يعتبر الكثير من الناس أن السحر شيء من الخرافات غير الموجودة في الواقع، ولكن هناك خيط رفيع ما بين السحر والشعوذة، خاصة وأن السحر موجودة في القرآن، لذلك نقدم لكم آيات إبطال السحر الأربع المذكورة في القرآن الكريم.
ما هو السحر؟
السحر هو مصطلح عام يوصف لتغيير حالة شيء ما أو شخص ما إلى حالة أخرى بواسطة وسائل خفية أو خارقة للطبيعة. وتعرف معاجم اللغة العربية مصطلح السحر على أنه كل ما لطف مأخذه وخفي سببه، ويقصد بها أيضا التمويه والخداع، كما ذكر في القرآن الكريم: “سحروا أعين الناس” في قصة سيدنا موسى مع فرعون، أي خدعوهم حتى ظنوا أن حبلهم وعصيهم تسعى كالثعابين.
ويظهر السحر في مختلف العصور التاريخية وبأشكال عديدة، حيث كان يستخدم بدءا من معالجة الأمراض الصغيرة إلى تلك المستعصية، إلى التأثيرات النفسية الأخرى مثل جلب الحبيب والتفريق بين الأزواج، وما إلى ذلك من أمور.
هل السحر خرافة؟
حقيقة الأمر، السحر ليس خرافة، بل هو واقع تخيلي، وهو عبارة عن علم يتعلمه بعض الناس لتسخير جنسا أقوى منهم مثل الجن، ليقوم بتغيير طبيعة وتكوين الأشياء ليخيل إلى الناس أمور ليست حقيقية.
أدلة من القرآن والحديث حول السحر
يوجد أدلة عديدة في من القرآن الكريم والسنة النبوية حول السحر والأعمال، والتي تثبت في مجملها أن كيد الساحر ولو كان عظيما فهو ضعيف، ولا يمكنه مواجهة الإيمان القوي وقدرة الله وقدره. ولعل أول الأدلة القرآنية على السحر، ما ورد في سورة الأعراف، الآية 116: “قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم”.
وكذلك ما ورد في سورة البقرة الآية 102: “وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون بين المرء وزوجه”. وما ورد في سورة طه الآية 66: “قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى”. وتزخر السنة النبوية أيضا بأحاديث شريفة حول السحر، حتى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعرض للسحر على يد لبيد بن الأعصم.
وروي عن عائشة رضي الله عنها قولها إن الرسول صلى الله عليه وسلم، تعرض للسحر، حتى أنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ومن دون أن يفعله، حيث قال لها ذات يوم: “أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته؟ إنه أتاني ملكان، فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب (أي مسحور)، قال: من طبه؟ (أي من سحره)، قال: لبيد بن الأعصم في مشط ومشاطة في جف طلع نخلة ذكر في بئر ذي أروان”، وروي هذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم.
علامات التعرض للسحر
وجاءت أبرز علامات التعرض للسحر، بحسب كتبه الفقه الإسلامي، على النحو التالي
- صداع يومي في الرأس
- ألم كالحريق أسفر البطن وفي المفاصل
- اختناق وضيق في الصدر
- مشاهدة خيالات عن قطط وفئران
آيات إبطال السحر الأربع
وجاءت آيات إبطال السحر الأربع من القرآن الكريم على النحو التالي
1. سورة الأعراف: الأيات من 115 إلى 122
{قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجاؤُ بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (120) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (122)}.
2. سورة يونس: الأيات من 76 إلى 82
{ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (78)}
{وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}
3. سورة طه: الأيات من 65 إلى 70
{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)}.
4. سورة الشعراء: الأيات من 41 إلى 48
{فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (41) قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)}.
{قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (44)}.
{فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (46) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (48)}.