لم تعرف الأمم فاتحين متسامحين مثل العرب، و لا دينا سمحًا مثل دينهم، بكتابه الفريد من نوعه ” حضارة العرب ” يستهل المؤرخ الفرنسي المحايد جوستاف لو بون الكتاب بتلك الكلمات، وتجدر الإشارة إلى أن عنوان الكتاب بالفرنسية هو ” عالم الحضارة الإسلامية “.
من هو جوستاف لو بون؟
يعد جوستاف لو بون أحد المؤرخين المحايدين في تناول التاريخ، ويتناول لو بون هنا تاريخ الحضارة الإسلامية المشرف الذاخر بالتسامح والمساهمات الإنسانية ومشاركة الآخرين الثقافات، فيصف العرب الأوائل ممن حملوا راية الإسلام بالفاتحين ولا يصفهم بالغزاة.
لو بون وأخلاق المسلمين
يؤكد لو بون على دخول المسلمين البلاد التي فتحوها لأسباب لا تتعلق بالغزو، ولا تقترب أخلاقهم من أخلاق الغزاة بحال، فلم يفرض المسلمين دينهم أو ثقافتهم بالقوة او الجبر، عكس الإمبراطوريات السابقة التي كانت تجبر المواطنين على اعتناق عقيدتهم.
مفهوم الجزية في الإسلام
يوضح لو بون أن معاني مثل الجزية في الإسلام لم تكن سوى ضرية مواطنة يدفعها غير المسلمين كما يدفع المسلمين الضريبة والزكاة، كما أنها بديل عن الإلتحاق بالجندية في الجيوش الإسلامية، وكان يتم جمعها فقط من البالغين الراشدين القادرين على الكسب.
ما نجهله تمامًا عن حضارتنا الإسلامية
مفهوم الرق في الإسلام
يصف لو بون الرق في الإسلام بالكفالة، ويعتبر المسلمون أول الأمم التي حولت الرق إلى نظام اجتماعي، وجعلت من عتقاءه موالي، يعيشون بنفس البيت ويأكلون من نفس المأكل، واحيانا يتقاضون رواتب لقاء علمهم أو عملهم أو تفوقهم، والموالي تعني من يدينون بالولاء.
المرأة في الإسلام
كما يصف سيدات آل البيت بصاحبات العلم والبأس، ولا يجد أن الإسلام ضيق على المرأة وهناك السيدة عائشة رضي الله عنها مرجعية الحديث النبوي الشريف، والسيدة سكينة بنت الحسين صاحبة مجالس العلم، والخيزران أم الخليفة العباسي هارون الرشيد ومستشاره السياسي.
الترجمة في الحضارة الإسلامية
كما أعتبر لو بون أن جهود المسلمين في الترجمة أحد أعظم اسهاماتهم التي قدموها للبشرية، بعد أن ضاعت الأصول اليونانية واللاتينية للكتب أو تم حرقها، فكانت الترجمات العربية للعلوم والفنون معين القارة القديمة خلال عصر النهضة.