أعرف أن هناك كثير من الأشخاص يعشقون احتساء القهوة كل صباح، لكن هناك علاقة ما بين القهوة والضغط نود أن نشرحها أكثر. فعلى الرغم من فوائد القهوة العديدة وأنواعها وكيف يمكنها تنبيه العقل والذهن بل عن مساوئها وأضرارها وكأنها امرأة سمراء جميلة لكنها لعوب.
لقد مرت بضعة أشهر الآن منذ أن أقلعت عن إدمان فنجان القهوة كل يوماً فقد كان البُنّ مثل المخدرات من وجهة نظري، وكنت أكبر مدمن للقهوة من أي وقتٍ مضى، وفي رأيي الخاص ورأي الكثير من مدمني القهوة أنهم يشعرون بمدى الصعود والهبوط الشديد في الجهاز العصبي، ولهذا السبب على وجه الخصوص أقلعت عنها.
أين نشأت القهوة ؟
منشأ القهوة متعدد فهناك القهوة السعودية واليمنية لكن عند الغرب منشؤها هي ايرلندا، لكن تغير الحال حالياً وأصبحت سدني المدينة الاسترالية هي الأكبر انتاجاً للقهوة.
فالاستراليون مولعون بالقهوة على الإفطار وفي الظهيرة، وفي الغداء وحتى بعد العصر وكأنها أحد فروض الصلوات عليهم أو السنن، وهناك كثرت وظهرت العديد من المساويء حتى كتبت العديد من الصحف الاسترالية عن مساويء وأضرار القهوة وإدمانها.
ومن أشهر المؤسسات الصحية هناك مؤسسة “ويستون إيه برايس” والتي تستضيف العديد من المدنين للقهوة وتساعدهم على كيفية الاقلاع عن إدمانها مثل المخدرات تماماً.
الكافيين: هو المادة السحرية التي تجعلك منتبهاً بعض الوقت مريضاً مع كثرة تعاطيه حيث تؤثر سلبياً على “الغُدّة الكظرية” المسؤولة عن العديد من الوظائف في الجسد.
الجانب المظلم من القهوة:
من الجيد أن نعرف جميعاً أن هرمون “الإدرينالين” ينفرز من “الغدة الكظرية” والتي تتعامل بشكل مباشر مع الأحماض الأمينية، و”التيروزين” فعند تناول طعام غني بالبروتين والذي يحتوي على الأحماض الأمينية، فجسدك ينتج بشكل طبيعي هذه الهرمونات وبعض المواد الكيميائية الأخرى والتي تجعلك شاعرًا بالنشاط وعلى استعداد للذهاب إلى العمل.
وإذا حصلت على فنجان من القهوة فهو يحث الغدة الكظرية على إفراز مادة الإدرينالين سريعاً مختصراً عملية الهضم، ما يؤثر سلباً على معدل سرعة افراز الهرمونات في الجسم ما يعود بالضرر على الجهاز العصبي.
والسكر مثل الكافيين منبه لمادة “السيروتونين” الناقلة للومضات العصبية والذي يتحكم في عدد ساعات النوم لدينا، والحالة المزاجية بل والشهية، وحينما يعتمد جسدنا بشكل كبير على الكافيين المتواجد في القهوة فهو يحدّ من إنتاج “السيروتونين” والطاقة وهذا يؤثر على مقدرة الجسم الطبيعية لإنتاج “السيروتونين” ويؤدي إلى العصبية والأرق على مدار اليوم.
ويتدخل “الكافيين” أيضاً في آلية شعور الجسم الإنساني بالشبع أو الجوع ومع كثرة شرب القهوة يحدث خمول للجسم ويرفض الطعام المغذي وتستمر الدورة الغذائية في دائرة واحدة مفرغة كبيرة.
أضرار القهوة العشرة
1- أمراض القلب والأوعية الدموية: أجل الكافيين يزيد من معدل ضربات القلب، ويرفع ضغط الدم، وهذه هي العلاقة بين القهوة والضغط ويساهم في زيادة أعراض الإصابة بأمراض القلب.
2-الإجهاد: الكافيين المتواجد في القهوة يحفز الجسم على فرز الهرمونات الخاصة بالإجهاد والتي تزيد من حدة القلق والتهيج والتوتر العضلي والألم، وعسر الهضم، والأرق، وإنخفاض المناعة، وزيادة مستويات الإجهاد ينعكس بردود فعل غير جيدة مع الضغوط اليومية.
3- الإضطرابات العاطفية: الكافيين المتواجد في القهوة يجعلك تصاب بالقلق وأمراض اضطرابات المزاج المرتبطة باستهلاكه، وقد يعرضك للاكتئاب واضطرابات الإنتباه.
4- اضطرابات مستوى السكر في الدم: ينبغي على مرضى السكري أن يتكنبوا الكافيين لأنه يحفز بزيادة وإندفاع نسبة السكر في الدم يليها زيادة لإنتاج مادة “الأنسولين”، والذي يؤدي إلى تحطم السكر في الدم في غضون ساعات قليلة، بالتالي يزداد وزن المريض لتخزين السكر في الجسم على شكل دهون.
5- اضطرابات الجهاز الهضمي: الكثير من الأشخاص يعانون من حرقان في بطونهم بعد شرب القهوة، وذلك لأن القهوة تزيد من إفراز حمض “الهيدروكلوريك” الأمر الذي يزيد من أخطار الاصابة بقرحة المعدة، بما في ذلك القهوة منزوعة الكافيين، حيث يقلل الضغط على الصمام الواصل بين المريء والمعدة ما يزيد من نسبة الحموضة التي تصل بدورها إلى المريء، وقد يصيب لا قدر الله بارتداد المريء المُعدي.
6- سوء التغذية: الكافيين عامل أساسي في منع امتصاص بعض المواد الغذائية ويسبب زيادة إفرازات الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد والمعادن الخفيفة في البول، لذلك يمكن أن تتناول طعام صحي جداً ولكن بعد فنجان من القهوة تفتقد العناصر الغذائية لهذا الطعام.
7- المشاكل الصحية للرجال: اكتشف الدكتور “ميلتون كريسيلوف” الحاصل على الدكتوراة في الأنظمة الغذائية أن معظم الحالات المصابة بمشاكل في المسالك البولية، والبروستاتا ناتجة بصورة أساسية من احتساء القهوة والكافيين.
8- اضطرابات صحية للنساء: بسبب استهلاك الكافيين وارتفاع احتساب القهوة أثبتت الدراسات مؤخراً أن ذلك سبب أساسي لارتفاع مرض الثدي الليفي، وهشاشة العظام، ومشاكل العقم والإجهاض، وإنخفاض الوزن بعد الولادة، وإنقطاع الطمس بشكل غير طبيعي بالاضافة إلى التعرض لأزمة صحية كبيرة لمن تتعاطى حبوب منع الحمل لأنه يكون غير قادر على ازالة السموم مع كثرة الكافيين في الجسد.
9- الشيخوخة المبكرة: العديد من الأشخاص في عُمر الأربعين لا يستطيعون تحمل نسبة الكافيين التي يتعاطوها في فنجان القهوة والتي كانوا يحصلون عليها في العشرينات أو الثلاثينات من عمرهم، فالكافيين يؤثر سلبياً ويزيد من إنتاج مادة الميلاتونيين والهرمونات الحيوية الأخرى المتسببة في الشيخوخة، ويؤثر سلبياً على الكليتين وإبطاء قدرة الكبد على إزالة السموم الخارجية.
10- مرض الغدة الكظرية: إن استهلاك الكافيين سبب رئيسي في مرض الغدة الكظرية ويؤدي إلى التهابات كثيرة في الجسد، بالاضافة إلى مشاكل صحية في الهرمونات للإناث.