القوقاز منطقة جغرافية هامة تقع على الحدود بين قارتي أوروبا وآسيا، يطلق عليها بلاد القبق، ويشار اليها أحيانا بالقفقاز أو القفقاس، وهي موطن جبال القوقاز، الذي يوجد بها أعلى جبل في أوروبا، والمدعو جبل البروز.
القوقاز أتخذت اسمها من جد القوقازيين الشماليين، قوقاز ابن توغارما، حفيد يافث ابن النبي نوح، حين استقر في جبال القوقاز بين جبلي البروز وارارات.
القوقاز أحد أكثر المناطق الجغرافية تنوعا على المستوى السياسي و العرقي، ويتألف من عرقيات أشهرها جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، وهي قوميات سابقة كانت تنتمي للإتحاد السابق السوفييتي.
القوقاز منطقة عائلات لغوية ثرية للغاية، حيث تعيش بها أكثر من 50 مجموعة عرقية، لكل عرقية لغتها الخاصة، ومن أشهر العرقيات بالقوقاز الشيشان والشراكسة.
القوقاز منطقة بيئية فريدة، حيث يعتبر الموطن الأصلي لعدد من أنواع النباتات يصل إلى 1600 نوع، وحياة برية متنوعة تضم نمور ودببة بنية وثيران أوروبية، كما يعتبر موطن كلب الراعي القوقازي، وهو كلب ضخم للغاية يستخدمه الرعاه.
القوقاز والإسلام
كانت سياسة الدولة الإسلامية في القرون الأولى تدفع باتجاه توطين القبائل العربية المشاركة في فتوح البلاد المختلفة لعدة أسباب، على رأسها نشر الدين الإسلامي واللغة العربية، ثم كي يكونوا درعا واقيا لحدود الدولة وأطرافها، وقد لعبت تلك القبائل العربية دورا مركزيا في نشر الإسلام والدفاع عن البلدان المفتوحة، وأنشئوا دولا وإمارات ساهمت في نهضة وتطور تلك البلدان.
ذكر البلاذري في فتوح البلدان أن العرب لما نزلوا أذربيجان نزعت إليها عشائرها من البصرة والكوفة والشام، وغلب كل قوم على ما أمكنهم وابتاع بعضهم من العجم الأراضي، فصار أهلها مزارعين لهم.
وكانت بداية التوطين الحقيقية في زمن معاوية ابن أبي سفيان، حيث قدم أكثر من ألفين من أبناء القبائل العربية وتملكوا أراضي زراعية إضافة إلى مهامهم القتالية.
وفي عهد هشام ابن عبد الملك نزل أذربيجان ما يقارب الخمس وعشرون ألف من العرب وتوطنوا فيها.
وفي عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور قدم تلك البلاد سبعة آلاف مقاتل من العرب سكنوا هنالك، وأصبحوا فيما بعد جزءا من نسيجها السكاني.