ما هو الاحتباس الحراري
أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري

الاحتباس الحراري هو زيادة معدل درجة حرارة سطح الأرض، ومعدل حرارة سطح الأرض هو أمر بيولوجي ضروري وطبيعي، تقوم به غازات طبيعية موجودة في الغلاف الجوي للأرض، تقوم تلك الغازات بيولوجيا دون تدخل بشري بحبس الحرارة المنبعثة من الأرض، من أجل أتمام عملية التنوع البيئي.

أنواع الاحتباس الحراري في الأرض

هناك نوعان من الغازات في الغلاف الجوي للأرض، الغازات الدفيئة، وهي الغازات الموجودة بصورة طبيعية في الغلاف الجوي للأرض، والمسئولة عن حفظ درجة حرارته لأسباب بيولوجية، كحفظ مستوى مياة سطح البحر وحماية الغابات من التصحر، تلك الغازات الدفيئة هي بخار الماء والأوزون، وهي غازات صديقة للأرض والبيئة.

الاحتباس الحالي يتم بسبب غازات غير صديقة للبيئة، يتم انتاجها مباشرة عبر النشاط البشري الصناعي الملوث للبيئة، وعبر الكوارث والحروب وحرائق الغابات وعوادم السيارات وحرق المخلفات، مما ينتج عنه غازين ثاني أكسيد الكربون والميثان المهددين للغاية للتوازن البيئي، وازدياد معدلات درجات حرارة سطح الأرض.

وقد انتهت اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، وهي لجنة معنية بظاهرة الاحتباس الحراري بشكل خاص، إلى أن الغازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات البشرية هي المسؤلة عن ارتفاع درجة الحرارة الملاحظ منذ منتصف القرن العشرين، وأن درجة الحرارة اليوم هي ضعف درجة الحرارة قبل 200 عام.

كما انتهت اللجنة أيضا إلى أن زيادة درجات الحرارة العالمية سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه سطح البحر، وغرق المدن الساحلية، وتغير نمط سقوط الأمطار، وزيادة ظاهرة التصحر، وذوبان القطب الشمالي، وانكماش غابات الأمازون، وانقراض الأنواع.

ووفقا لتقرير البنك الدولي لعام 2013، فإن الخسائر والأضرار السنوية المرتبطة بالأحداث المناخية قد ارتفعت من 50 مليار دولار في عقد التسعينات، إلى ما يقرب من 200 مليار دولار خلال العقد الأخير.

شرح مبسط لظاهرة الاحتباس الحراري
شرح مبسط لظاهرة الاحتباس الحراري

الحراك العالمي لاحتواء الاحتباس الحراري

أول اتفاقية عالمية لتقليل إصدار الغازات الدفيئة هي بروتوكول كيوتو بالعام 1997، وهي تطوير لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، ويشمل هذا البروتوكول 160 دولة مسئولة عن 55% من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري في العالم.

بحلول عام 2020، انضمّت جميع دول العالم إلى بروتوكول كيوتو بشأن التغير المناخي. ويهدف البروتوكول إلى الحد من التدخل البشري في النظام المناخي، عن طريق تثبيت تركيز الغازات الدفيئة في الجو عند مستوى محدد تتكيف فيه النظم البيئية بشكل طبيعي.

وفي عام 2019، أصبح البرلمان البريطاني أول حكومة وطنية في العالم تعلن رسميًا عن حالة الطوارئ المناخية، وفي نوفمبر من نفس العام، أعلن البرلمان الأوروبي «حالة الطوارئ المناخية والبيئية»، وقدمت المفوضية الأوروبية ميثاقها الأخضر الأوروبي الذي يأمل الأوروبيون من خلاله بجعل الاتحاد الأوروبي خاليًا من الكربون في عام 2050.

وعلى الرغم من كون طبقة الأوزون والتغير المناخي مشكلتين منفصلتين، فقد ساهم حلّ المشكلة الأولى في التقليل بشكل كبير من الظاهرة.

التقديرات تشير إلى تفوّق بروتوكول مونتريال، وهو اتفاق دولي يهدف لوقف انبعاث الغازات المستنفدة للأوزون، على اتفاقية كيوتو من ناحية التأثير، إذ صُمّمت الأخيرة خصيصًا للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

ويمكن اعتبار بروتوكول مونتريال، في العام 2017، صاحب الفائدة الأكبر على أرض الواقع عند مقارنته مع غيره من الإجراءات الهادفة للحد من تغير المناخ، إذ تُعتبر هذه الغازات المستنفدة للأوزون أيضًا غازات دفيئة قوية.