جزيرة القرم هي شبه جزيرة تقع أراضيها شمال البحر الأسود بين قارتي أوروبا وآسيا، وهي جزيرة يبلغ حجم أراضيها 27 ألف كيلو متر مربع، ورغم ضآلة حجم شبه جزيرة القرم، ألا أنها تحظى بموقع استراتيجي هام للغاية، للغاية التي وقعت على أراضيها بسببها حرب طاحنة بين الروس والأمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر، فيما عرف بحرب القرم، واستولى عليها الروس صراحة بالعام 2014 وسط استنكار أوكرانيا والعالم أجمع، إلا أن الروس لم يعبأوا باستياء أوكرانيا أو العالم أجمع، حيث تمثل جزيرة القرم أهمية استراتيجية بالغة لروسيا، ما لا يمكن بحال تركها دون وصاية روسية مباشرة، حتى لو كانت وصاية مسلحة.
أهمية جزيرة القرم
تعاني الإمبراطورية الروسية على قوتها واتساع حجمها من ثلوج تغطي مساحتها أغلب أيام العام، وتحتاج الإمبراطورية لمياه دافئة طوال العام لجشد أسطولها، وجزيرة القرم هي أهم منفذ بحري ذو مياه دافئة طوال العام قريب من روسيا، لذلك كانت تحشد به روسيا أسطولها البحري منذ روسيا القيصرية، ثم تم النزاع عليه في القرن التاسع عشر مع الإمبراطورية العثمانية، في حرب ضروس عرفت بحرب القرم، خسرتها روسيا بالنهاية، ثم عاد المارد الروسي بالعام 2014 ليحتل شبه جزيرة القرم علانية أمام أعين العالم، حفاظا على ثغره البحري الوحيد دافيء المياه طوال العام، وحافظا أيضا على خطوط أنابيب الغاز الطبيعي التي تصدره روسيا للعالم عبر البحر.
حرب القرم
القرم بلغة تتار القرم تعني المسجد الأبيض، قبل أن يستولى عليها الروس عام 1783، وهي مضيق مائي هام للغايه يطلق عليه المياه الدافئة، وكان مسرح لعمليات الاحتلال المتعاقبة عليه من قبل الروس القياصرة والعثمانيون، وبالقرن التاسع عشر قررت روسيا القيصرية استعادة شبه جزيرة القرم من العثمانيين، في حرب طاحنة استمرت ثلاث سنين، كانت الغلبة فيها للدولة العثمانية على حساب قياصرة الروس المسيحيين المتشددين، ومنذ تلك الحرب تحديدا ظهرت أهمية شبه جزيرة القرم للعالم.