عبر التاريخ الممتد لشخصية جرين لانترن Green Lantern، اعتاد القراء على وجود خواتم القوة الخضراء التي تستمد طاقتها من قوة الإرادة الخالصة لحامليها، مع ظهور الخواتم الصفراء ذات إحساس الخوف والخواتم الأرجوانية لطاقة الحب، إلى أن جاء الكاتب جيف جونز Geoff Johns بابتكاراته الجديدة ضمن قصص جرين لانترن ويتسع مجال الخواتم ليشمل ألوان الطيف السبعة واللونين الأبيض والأسود، فما سر تلك الألوان وإلام تشير؟
أصول الأضواء السبعة
تستمد جميع الخواتم قوتها مما يُدعى طيف المشاعر الإلكترومغناطيسية Emotional Electromagnetic Spectrum، وهي حقل من الطاقة الكونية التي تختزن مشاعر جميع الكائنات الحية، فتنقسم تلك المشاعر لسبعة أنواع تصبح مصادر لسبعة أشكال من الطاقة التي يظهر كل منها بلون وتأثير مميز عن الآخرين.
أهل كوكب مالتوس Maltus هم أقدم الأجناس المعروفة في الوجود، فكانوا أول من اكتشف طيف المشاعر وطبقوا نتيجة تجاربهم المستمرة عليه بصنع الخواتم الأولى التي اختاروا لها طاقة الإرادة الخضراء لأنها تتوسط ألوان الطيف السبعة فيمكن السيطرة عليها بسهولة دون الإضرار بجسد حاملها، بينما اكتشفوا أنه كلما ابتعد اللون عن مركز الطيف متجهًا نحو أطرافه كلما كان أكثر سيطرة على حامله وإضرارًا لروحه.
أصبح أخر المالتوسيين هم جماعة حراس الكون Guardians of Universe ليؤسسوا جماعة الفانوس الأخضر Green Lantern Corps لينشروا النظام والأمان في الكون بأكمله بمقرهم في كوكب أوا Oa، وطبقًا لكتابهم الخاص المسمى بكتاب أوا Book of Oa الذي يجمع تاريخهم وعلومهم، فإن أحد النبوءات القديمة تنص أن ألوان الطيف السبعة سيحتويها سبعة فوانيس مختلفة وستنشب حرب ضخمة بينهم تسمى حرب الضوء War of Light لتتحقق نبوءة أحلك الليالي Blackest Night Prophecy.
تنقسم الألوان السبعة إلى سبعة أنواع من الطاقة تحتويها الفوانيس كما يلي:
جماعة الفانوس الأحمر Red Lantern Corps
أول الألوان البعيدة عن مركز ألوان الطيف ويمثل إحساس الغضب، فلا يحمله إلا من يحتوي داخله غضبًا شديدًا. ولكن يتعرض حامل الخاتم الأحمر إلى خطر شديد بسبب احتلال الخاتم على صحته العقلية وجسده وإفنائه لقلبه ليصبح الخاتم بديلًا عن القلب مسببًا فساد دماء الجسد. يعتبر أتروسيتوس Atrocitus هو أول حاملي الخاتم الأحمر بواسطة ممارسة طقوس السحر الدموية ليصنع الخاتم الأحمر ويؤسس جماعة الفانوس الأحمر Red Lantern Corps.
جماعة الفانوس البرتقالي Orange Agent
ثاني الألوان البعيدة عن مركز ألوان الطيف ممثلًا إحساس الجشع، فلا يحمله إلا من يحتوي داخله طمعًا بلا حدود. حاول بعض المالتوسيين أن يستخدموا تلك الطاقة في صنع جماعتهم الخاصة للتحكم في الكون، فأثار ذلك غضب الكائن القديم لارفلييز Larfleeze الذي عقد هدنة مع حراس الكون وشن هجومًا عليهم، ليمتلك الضوء البرتقالي لنفسه. من يتحكم باللون البرتقالي يستطيع أن يسرق هوية ضحاياه، ويصنع منهم نسخًا من الطاقة تخدمه والقتال بدلًا منه متى شاء.
جماعة الفانوس الأصفر Sinestro Corps
رمز الخوف الذي لا يحمله إلا من يستطيع بث الرعب والخوف في قلوب الآخرين. امتلكه سينسترو Sinestro أحد أعضاء الجرين لانترن السابقين، ليصنع جماعة سينسترو الخاصة Sinestro Corps لكي يؤسس للنظام في الكون بإخافة كل من يعترض على نظامه القمعي.
جماعة الفانوس الأخضر Green Lantern Corps
رمز الإرادة ومركز ألوان الطيف لذلك هو أكثر الألوان إتزانًا إذ يلقي بأقل تأثير على عقل وجسد حامله، ولا يتحكم به إلا من يمتاز بقوة إرادة هائلة تتغلب على جميع مخاوفة الداخلية. استعمل أهل مالتوس القاطنين بكوكب أوا تلك الطاقة الضوئية كمصدر لجماعتهم الخاصة Green Lantern Corps التي يحارب أعضاؤها الشر بجميع أنحاء الكون.
جماعة الفانوس الأزرق Blue Lantern Corps
رمز الأمل الذي لا يحمله إلا المتفائلون ذوو القلوب العامرة بالأمل والقادرون على بث ذلك الأمل بالآخرين. يعتبر اللون الأزرق أقوى ألوان الطيف السبعة إذ يزيد من قوة الضوء الأخضر ويمتص الضوء الأصفر ويكبح تأثيرات الضوء الأحمر والبرتقالي، وأكثرهم صعوبة على الفهم والاستعمال. يعتبر الحارسان المنفيان جانثيت Ganthet وسايد Sayd هما الأوائل بحمل طاقة ذلك اللون ليكونا سويًا جماعة الفانوس الأزرق Blue Lantern Corps ليساعدوا جماعة الفانوس الأخضر في معارك حرب الضوء. وعلى الرغم من أن الضوء الأزرق أقوى الأضواء إلا أنه لا يعمل بطاقته الكاملة إلا في وجوده ضمن مدى الضوء الأخضر تطبيقًا لقاعدة “الأمل وحده يظل ضعيفًا، فيحتاج للإرادة كي يتحقق المستحيل”.
جماعة الفانوس النيلي Indigo Tribe
يرمز اللون النيلي إلى التعاطف والإشفاق، فلا يستعمله إلا من يحمل بداخله ذلك الإحساس تجاه الآخرين ليستخدمه في علاج المرضى والمجروحين. بالرغم من ذلك، يمكن فرض ذلك الضوء على الأشخاص ليجعلهم أشبه بالعبيد الذين لا يستشعرون سوى إحساس التعاطف، وذلك ما حدث لأغلب أعضاء الجماعة النيلية Indigo Tribe فلقد صاروا صالحين بعد أن كان أغلبهم مجرمي حرب وقتلة سافكين للدماء. ويستطيع حامل ذلك الضوء أن يمتص طاقات الأضواء الأخرى وإعادة إطلاقها واستخدامها مرة أخرى بنفسه كأحد أعضاء جماعات الضوء الأخرى.
جماعة الفانوس البنفسجي Star Sapphire
أبعد الألوان عن المركز بالطرف الآخر من ألوان الطيف، ويمثل إحساس الحب الذي يحمله كبار المحبين، أو من فقدوا أحبابهم أو تم رفضهم بواسطة الآخرين. ظن شعب زاموران Zamoran الأنثوي أن رفض المالتوسيين الذكور لاستعمال الإحساس يعتبر نوعًا من الكفر، فتركوا كوكب أوا نحو أعماق الفضاء ليجدا جثتين لذكر وأنثى محاطين بطبقة من الكريستال وبينهم كريستالة ضخمة تُدعى ياقوته النجوم Star Sapphire التي تحتوي بداخلها الضوء البنفسجي رمز الحرب.
أساءت الزامورانيات استخدام تلك الكريستالة ظنًا منهم أن الوسيلة الأفضل لنشر الحب عبر فرضه على سكان العوالم الأخرى لتصبح طريقتهم شديدة التطرف، وتسيطر آثار الضوء البنفسجي على قلوبهم فتتسبب في مهاجمتهم لأحبابهم وكراهية جنس الذكور بشكل كامل. وتستطيع حاملات الضوء البنفسجي أن تستخدمه في إظهار هوية الشركاء العاطفيين المستقبليين للناس.
الفانوس الأبيض White Lantern
هو أصل الحياة ومصدر ألوان الطيف السبعة، وقديمًا ساد الظلام ليظهر في وقت ما كيان غامض أضاء الكون لمدة 700 عام، ولكن تمكن الظلام من محاربة ذلك الضياء ليقسمه إلى سبعة ألوان كونت طيف المشاعر. من يحمل طاقة الفانوس الأبيض بإمكانه إحياء الموتى، والانتقال الآني، وصنع الأجسام من العدم التي تظل لفترات أطول من أجسام الألوان الأخرى، ويستمد الضوء الأبيض طاقته من جميع الكائنات الحية فلا يمكن السيطرة عليه فعليًا، فهو من يتحكم بمجريات الأمور بشكل كبير. وبعكس بقية الخواتم التي يجب شحنها من بطارية الفانوس كل فترة، فإن الخواتم البيضاء تشحن نفسها تلقائيًا كلما استخدمها حامليها.
جماعة الفانوس الأسود Black Lantern Corps
لون الموت والعدم، ولا يعتبر فعليا كضوء أو لون بل هو غياب لهما، ولا يمكن حمله إلا بواسطة الموتى أو من مات سابقًا، ليعيد الخاتم تحريكه كأحد الموتى الأحياء.