لا شك أن مركز حارس المرمى من أهم المراكز التي يظهر تأثيرها في أرضية الملعب. فكم من مرة كان الحراس هم سبب الانتصارات. وكم من مرة كانوا هم سبب الانكسارات. وقد ظهر مع فوز نادي تشيلسي الانجليزي بكأس دوري أبطال أوربا حارس متألق سجل اسمه في تاريخ المجد. ألا وهو الحارس الإفريقي إدوارد ميندي، وفيما يلي نتعرض لسيرته الذاتية.
ميندي..مولده وبداياته
ولد إدوارد ميندي في مونتيفيلييه بفرنسا من مواليد الأول من مارس عام هو لاعب كرة قدم محترف يلعب كحارس مرمى لنادي الدوري الإنجليزي الممتاز تشيلسي والمنتخب السنغالي، ميندي (سين ماريتايم ، نورماندي) في فرنسا، وإدوارد هو ابن عم الظهير الأيسر فيرلاند ميندي، الذي لعب لريال مدريد والمنتخب الفرنسي .
بدأ ميندي مسيرته في فرنسا وبدأ ممارسة كرة القدم في أكاديمية لوهافر قبل أن يوقع عقد اختراف في دوري الدرجة الثالثة مع نادي شيربورج في عام 2011، إلى أن أصبح ميندي حرًا بلا نادي في عام 2014، وقتها كاد ميندي أن يترك اللعبة قبل أن يحصل على فرصة مع الفريق الرديف لنادي مرسيليا .
طور ميندي بعد ذلك من إمكاناته خلال المواسم القليلة التالية في ناديي ريمس ورين قبل أن يوقع مع فريق تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2020 ، حيث أثبت نفسه على الفور كحارس مرمى جديد للنادي وحافظ على نظافة شباكه في 16 مباراة في أول موسم له في الدوري الإنجليزي.
في سياق آخر عادل ميندي الرقم القياسي الذي سجله سانتياجو كانيزاريس وكيلور نافاس في الحفاظ على شباكهم نظيفة في بطولة دوري أبطال أوروبا برصيد 9 مباريات، ولعب ميندي دورًا أساسيًا في الطريق إلى النهائي الذي شهد فوز تشيلسي على مانشستر سيتي 1-0. انضم ميندي ، الذي كان مؤهلاً للعب مع غينيا بيساو والسنغال وفرنسا ، في البداية إلى غينيا بيساو تكريماً لوالده ، لكنه تحول بعد ذلك إلى السنغال ، حيث أصبح الحارس الأول لكأس الأمم الأفريقية 2019.
كيف بدأ ميندي مشواره ؟
كما ذكرنا في البداية فقد انضم ميندي إلى أكاديمية الشباب في لوهافر إيه سي في وهو في الثالثة عشر من عمره، وبدأ مسيرته الاحترافية في ايه اس شيربورج، الذي كان وقتها في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي، ومكث في شيربورج حتى صيف 2014 ، وبعد ذلك ظل بلا ناد لمدة عام تقريبًا. وفيما بعد تذكر مينيد تلك اللحظات فصرح في حوار صحفي: “كانت لدي شكوك حقيقية حول ما إذا كنت سأستمر في ممارسة كرة القدم أم لا”.
في عام 2015 أوصى صديق ميندي السابق تيد لافي بشغل وظيفة حراسة مرمى الشاغرة في نادي مرسيليا، وبعد مكالمة هاتفية واحدة مع مدرب حراس مرمى في أكاديمية النادي -دومينيك بيرناتوفيتش- وقع مرسيليا مع ميندي فصار ترتيبه الرابع لحراس مارسيليا.
لعب ميندي موسم 2015–2016 في فريق مرسيليا الرديف، قبل أن ينضم ميندي إلى نادي ريمس خلال موسم 2016-2017 بالدوري الفرنسي الثاني، وفي اليوم الافتتاحي للموسم ظهر ميندي لأول مرة عندما طرد يوهان كاراسو حارس ريمس الأساسي بعد خمس دقائق من المباراة ضد أميان، واستثمر ميدي الفرصة وتألق في الذب على مرماه وواصل الحفاظ على نظافة شباكه ثلاث مرات خلال مبارياته السبع التالية.
في الموسم التالي عزز ميندي دوره كحارس مرمى أساسي في الفريق لأول مرة ، وأسهم مع ريمس في الفوز بلقب دوري الدرجة الثانية 2017-2018 حيث تمت ترقيته إلى دوري الدرجة الأولى للموسم التالي.
حافظ ميندي على نظافة شباكه 18 مرة في 34 مباراة على مدار الموسم، وفي موسم 2018-2018 لعب ميندي في جميع مباريات دوري الدرجة الأولى الـ 38 جميعها ، حيث صعد ريس الصاعد حديثًا إلى المركز الثامن. حافظ ميندي على نظافة شباكه بأربع عشرة مباراة ، وهو ثالث أعلى مستوى من أي حارس مرمى في الدوري الفرنسي.
انضم ميندي بعد ذلك إلى نادي رين في أغسطس 2019 مقابل رسوم غير معلنة، ويُشاع أنه في حدود 4 ملايين يورو ليحل محل حارس المرمى المغادر توماش كوبيك. وظهر ميندي لأول مرة في الجولة الثالثة ضد ستراسبورغ بعد تعافيه من كسر في إصبعه، وأنقذ ركلة جزاء للحفاظ على شباكه نظيفة حيث فاز رين 2-0 في استاد دي لا مينو.
استمر ميندي في الحفاظ على نظافة شباكه تسع مرات في 24 مباراة بالدوري مع رين في الموسم الذي تقلص بسبب جائحة كورونا، مما ساعدهم على الوصول إلى المركز الثالث والتأهل لدوري أبطال أوروبا.
مع تشيلسي إلى المجد
وقع نادي تشيلسي الإنجليزي عقدًا مع ميندي لمدة خمس سنوات في سبتمبر 2020 ، مقابل 22 مليون جنيه إسترليني، وفي التاسع والعشرين من سبتمبر 2020، ظهر ميندي لأول مرة مع النادي ضد توتنهام هوتسبير في الجولة الرابعة من كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ، والتي خسرها تشيلسي 5-4 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1.
شارك ميندي للمرة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز في الثالث من أكتوبر، وحافظ على شباكه نظيفة عندما فاز تشيلسي 4-0 على كريستال بالاس، واستمرت شباكه نظيفة ضد بيرنلي في 31 أكتوبر مما جعله أول حارس مرمى لتشيلسي يحافظ على شباكه نظيفة في أول ثلاث مباريات في الدوري الممتاز منذ بيتر تشيك في عام 2004.
ميندي حاليًا هو حارس المرمى الأفريقي الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز، والأول منذ لعب كارل إيكيمي مع ولفرهامبتون في موسم 2011-2012.
في 8 مايو 2021 ، أنقذ ميندي ركلة جزاء سددها سيرجيو أجويرو نجم مانشستر سيتي حيث قلب تشيلسي تأخره بهدف إلى فوز بهدفين لهدف.
بعد هذه الواقعة بثلاثة أسابيع تحديدًا في التاسع والعشرين من مايو أضحى ميندي أول حارس مرمى أفريقي يلعب في نهائي دوري أبطال أوروبا والأول منذ بروس جروبيلار، الذي ظهر في نهائي كأس أوروبا 1985. هزم تشيلسي مانشستر سيتي 1-0 في النهائي. كما أنه عادل الرقم القياسي في عدد المباريات التي حافظ فيها على شباكه نظيفة في موسم واحد لدوري أبطال أوروبا، من خلال الحفاظ على مرماه دون أهداف في تسع مناسبات، مثل حارس فالنسيا الأسباني سانتياجو كانيزاريس في بطولة 2001 و كيلور نافاس في نسخة عام 2016.
ديانة إدوارد ميندي
يتفاوت لاعبو كرة القدم في إظهار دياناتهم فبعضهم يحتفل بشكل ما يوحي بمعتقداته، والبعض الآخر لا يظهر أي سلوك يفصح فيه عن معتقداته لا في الملعب ولا خارجه، ومع تألق إدوارد ميندي مع تشيلسي انشغل العديد من متابعي كرة القدم وتساءلوا حول ديانة هذا الحارس الواعد.
يرى المدققون أن ميندي مسلم الديانة، ويستندون في ذلك إلى أن والده كان مسلمًا وبالتالي فميندي اعتنق ديانة والده .
فيرلاند ميندي
لا شك أن صلة القرابة بين اللاعبين تلعب أحيانًا بعض الأدوار في عالم كرة القدم، وتضفي عليها نوعًا من الحميمية، والحديث هنا عن فيرلاند ميندي الظهير الأيسر لنادي ريال مدريد وهو ابن عم إدوارد، والجدير بالذكر أن فيرلاند يلعب للمنتخب الفرنسي خلافًا لإدوارد ابن عمه.
طول إدوارد ميندي..القامة الفارقة
يتمايز أحجام وأطوال لاعبي الكرة تمايزًا شديدًا، وقد يكون طول القامة مزية إن أحسن اللاعب استغلالها وقد يكون عيبًا حينما يكون عائقًا، إلا أنه بخصوص حراس المرمى فغالبًا ما يكون طول القامة مزية وقصرها عيبًا، بلا نادرًا ما نجد حارسًا قصيرًا قصرًا واضحًا، وبالنظر إلى إدوارد ميندي فنحن بصدد الحديث عن حارس عملاق يبلغ طوله مترًا وسبعة وتسعين سنتيمتر، وقد أحسن ميندي في استثمار هذا القامة الفارعة بشدة، وصارت أي منطقة تحت الخشبات الثلاث سهلة الوصول بقفزة وفرد ذراع.
المشاركة الدولية
ولد ميندي لأم سنغالية وأب يحمل جنسية دولة غينيا بيساو، أولى مشاركاته الدولية كانت في نوفمبر من عام 2016 حينما استُدعي ليشارك مع منتخب غينيا بيساو في مباراة ودية ضد ناديي بيلينينسيس واستوريل البرتغاليين، وقتها كان والده مريضًا جدًا وكان على وشك الوفاة، مما دفع ميندي اللعب مع منتخب غينيا بيساو وفاءً لوالده، وبعد فترة وجيزة اختير ضمن قائمة منتخب غينيا بيساو المشارك في كأس الأمم الأفريقية 2017، لكنه رفض المشاركة وأعلن أنه سينضم إلى المنتخب السنغالي .
ظهر ميندي للمرة الأولى مع المنتخب السنغالي عندما فاز بهدف نظيف على غينيا الاستوائية في نوفمبر 2018، ومن بعدها أصبح ميندي الحارس الأول للسنغال قبل كأس الأمم الأفريقية 2019.
شارك في مباراتي السنغال الافتتاحية في دور المجموعات ، حيث فاز 2-0 على تنزانيا وهزيمة 1-0 أمام الجزائر. ومع ذلك، إلا أنه أصيب قبل الجولة الثالثة من دور المجموعات، واضطر إلى الانسحاب من الفريق بإصبع مكسور، وأكمل زملائه الطريق ووصلوا إلى نهائي البطولة وخسروا الكأس أمام المنتخب الجزائري .
صار ميندي مشروعًا لحارس عملاق متألق في أقوى بطولات الدوري في العالم، بعدما كان في طريقه لترك ممارسة كرة القدم بالكلية وكان على وشك العمل في أي مجال آخر غير الكرة، علاوة أنه يلعب لمنتخب إفريقي واعد، وهو ما يجعلنا نتفاءل بظهور حارس متميز من الممكن أن ينافس على جائزة أفضل لاعب إفريقي، ويزاحم محمد صلاح ورياض محرز وساديو مانيه !