هو أسد القوقاز وصقر الجبال والقائد السياسي والديني القوقازي الذي تصدى للوجود الروسي في القوقاز، هو الإمام شامل محمد بن دينجو المولود بداغستان في شبه جزيرة القوقاز عام 1796 ميلادية.
شامل تعني كثير الأمراض في الثقافة القوقازية، وهو اسم يستخدم لجلب الحظ الحسن ودرء الفأل السيئ في ثقافة سكان القوقاز.
درس الإمام شامل اللغة العربية والأدب العربي والفلسفة والفقه وتعمق في دراسة الصوفية.
تخطى طول الإمام شامل المترين، وكان له حصان أسود من أصل عربي، ولباسه دوما يتكون من اللونين الأبيض والأسود مع عمامة حمراء، وأختار اللون الأسود لرايته.
تزوج الإمام شامل خمس مرات، ورزق بستة ذكور وخمس إناث، في مجتمع يرحب بتعدد الزوجات ووفرة البنين.
حروب الإمام شامل مع الروس
في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي أتفق القيصر الروسي إيفان الثالث مع قبائل القوزاق الموالية للإمبراطورية الروسية بالغزو التدريجي لآراضي المسلمين بأقليم القوقاز، ونجح القوزاق ببناء مدينة جروزني التي أصبحت عاصمة للشيشان.
وامتدت الحروب الروسية بعد ذلك لتشمل كل أقليم القوقاز، ما دفع الإمام شامل لتنسيق الجيش والإنفاق عليه من ريع الأراضي الزراعية، كما نظم جمع الزكاة لتجهيز الجيش، وطرد الدراويش ولم يقبل عودتهم إلا جنود في جيشه، وامتد نفوذه في القوقاز من بحر قزوين شرقا إلى البحر الأسود غربا.
اعتمدت استراتيجيات الإمام شامل الحربية في مواجهة الجيوش الروسية على التوغل في الغابات، وهو ما أردى منهم عشرة آلاف مقاتل، وعدد 4 مدافع روسية استخدمها الإمام في حربه معهم.
استمرت حروب الإمام شامل بمواجهة الإمبراطورية الروسية 25 عاما، عمد خلالها الروس في النهاية إلى قطع غابات الأشجار ليقطعوا على الإمام استراتيجيته، واستسلم الإمام عن عمر يناهز الرابعه والسبعين.
كانت للإمام شامل فيما يخص الغنائم استراتيجية غير مسبوقة، حيث كان يلقي بها في النهر، حتى لا يرتبط الجهاد بالغنائم.
أهدت الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى للإمام شامل علم محفور عليه ثلاث نجمات تمثل داغستان وجورجيا والشركس، تقديرا منها لإحترامه لكل القوميات.
ما زالت ذكرى الإمام شامل تعيش في وجدان وذاكرة مواطني داغستان، فلا يخلو مكان من صوره، ويسمون كثير من أبنائهم باسمه تيمنا به حتى اليوم، ويعتبرونه بطلا قوميا خاض محاولة بدت مستحيلة لوقف الزحف الروسي على أراضي المسلمين بالقوقاز.
رحل الأمام شامل عن عالمنا بالمدينة المنوره، بعد أن طلب من آسريه أن يؤدي فريضة الحج بمكة، فوافقت على طلبه الإمبراطورية الروسية إجلالا لكونه قائد وخصم عظيم، ودفن عن عمر يناهز الرابعة والسبعين في البقيع.