تحظى الأسماء الحسنى بمكانةٍ خاصة؛ لأنها الأسماء التي أطلقها الله تعالى على ذاته العليّة، وورد ذكرها في القرآن الكريم أو على لسان النبي الكريم. وقد قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]. وقال رسوله الكريم (إن لله تسعة وتسعين اسمًا؛ من أحصاها دخل الجنة). في هذا المقال نستعرض اسم الله (الرحيم)، ونتعرّف على معناه وآثاره وشواهده في الخلق والوجود، وكيف نتعبّد به في وجداننا وحياتنا وأدعيتنا.

معنى اسم الله الرحيم

الرحيم هو المُعطي من الثواب أضعاف العمل، الرفيق بالمؤمنين، العاطف على خلقه بالرزق. وهو اسم قد يتصف به مَن سوى الله عز وجلّ. وهو مشتقّ من الرحمة التي هي الرقّة والشفقة والحنان والعطف والرأفة.

والرحيم هو المُنعم بما يُتصوّر صدور جنسه من العباد.

ورد اسم الله (الرحيم) في القرآن في 123 موضعًا، بالإضافة لتكراره في البسملة التي تفتتح كل سور القرآن فيما عدا سورة التوبة. وغالبًا ما يأتي مقترنا باسم الله الرحمن.

ترجمة اسم الله الرحيم

في الإنجليزية: The Compassionate.

وفي الفرنسية: Le Miséricordieux أو Le Matriciel أو Le Tout-Compatissant.

شواهد اسم الرحيم من حولنا

إن رحمة الله واسعة شاملة، شملت المؤمن والكافر، رحمة جسدية وبدنية، في الرزق والطعام والشراب والملبس والمسكن والمنكح وغير ذلك.، واختص بالمؤمنين رحمةً أعظم تتجاوز الدنيوية إلى الأخروية الأبدية.

التعبّد لله باسمه الرحيم

قال العلماء: “إن التعبّد بأسماء الله الحسنى وصفاته هو جنة الدنيا، التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة”. إن بإمكاننا أن نجد وسائل متنوّعة للتعبّد لله تعالى باسمه (الرحيم)، من بينها على سبيل المثال لا الحصر:

  • تجريد المحبة لله عز وجل، واختصاصه بعبودية الرجاء والتعلق برجمته، والتعرض للأسباب التي تستوجب رحمته.
  • أن يرحم الواحد منا نفسه، بصونها عن الأخلاق البذيئة والإسراف والتبذير، وبالإكثار من الأعمال الصالحة.
  • أن يرحم الواحد منا عباد الله بجعل أساس تعامله معهم هو الرحمة بهم وبثّ الأمن فيهم، ودعوتهم إلى الله، وإبعادهم عن المعاصي. وأقلّ القليل من ذلك أن يدعو لهم ويظهر لهم الرقّة والعطف عليهم.
  • أن نواظب على جعل رحمتنا بأنفسنا وبعباد الله، مقترنة بإرادة تفعيل هذه الرحمة.
  • أن نستجيب لأمر الله تعالى الذي يحب أسماءه الحسنى؛ فندعوه باسمه الرحيم، ونبتهل إليه به في ثنائنا عليه.
  • أن نسمّي أبنائنا أو نقترح التسمية باسم “عبد الرحيم”.

مصادر للاستزادة

  • أسماء الله الحسنى، محمد متولي الشعراوي، مطابع أخبار اليوم، القاهرة، 1993م.
  • أسماء الله الحسنى والآيات الكريمة الواردة فيها، حسنين محمد مخلوف، جمعية آل البيت للتراث والعلوم الشرعية، فلسطين.
  • أسماء الله الحسنى: جلالها ولطائف اقترانها وثمراتها في ضوء الكتاب والسنة، ماهر مقدم، مكتبة الإمام الذهبي، الكويت، 2014م.
  • أسماء الله الحسنى ومرادفاتها وتأويلاتها باللغتين العربية والإنجليزية، محمد عبد المجيد الزميتي، مكتبة الاداب، القاهرة، 1998م.
  • ترجمة أسماء الله الحسنى إلى الفرنسية بين الدلالة المعجمية والسياق القرآني: سورة الحشر نموذجًا، عبد الحفيظ طيبي، جامعة منتوري قسنطينة، 2009م.
  • أسماء الله الحسنى في القرآن الكريم: أثارها الوجدانية والسلوكية، عبد الحميد راجح الكردي، دار المأمون للنشر والتوزيع، الأردن، 2006م.
  • المختصر في أسماء الله الحسنى والآثار المسلكية للإيمان بها، د. بندر بن نافع العبدلي، نسخة رقمية، 2020م.
  • أسماء الله الحسنى، د. محمد راتب النابلسي.