دائمًا وأبدًا كانت مصر تتميز بالنظم الحكومية العريقة والمنظمة لأحوال المصريين، وتوافد عليها فترات تاريخية وانتقلت من حضارة لأخرى منذ بداية التاريخ ومرورًا بعد الفراعنة ومصر القديمة وحتى اليوم الحالي، وفي الأعوام الأخيرة قررت السلطة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تبني عاصمة إدارية ومالية جديدة لتكون العاصمة رقم 22 في العواصم الحديثة والتي يعمل على بناءها مجموعة كبيرة من شركات المقاولات المصرية والأجنبية ووصلت تكلفتها التقديرية لـ 45 مليار دولار تقريبًا. في هذا التقرير نستعرض أشهر 6 عواصم مصرية في فترات تاريخية متباعدة.
عواصم مصر على مرّ التاريخ وحتى العاصمة الإدارية الجديدة
1- العاصمة ممفيس العاصمة الأولى لمصر القديمة
يقول المؤرخون إن الملك نارمو هو أول من أسس العاصمة المصرية ممفيس وتم تأسيسها سنة 3200 قبل الميلاد، وكان يقع موقعها الجغرافي جنوب نهر النيل على مسافة 24 كيلومتر، جنوب مدينة القاهرة الحديثة. وكانت تسمى قديمًا باسم منفر والجدار الأبيض حيث كانت تنسب لقصر الملك الذي بناه المعماريون بالطوب الذي تم طلاءه بلون أبيض يسرّ الناظرين، وبعد دخول الإغريق مصر القديمة أصبح اسمها ممفيس وبعد دخول العرب إلى مصر أسموها باسم منف. وهذه المدينة ذات مكانة جيدة في تاريخ مصر على مر العصور لأنها كانت أرض القدماء المصريين المكونة من مصر السفلى والعليا، وكان لكل منطقة جغرافية حكومة تحكمها وملوك، إلى أن تم توحيد المملكتين على يد مينا موحد القطرين، ملك ممفيس. ومشهورة ممفيس بالأهرامات التي تحيطها من الشمال إلى الجنوب فهي موزعة في كل من دهشور، وأبو رواش، والجيزة، وهي عاصمة مصنفة موقع أثري تراثي عالمي مسجل في اليونسكو منذ سنة 1979.
2- مدينة طيبة أو كما تسمى قديمًا بـ الصولجان
كانت تسمى الصولجان وكذلك مدينة طيبة وهي الأقصر في العصر الحالي، وكانت مدينة مهمة جدًا على مر التاريخ فكانت سياسية ودينية وبها الكثير من آثار مصر القديمة، وبها الكثير من المعابد ومن أشهر المعابد التي فيها معبد الكرنك، ومعبد الأقصر وهي مدينة كانت توازي مدينة ممفيس في مصر القديمة.
3- مدينة تل العمارنة التي بناها إخناتون
وفي عهد الملك إخناتون بنى مدينة تل العمارنة حيث كان لها أهمية دينية كبيرة في عهده، حيث دعا لعبادة الإله الواحد، وبعدما مات تم الابتعاد والتخلي عنها، وموقعها الجغرافي في جنوب محافظة المنيا بين النيل والجبال. وتذكر الآثار التاريخية أن إخناتون بناها من الطوب اللبن في 3 أعوام فقط، وكانت في عصر الأسرة الثامنة عشر عاصمة مصر الثقافية والإدارية.
4- مدينة الإسكندرية العاصمة المصرية التي بناها الرومان
أما في عصر الرومان كانت مدينة الإسكندرية العاصمة المصرية منذ عام 332 قبل الميلاد وحتى عام 641 بعد الميلاد، وتقع شمالًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الإسكندر الأكبر الذي فتحها، وعاشت فيها أسرة بطليموس وازدهرت وكانت بها العديد من المعالم منها مكتبة الإسكندرية وفنارة الإسكندرية، وكانت أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم وكانت مركزًا فكريًا كبيرًا له، وهي ثاني أكبر مدينة في مصر الحديثة.
5- القاهرة العاصمة المصرية منذ العهد الفاطمي
والقاهرة هي العاصمة المصرية في الوقت الحالي وبناها الفاطميون وهي أكبر مدينة في مصر من حيث عدد السكان والمساحة، وهي عبارة عن مجموعة من الأحياء الكبيرة والضخمة وبها العديد من الآثار سواء كانت فرعونية، أو رومانية، أو يونانية، أو قبطية أو إسلامية. بناها جوهر الصقلي، قائد الدولة الفاطمية، بعد الفتح الإسلامي سنة 641، وكان البناء بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي سنة 969 ولها العديد من الأسماء منها اسم مدينة الألف مئذنة، وقاهرة المعز، ومصر المحروسة، ولكنها تعاني من اكتظاظ سكانها ووجود الأحياء العشوائية التي تعتبر من المشاكل الكبيرة في الوقت الحالي.
6- العاصمة الإدارية الجديدة
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن اتجاه الدولة المصرية لبناء العاصمة الإدارية الجديدة والتي تقع بجانب مدينة بدر في المنطقة ما بين طريق القاهرة ومدينة السويس، والقاهرة والعين السخنة شرق الطريق الدائري الإقليمي، وهي تبعد عن القاهرة بـ 60 كيلومتر ومساحتها تصل لـ 170 ألف فدان تقريبًا. وتجمع 18 مبنى وزاري ومبنى للبرلمان، ومبنى لمؤسسة الرئاسة، بالإضافة إلى مجموعة من المباني للسفارات الأجنبية، ويوجد بها منطقة محمد بن زايد الشمالي، ومركز المؤتمرات ومدينة المعارض والحي الحكومي، ومدن طبية ومدن رياضية مدن ذكية، ومدن ترفيهية إلى حديقة مركزية ومجموعة من الخدمات الأخرى. وهو مشروع تم إعلانه يوم 13 مارس 2015 بعد مشروع القاهرة الجديدة، ومشروع مدينتي، ومشروع مدينة المستقبل.