خلق الله عز وجل سوميا أبو الجن قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام، وقال الله عز وجل لـ سوميا تمنى فقال أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شابا ولبى الله عز وجل لـ سوميا أمنيته، وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض -المصدر قول ابن عباس رضي الله عنه، لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا على الشكر لله، على ما أنعم عليهم من نعم، فسدوا في الأرض بسفك للدماء فيما بينهم، وأمر الله جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها، وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن وفرّ من الجن نفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال.
كيف صعد إبليس إلى السماء؟
أسر الملائكة من الجن إبليس الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء -المصدر تفسير ابن مسعود. كبر إبليس بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في للخالق سبحانه وتعالى، وأعطاه الله منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنيا.
هل إبليس من الملائكة؟
لم يكن إبليس من الملائكة لأنه ليس ملك، وإنما كان من الجن العابدين لله في الأرض فكرّمه الله سبحانه برفعه للملأ الأعلى مع الملائكة، لأن إبليس مخلوق من نار، خلافاً للملائكة الذين خلقهم الله من نور.
لماذا سمي إبليس بطاووس الملائكة؟
أخذ إبليس مكانته بين الملائكة لأنه مخير لا مسير، على عكس الملائكة ومع ذلك اختار أن يطبع الله لا يعصي له أمرا مع قدرته على العصيان حتى بلغ تميزه ان يحضر مجالس الملائكة حتى أطلق عليه طاووس الملائكة.
ما معنى كلمة إبليس في اللغة العربية؟
معنى كلمة إبليس في اللغة العربية هو من الفعل بَلَسَ (بمعنى طُرِدَ)، عندها يكون معنى إبليس هو “المطرود من رحمة الله”.ويقول المبيدي: ومعنى ابليس: اليائس، يعني أبلس من رحمة الله. وقبل أن يشتهر بهذا الاسم كان يدعى: عزازيل.
قصة خلق آدم عليه السلام
وخلق الله أبو البشر آدم عليه السلام. وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا له جميعاً طاعةً لأمر الله،لكن إبليس أبى السجود ولما سأله الله عن سبب امتناعه قال أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين فطُرد من رحمة الله، عقاباً له على عصيانه وتكبره ولما رأى إبليس ما آل إليه الحال، طلب من الله أن يمد له بالحياة حتى يوم البعث، فأجاب الله طلبه وقَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ثم أخذ إبليس يتوعد لآدم وذريته من بعده بأنه سيكون سبب طردهم من رحمة الله.
قال الله تعالى في سورة ص:
{{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ{71} فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ{72} فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ{73} إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ{74} قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ{75} قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ{76} قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ{77} وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ{78} قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{79} قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ{80} إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ{81} قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ{82} إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ{83} قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ{84} لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ {85}}.
سبب كره الشيطان لبني آدم
حذرنا الله سبحانه تعالى من الشيطان في مواضع كثيرة بالقرآن، وأول الأسباب وراء تحذير الله تعالى لنا من إبليس، أن إبليس لديه غل شديد على الإنسان، حيث يظن أنه طُرد من الجنة بسببه، فهو يجهل السبب الحقيقي لجهله بحقيقة نفسه وبأن كبره هو ما أخرجه من الجنة، ولعل قسمه بإغواء كل بني آدم يعكس ذلك القدر الكبير من الحقد والغل.
واستدل بقوله تعالى: «قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)» من سورة ص.
السبب الثاني أن إبليس مُصاحب للبشرية كلها إلى يوم القيامة، إذن فالشيطان يكون مع الإنسان في كل مكان وكل شيء، مثل الهواء، لذا ينبغي الحذر منه.
أما السبب الثالث هو أن التزيين هو الذراع الأيمن للشيطان، حتى أن الدنيا هي في مجملها زينة، مستشهدًا بقوله تعالى: «إِنَّا جَعَلنَا مَا عَلَى ٱلأَرۡضِ زِينَةً۬ لَّهَا لِنَبلُوَهُمۡ أَيُّهُم أَحسَنُ عَمَلًا۬» الآية 7 من سورة الكهف، أي أن شهواتها مُحببة إلى الإنسان، لذا هي اختبار، فالشيطان عرف طبيعة الدنيا فاستخدمها لإغواء الناس، بألا يُبين عواقب المعاصي، ولكن فقط يركز على شهواتها.