ولد الناشط السياسي الأمريكي مارتن لوثر كينج في 15 يناير عام 1929، واغتيل في 4 أبريل عام 1968 إثر إصابته بعيار ناري. ويعتبر من أشهر المدافعين عن حقوق السود والمطالبين بالمساواة وبوقف التمييز العنصري أيًا كان شكله، وحصل على جائزة نوبل للسلام. فكيف بدأ النضال ولماذا كان الاغتيال مصيره؟ تعرف على إجابات تلك الأسئلة في هذا المقال.

 

نبذة عن مارتن لوثر كينج

مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر كينج مع زوجته وابنته

وُلد مارتن لوثر كينج في عام 1929 في مدينة أتلانتا الواقعة بولاية جورجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تشتهر تلك المدينة في هذه الفترة بممارسة شتى أشكال التمييز العنصري، ولكن والد مارتن ساهم في تشكيل أيديولوجيته في الدفاع عن مبدأ المساواة حيث كان يحرص على تلقين ابنه أن العنصرية غير موجودة في شريعة الله وضد كل الأديان.

 

بعد دخوله المدرسة بدأ يلاحظ أن أقرانه ذوي البشرة البيضاء يجتنبونه، تنفيذًا لتعليمات والداتهم اللاتي يمنعن أبنائهن من اللعب معه، أثر ذلك بشكل سلبي كبير عليه وتزامن ذلك مع الصدمة النفسية التي مر بها إثر وفاة جدته، ما دفعه إلى محاولة الانتحار في صغره بالقفز من النافذة. ولكن بفضل والدته تمكن من عدم فقد الثقة في نفسه حيث كانت تحرص على أن تذكره بأنه لا يقل عن زملائه البيض في شيء.

 

تفوق مارتن لوثر كينج في دراسته وتخصص بعد المدرسة في الدراسات الاجتماعية والدينية، وواصل الدراسة حتى حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بوسطن وكان عمره حينها 25 عاما فقط وتم تصنيفه ضمن أصغر الطلاب الذين حصلوا على درجة الدكتوراة في هذه السن، وفي تلك الفترة أثناء إعداده الدكتوراه تعرف على زوجته “كوريتا سكوت” التي كانت تعمل كمغنية في بوسطن وتزوجا.

 

بداية نضال مارتن لوثر كينج

بداية نضال مارتن لوثر كينج
مارتن لوثر كينج في إحدى خطبه

كان هناك قانون في ولاية مونتجومري بأنه في حالة ركوب رجل أو امرأة بيضاء لأي حافلة وعدم وجود مقعد شاغر له، فإنه يجب على أي شخص أسود جالس أن يترك مقعده للشخص الأبيض، ومن لا يفعل ذلك يعتبر منتهك للقانون المحلي ويتم إلقاء القبض عليه.

 

وفي عام 1955 رفضت فتاة سوداء في حافلة أن تترك مقعدها لرجل أبيض في ولاية مونتجومري فتم إلقاء القبض عليها، فاجتمع بعض الناشطين السياسيين مع لوثر كينج واتفقوا على تصعيد الأمور وطالبوه بتزعم الحركة، وبالفعل تم عمل مقاطعة على مستوى الولاية للحافلات واستمرت تلك المقاطعة لمدة 382 يوما، ثم اتخذوا إجراءات قانونية للطعن على هذا القانون بحجة أنه غير صادر من المحكمة الدستورية العليا، وبعد جولات عديدة في المحاكم وخسارة ولاية مونتجومري للعديد من الأموال جراء المقاطعة، تم إلغاء هذا القانون وانتصر مارتن لوثر كينج وأتباعه في هذا النضال.

 

ثم واصل مارتن لوثر كفاحه في المطالبة بباق حقوق السود وإرساء مبادئ المساواة في المجتمع الأمريكي، وبالفعل ألقى خطبة شهيرة أمام النصب التذكاري لـ إبراهام لنكولن  طالب فيها بحقوق السود في الانتخاب وتحققت مطالبه وتم تسجيل 5 ملايين ناخب أمريكي من أصول إفريقية في السجلات الرسمية للناخبين الأمريكيين.

 

قاد كينج العديد من المظاهرات للمطالبة بإنهاء العنصرية في برمنجهام واعتقل نتيجة لذلك ولكن أُطلق سراحه، ثم تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى بحجة أنه ارتكب مخالفة سير ولكن تدخل الرئيس الأمريكي الذي كان مرشحًا للرئاسة حينها “جون كينيدي” للإفراج عنه، واستمر في كفاحه ودفاعه عن مبادئ المساواة حتى حصل عام 1964 على جائزة نوبل للسلام ليصبح من أصغر الأشخاص الذين حصلوا عليها على مستوى العالم، وفي نفس العام حصل على لقب “رجل العام” من قِبل مجلة التايم.

 

اغتيال مارتن لوثر كينج

تعرض مارتن لوثر كينج لأكثر من محاولة للاغتيال على مدار حياته، ولكن كانت المرة الأخيرة عندما كان متواجدًا في واشنطن لدعم إضراب عمالي في مدينة ممفيس، وقد ألقى خطبة في اليوم السابق لاغتياله، وفي 4 أبريل عام 1968 كان في شرفة غرفته وتعرض لطلق ناري من قناصة أصاب رقبته ونفذ إلى نخاعه الشوكي، وتم نقله إلى المستشفى ولكن لم تنجح كل محاولات الأطباء في إنقاذه، وتم القبض على مرتكب الجريمة “جيمس راي” الذي اعترف بجريمته وتم الحكم عليه بـ 99 عامًا من السجن.