من هو الزهراوي عميد الجراحين بالقرون الوسطى
الزهراوي

“أشهر جراحي العرب وهو من وصف عملية سحق الحصاة في المثانة، فصارت من اختراعات العصر الحاضر على غير حق”. جوستاف لوبون؛ صاحب كتاب ” حضارة العرب ” يصف الزهراوي.

” ألغت طرق الزهراوي طرق جالينوس، وحافظت على مركز متميز في أوروبا لخمسمائة عام، كما ساعد على رفع مكانة الجراحة في أوروبا المسيحية ”

دونالد كامبل؛ مؤرخ الطب العربي، يصف تأثير الزهراوي على الطب بأوروبا.

أبو القاسم خلف ابن عباس الزهراوي؛ هو طبيب عربي مسلم، تمتد أصولة إلى الأنصار بالمدينة المنورة، عاش ومارس وعلّم الطب بالأندلس، اشتهر بمؤلفة العمدة في الطب، والمؤلف من ثلاثين مجلد، والذي حمل العنوان ” التصريف لمن عجز عن التأليف ” وهو عبارة عن موسوعة طبية كتبها بنفسه ورسم فيها بخط يده الأدوات الجراحية التي ابتكرها، والعلاج بالكي بالحديد بدلا عن الذهب، والحمل المنتبذ أو الحمل خارج الرحم، وهو أول طبيب يكتشف ذلك النوع من الحمل و يشير إليه و إلى طريقة علاجه، إضافة إلى علاج الأسنان وطرق خلعها وتقويمها، ويعد الزهراوي أعظم الجراحين الذين ظهروا بالعالم الإسلامي ورئيس كل الجراحين، فقد أجرى عمليات صعبة في شق القصبة الهوائية، وكان قد امتنع عن تنفيذها ابن سينا و الرازي لخطورتها.

صفحة من كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
صفحة من كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف

الزهراوي و أوروبا

أتم الزهراوي كتابه ” التصريف لمن عجز عن التأليف ” عام 1000 ميلادية، وظل المرجع في الجراحة بأوروبا حتى القرن السادس عشر، وظل الكتاب متداولا و يعاد طبعه حتى منتصف القرن الثامن عشر، وكان قد ترجمه إلى اللاتينية جيراردو الكريموني بالقرن الثاني عشر، وتضمن الكتاب صور توضيحية لآلات جراحية وضعت حجر الأساس للجراحة بأوروبا، وهو أول من ابتكر خيوط الحرير لإيقاف النزيف، وأول من استخدم القطن لإيقاف النزيف الخارجي، وأول من استخدم أمعاء القطط كخيوط جراحية يتقبلها الجسم تماما ولا يرفضها، وصنع ملاقط ومشارط ومقصات جراحية لا تصدأ، كما صنع أول أشكال اللاصق الطبي الذي لازال يستخدم بالمستشفيات حتى الآن.

صفحة من نسخة لاتينية من كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف
صفحة من نسخة لاتينية من كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف

الزهراوي والحضارة الإسلامية

لا شك أن للحضارة لإسلامية فضل عظيم على علماءها النوابغ؛ فمحيط هادئ متسامح يحرض على الدراسة والابتكار والبحث العلمي، من شأنه أن يدفع بنوابغ أمثال الزهراوي وغيره للتألق والإنتاج والنجاح، بل والتفوق على علماء العالم قاطبة، وتصدير كل ما هو جديد ومبتكر، لاستخدامه لقرون دون براءات اختراع أو حق انتفاع، لقد حرصت الحضارة الإسلامية على توفير مناخ مناسب للعلم و العلماء، وتصدير كل ما هو خير و نافع إلى العالم، الزهراوي ابن الحضارة الإسلامية البار، وأحد علاماتها البارزة المشرفة عبر تاريخ العلم والطب والجراحة بالعالم.