محاكم التفتيش هي محاكمات كنسية كاثوليكية قام بها ملوك أسبانيا على امتداد قرنين، القرن الخامس عشر الميلادي والقرن السادس عشر الميلادي، 200 عام من المحاولات المستميتة للتخلص من الوجود العربي الإسلامي بالإندلس القديمة، الأثر الإسلامي الوحيد الباقي من محاكم التفتيش هو قصور الحمراء التي تخلص بها الأسبان فقط من الحمامات، حيث أن الحمامات في أوروبا القرون الوسطى كانت بدعة، ولقد أبقى ملوك الأسبان على قصور بني الأحمر لعظمتها المعمارية البالغة ولتصبح قصورهم بالنهاية تلك القصور الأيقونية التي شهدت ولازالت تشهد على تفوق العمارة الإسلامية وتحضر الحضارة الإسلامية ورقيها يالأندلس دونا عن سائر دول القارة القديمة قاطبة، تلك التي كانت تعاني من تخلف يستحيل تصديقه أو تصوره
محاكم التفتيش والمسلمين
تم إجبار المسلمين في الأندلس على التنصُّر. إلا أن معظم هذا الاعتناق الديني كان بالاسم فقط، إذ كان المسلمون يمارسون الطقوس الدينية المسيحية، إلا أنهم استمروا في تطبيق الدين الإسلامي سراً. وكانت هناك محظورات كثيرة منها حظر الختان، وحظر الوقوف تجاه القبلة، وحظر ارتداء الملابس العربية. وإذا وجدوا رجلا لابساً للزينة يوم العيد عرفوا أنه مسلم فيصدر في حقه الإعدام. وكذلك لو وجدوا في بيته مصحفا، أو امتنع عن الطعام في رمضان، أو امتنع عن شرب الخمر وأكل الخنزير. وكانوا يكشفون عورة من يشكون أنه مسلم، فإذا وجدوه مختونًا أو كان أحد عائلته كذلك فليعلم أنه الموت ونهايته هو وأسرته. وتعتبر المحكمة الكاثوليكية والرأي العام أن تصرفات مثل تناول “الكوسكس” واستخدام الحناء عادات غير مسيحية، يجب معاقبة فاعلها.
الأندلس قبل محاكم التفتيش
عاش المسلمون بالأندلس 800 عام، لم يجبروا فيها مسيحي على التنصر أو ينفوه خارج بيته وبلده أو يلقوا به في البحر هو وأطفاله أو يسجنوه أو يعذبوه حتى الموت، 8 قرون من العظمة العلمية والمعمارية الإسلامية بالأندلس، كانت بقية أوروبا تطفو فيهم فوق بحر مظلم من الخرافة والجهل والدجل