مر ما يقرب من عشرين عامًا منذ أن ظهر سبايدرمان بشكل رسمي على شاشات السينما، ليلاحظ المشاهدون وعشاق عالم مارفل عدة اختلافات طرأت على الشخصية بين تاريخها بالقصص المصورة وقصتها بالأفلام السينمائية. وهو ما دعا عشاق سبايدرمان لعقد المقارنات بين نسخ سبايدرمان المتعددة، والحكم على أيهم أقرب شبهًا للكومكس، ومنهم فيلما Amazing Spider-Man اللذان مثلهما الممثل أندرو جارفيلد Andrew Garfield، ليؤدي بهما شخصية الشاب بيتر باركر الشهير بسبايدرمان.
في الواقع، فإن أندرو جارفيلد يشبه سبايدرمان الموجود بالقصص المصورة، فهناك عدد من نقاط التشابه بينهما، وبالتأكيد هناك بعض الاختلافات التي تعود لرؤية مخرج الفيلم لتجعله مميزًا عن القصة الأصلية، وفي السطور التالية نستكشف نقاط الاختلاف والتشابه، والحكم للقارئ بالنهاية..هل سبايدرمان أندرو جارفيلد أجاد تجسيد شخصية الكومكس؟
اقرأ أيضًا: أقوى أسلحة عالم مارفل
نقاط التشابه:
- قامة أندرو جارفيلد تتوافق مع قامة بيتر باركر بالكومكس، وبالرغم من عدم كونه مميزًا بطول القامة في القصص إذ أنه ذو طول متوسط بالمقارنة مع بقية الأبطال، وهو ما يتصف به أندرو جارفيلد، فليس فارع القامة وليس قصيرًا للغاية. طول أندرو جارفيلد حوالي 178 سم، وهو الطول المساوي تقريبًا لسبايدرمان بالقصص المصورة، بينما يعتبر الممثلان توبي ماجوايرToby Maguire وتوم هولاند Tom Holland أقصر كثيرًا عن هذا الرقم، مما يجعل أندرو جارفيلد أفضل من ظهر بهيئة بيتر باركر الجسدية.
- أكثر ما يمتاز به سبايدرمان هو روحه المرحة وميله لإلقاء النكات أثناء قتاله ضد الأشرار، ولقد ظهر هذا واضحًا في نسخة أندرو جارفيلد، الذي لم يتأخر عن إلقاء هذه النكات الساخرة المبتكرة ضد أعدائه المجرمين.
- ربما تعرضت جميع شخصيات عالم سبايدرمان لتغييرات عديدة بالأفلام السينمائية، لكن لا يمكن نزع الصفات الحركية الأكروباتية من سبايدرمان، وهو ما استطاع أندرو جارفيلد تجسيده بمهارة إذ ظهر بهيئة مرنة خفيفة سريعة الحركة مشابهة لنسخة القصص المصورة الأصلية، فبجانب القوة البدنية، يتصف سبايدرمان بسرعته وخفة حركته الخارقة التي تظهر بشكل واضح في قفزاته التي تخطف الأنظار.
- اعتدنا على رؤية سبايدرمان بمزاج معتدل وشخصية ثابتة الأعصاب بأغلب الأوقات، لكن لا يمنعه هذا من اندلاع أحاسيسه وتعكر مزاجه بأحيان أخرى، فيفقد أعصابه وتركيزه بسبب غضبه الشديد. واستطاع أندرو جارفيلد تجسيد هذه الصفة جيدًا، وذلك في مشاهد مثل تورطه في شجار مع العم بن، والغضب عندما لا تسير الأمور مثلما شاء، ولذلك نجحت نسخة جارفيلد في إظهار بيتر باركر بهيئة الشخص الذي لا يخجل من إظهار مشاعره.
- وصف البعض نسخة جارفيلد بأنه كان متهورًا في حبه لجوين ستيسي، ولكن هذا بالفعل ما حدث بقصص الكومكس. وحافظت نسخة جارفيلد على هذه التفاصيل بإظهار عمق علاقتهما الرومانسية، وبالتالي أظهرت مدى حزنه وانكساره بعد وفاتها بالنهاية. ظهر كل هذا في الكومكس، بدءًا من انجذاب بيتر بشكل تام إلى جوين ستيسي، وإخلاصه في حبه لها، ثم اكتئابه العميق بعد وفاتها.
نقاط الاختلاف:
- في القصص المصورة، يوجد بعض الأبطال الخارقين ممن لا يطيق سبايدرمان التعامل معهم، ولكنه بالعموم قادر على التعامل مع الجميع. ولكن تختلف نسخة أندرو جارفيلد عن الكومكس بكونه أكثر ثقة بالنفس عن المعتاد، وهو ما جعله بدرجة كبيرة يصل لمرحلة الرغبة في الانعزال عن الآخرين وعدم تكوين صداقات معهم. هذه الثقة الزائدة جعلته أحيانًا أكثر غرورًا وهو ما لم يظهر بنسخة القصص المصورة أبدًا. ويبدو أن هذه الصفات ظهرت بالفيلم كوسيلة لإظهار خجله وعدم تأقلمه اجتماعيًا، ولكنها لم تظهر بالشكل المطلوب في النهاية.
- ظهر الاهتمام العلمي لبيتر باركر في أفلام أندرو جارفيلد، ولكن لم يكن اهتمامًا كبيرًا مثلما ظهر بالكومكس. فبالرغم من ذكائه وعبقريته الواضحين بالأفلام، لكنه افتقد للشغف العلمي الذي امتلكته نسخة الكومكس، فبيتر باركر الأصلي سعى للحصول على شهادة الدكتوراة بالجامعة، بينما نسخة جارفيلد لم يهتم بهذا، بل كان اهتمامه منصبًا على تتبع جوين ستيسي في مشوارها العملي وفعل ما يحلو له وقتها. وفيما بعد ظهر اهتمامه العلمي بطريقة كسولة بعض الشئ، فلقد امتلك المهارة والذكاء الكافيين، لكنه لم يستغلها كثيرًا مثلما استغلها بيتر باركر نسخة الكومكس.
- في القصص المصورة وجدنا بيتر باركر دائمًا بمظهر الفتى الخجول الذي يتعرض للتنمر من زملائه بالدراسة، ولكن في نسخة أندرو جارفيلد لم يكن ذلك الطالب الضعيف مثلما ظهر توبي ماجواير، فلقد كان قادرًا على خوض المواجهات دائمًا بدلًا من التعرض للتنمر، فلم يعد هدفًا سهلًا لمضايقات الآخرين، وهو ما جعله أكثر نسخ سبايدرمان الواثقة من نفسها بالأفلام السينمائية، لذلك صار اندفاعه هذا أحد أسباب اختلافه عن نسخة الكومكس.
- بالرغم من اختلاف نسخها في الأفلام أو المسلسلات الكرتونية، فالعمة ماي هي أهم شخصيات عالم سبايدرمان وأقربها لقلبه، فلا يستطيع الابتعاد عنها وسرعان ما يعود إليها بعد انهاء مهماته البطولية، حتى أنه عقد صفقة مع الشيطان مفيستو بأحد القصص كي ينقذها من الموت، ولكن بنسخة جارفيلد لم نرى هذا الاهتمام الشديد ظاهرًا كما يجب. وبالرغم من ذلك فإنه احتفظ بعلاقته الجيدة بالعمة ماي، ولكن افتقرت هذه العلاقة للعمق والحميمية التي تتصف بها دائمًا كما لو كان ابنًا وأمه.
- نجد دائمًا بالقصص المصورة أن الشعار الأساسي لسبايدرمان هو تحمل المسئولية، ولكن لم يظهر هذا في نسخة جارفيلد، إذ أنه كان مشتت الأفكار وقليل الاهتمام بكثير من الأشياء حوله. كما أنه لم يمتلك مشاكل عديدة بحياته الواقعية مثلما امتلكتها نسخة الكومكس، وحتى إن ظهرت هذه المشاكل فلقد اكتفت نسخة جارفيلد بتجاهلها ومحاولة الابتعاد عنها بقدر الإمكان بدلًا من مواجهتها وحلها، فلم يقع تحت ضغط هذه المسئوليات الثقيلة.