هي زريّن تاج بنت الملاّ صالح القزويني، والملا درجة فقهية عند الشيعة، ولدت في قزوين بإيران وتم إعدامها في طهران، كانت أول امرأة شيعية تلقي الدروس في مدينة كربلاء بالعراق، اعتبرها البابيون إعادة بعث للسيدة فاطمة الزهراء، نظرا لأنها كانت داعية بابية قوية، والبابية ديانة وليست مذهب فقهي، وقد أعدمت لأجل دعوتها إلى الدين البابي، وأدى ظهورها سافرة على الملأ في مؤتمر هام للبابيين الاوائل إلى إثارة الجدل وإلى التنبيه أن البابية دين جديد وليست حركة اصلاح إسلامي كما كان البعض يعتقد. لها شعر بالعربية ومكاتبات ومراسلات تم جمعها بعد رحيلها عن العالم بقرن ونصف.
ما هي الديانة البابية
الدعوة البابية هي دعوة ظهرت على يد علي بن محمد رضا الشيرازي الملقب بـ ” الباب ” حيث أن لقب الباب يعني في المعتقدات الشيعية الوسيط بين الله وبين العبد. والدعوة البابية ظهرت في إيران في القرن التاسع عشر الميلادي، وتصاعدت في دعواها إلى أن أعلنت نفسها ديانة جديدة مستقلة عن الديانات والمذاهب الأخرى السابقة لها. وهي في اعتقاد أصحابها، أسمى وأرقى منها جميعاً بموجب ناموس الارتقاء الديني المتفق مع التطور. وهي باعتقادهم أيضاً ذات قيمة نسبية مؤقتة خاضعة للتطور، ولذا لم تقرر البابية عن نفسها أنها آخر ما يُعطاه الإنسان من الوحي الإلهي، أو ما تستحقه الإنسانية من الأنوار السماوية. وكانت هذه الدعوة تقول أن الباب قد جاء ليمهد الطريق لمن سماه “من يظهره الله” الذي ذكر أن بمجيئه ستتحقق نبؤات الأديان السابقة.
لماذا تم إعدام قرة العين
يحفظ الفقه الشيعي على اتباعه حيواتهم، طالما كانت شروحاتهم أو آراءهم لا تتخطى التجديد أو الفلسفات، قرة العين جاءت لتبشر بدين جديد بالكلية، رافضة تماما تقاليد الدين الإسلامي، ومتحررة أيضا من نقابها على الملأ، وهي اجراءات ثورية لم تنادي بها امراة شيعية من قبل، ناهيك عن أن تطبقها جهرا أو علانية، في سبيل تحرير المرأة بوجة خاص من قبضة الدين بشأنها، فلم تنحى نحو الآخرين بتجديد خطاب الدين، بل تبنت الدعوة إلى الدين البابي، ودفعت الثمن حياتها لقاء ذلك، حين ألقت السلطات الإيرانية القبض عليها واستتابتها فلم تستتاب، وقالت قبل رحيلها عبارتها المشهورة بالتاريخ الثوري النسائي ” يمكنكم قتلي الآن، ولكنكم لن يمكنكم أن تقتلوا حركة تحرر النساء “.