تعرض فيلم Wonder Woman 1984 لتأجيلات عديدة بسبب أزمة وباء الكورونا، ولكن انتهت تلك التأجيلات بالإعلان رسميًا عن إصدار الفيلم في 25 ديسمبر 2020 بصالات السينما وعلى منصة HBO Max الإلكترونية، ليتمكن عشاق ومتابعي دي سي كومكس من مشاهدة الفيلم والاستمتاع برؤية بطلتهم الخارقة المحبوبة وندر وومان في صراعاتها الجديدة ضد أشرار يشمل خطرهم العالم أجمع بفترة ثمانينات القرن العشرين.
احتوى الفيلم على شريرين من أشهر أعداء وندر وومان في الكومكس، وهما شيتا Cheetah وماكسويل لورد Maxwell Lord الذي تمكن من خطف أنظار الجميع بظهوره المذهل بأداء الممثل بيدرو باسكال Pedro Pascal، ولكن يدرك قراء الكومكس المخضرمين أن شخصية ماكسويل لورد الموجودة بالفيلم تختلف كثيرًا عن شخصيته بالقصص المصورة، فما أوجه الإختلاف والتشابه بين الظهورين؟ هذا ما يمكنكم معرفته في هذا المقال.
بدايات ماكسويل لورد
ظهر ماكسويل لورد للمرة الأولى بالكومكس في العدد Justice League #1 الصادر بمايو 1987 من ابتكار Keith Giffen، J.M.DeMatteis وKevin Maguire، كأحد أبرز رجال الأعمال وقتها ليصبح منافسًا هامًا لفرقة الجاستس ليج فيما بعد.
أوجه التشابه مع الكومكس
- من البداية، يظهر ماكسويل لورد كرجل أعمال، ولكن في الكومكس يمتلك عدة شركات ضخمة مثل Inovative Concepts، Maxwell Lord Enterprises، بل وساهم في تمويل فرقة Justice League International، بينما يظهر بالفيلم مالكًا لشركة متواضعة تُدعى Black Gold Cooperative. وبجانب أسماء الشركات واهتماماتها الصناعية، فإن ماكسويل بالفيلم قد بدأ من الصفر بينما في الكومكس كان وريثًا لشركات والده الصناعية الكبرى.
- في الفيلم يظهر ماكسويل كرجل أعمال عادي ثم يمتلك قوى حجر الأمنيات الذي يستخدمه ليصبح الحجر نفسه، بينما في الكومكس بدأ ماكسويل كرجل أعمال عادي ثم صار شخصًا خارقًا بعد أحداث قصة Invasion! بنهايات فترة الثمانينات عندما تم تحفيز جيناته المتحولة بتأثير القنبلة الجينية التي ألقاها الفضائيين بغرض إلغاء قدرات الجينات المتحولة للأبطال الخارقين على كوكب الأرض.
- سبق لماكسويل لورد الظهور في مسلسل Smallville، ولكنه في فيلم WW84 كان ظهوره الأول على الشاشة أمام عدوته الكبرى وندر وومان، فهو في الكومكس أحد أهم أعدائها بالفعل، إذ تتمحور شخصيته بالكامل حول الخداع والكذب بينما تتصف وندر وومان دائمًا كرمز للحقيقة والوضوح، بجانب خطورة قدراته الهائلة التي تماثل خطورة قوى وندر وومان الخارقة.
- تظهر في الكومكس تفصيلة نزف لورد للدماء عند استخدام قدراته، وهذا ما شاهدناه بالفيلم فعلا عند الإفراط في استخدام قدراته، ولكن تم تفسيرها بالفيلم أنها نتيجة لحصولك على ما تريده فعليك التخلي عن شئ آخر بالمقابل، وذلك بتدهور صحته البدنية نتيجة الحصول على الأماني.
- يشترك ماكسويل لورد بالكومكس مع نسخته بالفيلم في اتصافهما بالخداع والكذب، فلقد اعتاد ماكسويل لورد على الكذب والتلاعب بالآخرين حتى قبل حصوله على قدراته بالكومكس، إذ سبق له استخدام فرقة Justice League International كي يفسد ثقة المواطنين في الأبطال الخارقين، وكذلك بالفيلم يستعمل نفس مهاراته في الخداع للتلاعب بالجميع وإيهامهم بمكانته الكبرى في عالم الأعمال والتجارة إلى أن يخدع بابرا منيرفا ويستولي منها على حجر الأماني.
أوجه الاختلاف مع الكومكس
- تختلف أصول ماكسويل لورد في الفيلم عن الكومكس بشكل كبير، إذ أنه يظهر بالفيلم كرجل ذو أصول لاتينية نشأ ببيت فقير يتعرض فيه للضرب والتوبيخ من والده المدعو لورينزانو وليس لورد. بينما في الكومكس، يظهر ماكسويل لورد كابن لرجل أعمال شهير صاحب شركات كبرى. ولكنه ينتحر بسبب شعوره بالذنب بعد إعلان تسبب أحد منتجات شركاته في إصابة مستخدميها بالسرطان، فيصبح ماكسويل المالك الرسمي لشركات والده.
- بينما أصبح ماكسويل لورد تجسيدًا لحجر الأماني في فيلم WW84 بحيث يتمكن من تحقيق أمنية كل من يلمسه، فإنه في الكومكس يمتلك قدرات مختلفة تمامًا. فبعد تفعيل جيناته المتحولة، صار ماكسويل قادرًا على التلاعب بعقول الآخرين عبر إخضاعهم بالسيطرة العقلية والتلاعب بذكرياتهم وبث الأوهام كما لو كانت حقيقة، فكان قادرًا حتى على السيطرة على عقل سوبرمان نفسه، ولكن تتشابه القدرات بين الفيلم والكومكس في كونها وسيلة لماكسويل لورد كي يحصل بها على ما يشاء.
- في الكومكس يحمل ماكسويل لورد بداخله كراهية كبيرة نحو الأبطال الخارقين وذوي السلطة، بالرغم أنه سيصبح أحد هؤلاء الخارقين فيما بعد. ولكن في الفيلم يظهر ماكسويل لورد في فترة زمنية لم يشتهر بها أي أبطال خارقين، إذ لم يعلم الناس بوجود الخارقين إلا بعد ظهور سوبرمان في فيلمه الأول Man of Steel الصادر عام 2013، لذلك ففترة ثمانينات القرن العشرين لا يتواجد بها خارقين يكرههم ماكسويل لورد، فصار الفشل هو الشئ الوحيد الذي يكرهه ماكسويل لورد بالفعل.
- يظهر بالفيلم وجود ابن صغير لماكسويل لورد من زوجته السابقة يُدعى أليستر، ويسعى ماكسويل جاهدًا أن يصبح جديرًا بالأكاذيب التي يوهم بها ابنه حول مكانته العملية وثرائه الواسع وأن يثبت له أنه ليس فاشلا، ولكن للأسف بازدياد قوته ومكانته خلال أحداث الفيلم، يصبح أكثر تجاهلا لابنه إلى أن تتسبب أفعاله في تعريض حياة ابنه للخطر. وفي الكومكس تظهر إشارات لوجود زوجات سابقات عديدات لماكسويل لورد، وإنجابه لفتاة ناضجة.
- الاختلاف الأكبر بين قصة ماكسويل لورد بالفيلم والكومكس أنه في قصة OMAC Project بالكومكس يظهر لقاء هام بين ماكسويل لورد ووندر وومان، وحينها تستعمل وندر وومان سوط الحقيقة لتقييد ماكسويل، فيخبرها بالحقيقة أن الوسيلة الوحيدة لإيقافه هي قتله، فتفعل وندر وومان ذلك بكسر رقبته أمام أنظار الجميع عبر الشاشات التي نقلت الحدث. بينما في الفيلم، يظهر في المشهد النهائي استخدام وندر وومان لسوط الحقيقة على ماكسويل لورد كوسيلة لإظهار خطورة أفعاله التي قد تتسبب في مقتل ابنه إن استمر على ذلك النهج.
في المجمل، وبالرغم من تلك الاختلافات التي جعلت ماكسويل لورد شخصية جديدة بالنسبة للجميع، وشديدة الاختلاف عبر حبكة قصة الفيلم عن حبكات قصص الكومكس، إلا أن الممثل بيدرو باسكال استطاع تجسيدها ببراعة شديدة جعلته محطًا للأنظار ومصدرًا لمتعة كبيرة للمشاهدين، ويثبت نفسه بجدارة ضمن قائمة أشرار دي سي كومكس بأفلامها السينمائية الجديدة.