسماء الله الحسنى وصفاته هو جنة الدنيا، التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة”. إن بإمكاننا أن نجد وسائل متنوّعة للتعبّد لله تعالى باسمه (المَلِك)، من بينها على سبيل المثال لا الحصر:

– معرفة أن المُلكَ لا يحسن ولا يكمل إلا مع الإحسان والرحمة، وبالتالي يتعبّد الملوك والحكّام بتحقيق هذا.

– اليقين بأنّ الله تعالى هو مالك خزائن السماوات والأرض، بيده الخير يرزق مَن يشاء، بالتالي ليرضى الإنسان بما قدّره واختاره له مالك الكون من رزقٍ ونصيب.

– التسليم لله الملِك بالطاعة المطلقة؛ لأنّ له المُلك المُطلَق.

– الرضا التام بتدبير الله تعالي النافذ في الأكوان؛ لأنه مالك المُلك يقضي في ملكه بما يشاء، ويحكم بما يريد.

– أن نستجيب لأمر الله تعالى الذي يحب أسماءه الحسنى؛ فندعوه باسمه المَلِك، ونبتهل إليه به في ثنائنا عليه.

– أن نسمّي أبنائنا أو نقترح التسمية باسم “عبد المَلِك”.

– ألا نسمّي أو نتسمّى باسم “ملِك الملوك” لأنّ الشريغة ذمّت استخدام هذا الاسم لغير الله تعالى.

 

مصادر للاستزادة

  • – أسماء الله الحسنى، محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، 1993م.
  • – أسماء الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها، حسنين محمد مخلوف، جمعية آل البيت للتراث والعلوم الشرعية، فلسطين.
  • – أسماء الله الحسنى: جلالها ولطائف اقترانها وثمراتها في ضوء الكتاب والسنة، ماهر مقدم، مكتبة الإمام الذهبي، الكويت، 2014م.
  • – أسماء الله الحسنى ومرادفاتها وتأويلاتها باللغتين العربية والإنجليزية، محمد عبد المجيد الزميتي، مكتبة الاداب، القاهرة، 1998م.
  • – ترجمة أسماء الله الحسنى إلى الفرنسية بين الدلالة المعجمية والسياق القرآني: سورة الحشر نموذجًا، عبد الحفيظ طيبي، جامعة منتوري قسنطينة، 2009م.
  • – أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم: أثارها الوجدانية والسلوكية، عبد الحميد راجح الكردي، دار المأمون للنشر والتوزيع، الأردن، 2006م.
  • – المختصر في أسماء الله الحسنى والآثار المسلكية للإيمان بها، د. بندر بن نافع العبدلي، نسخة رقمية، 2020م.
  • – أسماء الله الحسنى، د. محمد راتب النابلسي.