صلاة التسابيح من الصلوات المشروعة والمستحبة عند أغلب جمهور الفقهاء فهي صلاة مُفرجة للكروب والهموم بفضل ما فيها من ترديد للتسبيحات والأذكار في كل ركن من أركانها ليكون مجموع التسبيحات فيها 300 تسبيحة، ولذلك سميت بصلاة التسابيح، إلا أن بعض العلماء يرون أن حديث هذه الصلاة حديث ضعيف وبالتالي فهي غير مستحبة، بينما أعلنت دار الإفتاء المصرية أن من فعل صلاة التسابيح فهو على خير وسنة، ومن لم يفعلها فهو غير آثم شرط عدم إنكارها على من فعلها لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.
صلاة التسابيح
صلاة التسابيح أو صلاة التسبيح هي من الصلوات النافلة وهي عبارة عن أربع ركعات بتشهد واحد وتسليمة واحدة دون تشهد أوسط، وتشتمل صلاة التسابيح على أربع تسبيحات يقول فيها المصلى “سبحان الله –الحمد لله – لا إله إلا الله – الله أكبر” بمجموع 300 مرة في كل الركعات.
كيفية صلاة التسابيح
تبدأ صلاة التسابيح بالوضوء واستقبال القبلة ثم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبدء بتكبيرة الإحرام ثم قول البسملة وقراءة فاتحة الكتاب للركعة الأولى ثم قراءة أي سورة من قصار السور، ثم يقول المصلى التسبيحات “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 15 مرة وهو قائم قبل الركوع.
وبعد أن يركع ويقول التسبيح المعتاد “سبحان الله العظيم” 3 مرات، يقول التسبيحات المذكورة لهذه الصلاة 10 مرات، ثم يرفع رأسه من الركوع ويقول “سمع الله لمن حمده” ويقول نفس التسبيحات 10 مرات.
ثم يسجد ويقول التسبيح المعتاد للسجود “سبحان ربي الأعلى” 3 مرات، ثم يقول وهو ساجد تسبيحات هذه الصلاة 10 مرات ثم يرفع رأسه من السجود ويقول نفس التسبيحات 10 مرات ثم يسجد السجدة الثانية ويقولها 10 مرات، ثم يرفع رأسه من السجود ويرددها 10 مرات ثم يقوم للركعة الثانية.
وبذلك يكون مجموع التسبيحات في الركعة الأولى 75 تسبيحة ويتم تكرار نفس الخطوات في الثلاث ركعات المتبقين من صلاة التسابيح ليكون المجموع النهائي للتسبيحات 300 تسبيحة، مع مراعاة عدم الجلوس للتشهد الأوسط بينما يتم قول التشهد بصيغته الكاملة في الركعة الرابعة آخر الصلاة ثم التسليم للخروج من الصلاة.
صلاة التسابيح دار الإفتاء
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التسابيح صلاة مشروعة ومستحبة، وذلك عملا بالقاعدة الفقهية التي تقول “يُنكر المتفق عليه ولا ينكر المختلف فيه” أي أن تأدية صلاة التسابيح لها ثواب وأجر عظيم لما فيها من تسبيح وذكر لله، وفي نفس الوقت لا آثم على من لم يصليها، وإن كان من المستحب تأديتها ولو مرة واحدة بالعمر.
ونلخص لكم صلاة التسابيح كالتالي:
- تصلى 4 ركعات بتشهد واحد وتسليمة واحدة.
- الركعة الأولى تقرأ الفاتحة وسورة قصيرة.
- تقول بعد قراءة الآيات “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 15 مرة.
- تركع وتقول “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- تقوم من الركوع وتقول واقفا “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- تسجد وتقول “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- ترفع رأسك من السجود وتقول “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- تسجد المرة الثانية وتقول “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- ترفع رأسك من السجود وتقول “سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر” 10 مرات.
- تقوم للركعة الثانية وتقرأ فاتحة الكتاب وسورة قصيرة ثم تكرر نفس التسبيحات بنفس العدد وهكذا حتى الانتهاء من كل الركعات المذكورة ثم تقرأ التشهد وتدعي بما شئت وتسلم.
دعاء صلاة التسابيح
أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، ولذلك يمكن للمصلي أن يُكثر من الأدعية بعد قول التسبيحات المذكورة وهو ساجد حيث أدعية الرزق، وأدعية التوبة، وأدعية التوفيق في الدنيا والآخرة، والدعاء لمرضى وموتى المسلمين، والدعاء بكل ما شاء من أمر الدنيا والآخرة.
ويمكن أيضًا أن يؤجل دعائه ليقوله بعد التشهد الأخير قبل التسليم من الصلاة حتى لا يختلط عليه الأمر في عدد التسبيحات المطلوبة منه في كل ركعة لأن هذه الصلاة تحتاج إلى تركيز شديد وتأني في تأديتها، ومن هذا المنطلق فلا بأس لتأجيل الدعاء لآخر الصلاة شرط أن تكون قبل التسليم.
ومن الأدعية التي يمكن أن تقال في صلاة التسابيح ما يلي:
“اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك”.
“اللهم إني أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك في النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور كلها، حسن ظني بك، سبحان خالق النور”.
صلاة التسابيح فضلها
صلاة التسابيح من الصلوات المفرجة للكروب والميسرة للعسير فبها يقضي الله الحاجات ويؤمن الروعات ويستر العورات، لأن فيها من الذكر ما يحبه الله عز وجل ويعطي به الذاكرين أكثر ما يعطي السائلين فقد روى الترمذي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه”.
أما حديث صلاة التسابيح فقد جاء فيه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أُعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصالٍ إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصالٍ أن تصلي أربع ركعاتٍ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة.
ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرًا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرًا ثم تهوي ساجدًا فتقولها وأنت ساجد عشرًا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا ثم تسجد فتقولها عشرًا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربعِ ركعات إن استطعتَ أن تصليها في كل يومٍ مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعةٍ مرةً فإن لم تفعل ففي كل شهرٍ مرةً فإن لم تفعل ففي كل سنة مرةً فإن لم تفعل ففي عمرك مرة.
وأخيرا هناك الكثير من الروايات الواردة في صحة صلاة التسابيح ولذلك فهي من الصلوات المستحبة لتفريج الكروب لما فيها من أذكار يبتغي بها المسلم وجه الله تعالى، كما أنه يستحب قراءة السور التي تعادل نصف القرآن وثلثه مصل سورة الإخلاص وسورة الزلزلة للحصول على الفضل والأجر الأكبر من صلاة التسابيح مع العلم أن هذه الصلاة يمكن تأديتها في جماعة أو منفردا داخل المنزل.
اقرأ أيضا: كيفية صلاة خسوف القمر