عمل المرأة يؤدي بأصابتها بإرتفاع ضغط الدم
ضغط الدم

في الآونة الأخيرة، شهدت الأبحاث والدراسات الحديثة تزايداً في فهمنا لمشاكل ضغط الدم، وارتباطها بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. تتزايد المخاوف بين الأفراد نظرًا لارتفاع نسبة الأشخاص المعرضين لارتفاع ضغط الدم، والتي تجاوزت الـ 50%. ويعزو أطباء القلب هذه الزيادة في الإصابة بأمراض القلب بشكل رئيسي إلى مشاكل ضغط الدم المختلفة.

يُشير الأطباء أيضاً إلى أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الكبد والكليتين، ويزيد من خطر الإصابة بداء السكري. يتجلى ضغط الدم المرتفع كحالة خطيرة من توتر الشرايين، حيث قد يكون مؤقتًا نتيجة لمشكلة صحية أخرى أو مزمنًا، ويتعين التفريق بينهما لتحديد كيفية التعامل مع كل حالة.

يرتبط ارتفاع ضغط الدم دائمًا بأمراض القلب، حيث يعتبران وجهين لعملة واحدة، حيث يمكن لارتفاع ضغط الدم أن يسبب أمراضًا خطيرة في القلب والشرايين. يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم إما مزمنًا أو ناجمًا عن ارتفاع مفاجئ، والأخطر في هذا السياق هو ارتفاع ضغط الدم المفاجئ الذي يشكل تهديدًا خطيرًا للحياة.

تلك المعلومات تجسد خطورة ارتفاع ضغط الدم وتحفز الأفراد على اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب هذا الارتفاع والوقوف على مخاطره المحتملة.

كانت الاعتقادات تشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم هو مشكلة تصيب فقط كبار السن مع تقدم العمر.

ومع ذلك، أظهرت الدراسات الحديثة أن هذا الاعتقاد غير صحيح، حيث يعاني أفراد مختلفون من ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك الشبان والشابات في سن الشباب.

تشير الأبحاث إلى أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يصيب الأشخاص الذين يعانون من السمنة، وكذلك الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية والكولسترول في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يكون المصابون بداء السكري عرضة لارتفاع ضغط الدم.

وفيما يتعلق بالأطفال، يظهر أن الأطفال الذين يعانون من أمراض القلب الخلقية يمكن أن يكونوا عرضة لارتفاع ضغط الدم في العديد من الحالات. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية فحص ومتابعة ضغط الدم في جميع الفئات العمرية وتشجيع الوعي حول الأسباب المحتملة لهذا الارتفاع المبكر في الضغط الدم.

تركز إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت في إحدى جامعات بريطانيا على أهمية العمل في حياة المرأة وتأثيره على صحتها، حيث تبين أن النساء اللاتي يعملن يمكن أن يواجهن مشكلات صحية، من بينها ارتفاع ضغط الدم في مرحلة مبكرة من الحياة. يثير هذا الاستنتاج دهشة الكثيرين، حيث لم يكن متوقعًا أن يكون العمل هو أحد العوامل التي تسهم في ارتفاع ضغط الدم لدى النساء في سن مبكرة.

تشير الدراسة إلى أن المرأة العاملة تعاني من زيادة الإحساس بالمسؤولية وتواجه ضغوطًا كبيرة

إذ تصبح مسؤولة عن العمل اليومي وإدارة منزلها والتفرغ للعديد من المسؤوليات الأخرى. يؤدي هذا التحمل الكبير إلى تواجهها مشاكل نفسية وجسدية، وبالتالي تتعرض لخطر ارتفاع ضغط الدم في سن الشباب، مما يستدعي العلاج ويشكل تهديدًا لصحتها.

ما يثير الدهشة أكثر هو أن الدراسة نفسها أشارت إلى أن المرأة غير العاملة والمسؤولة عن أولادها تتمتع بحالة صحية أفضل بكثير من المرأة العاملة. يظهر أن نسبة إصابتها بارتفاع ضغط الدم أقل بكثير، مما يعني أن المرأة العاملة تتعرض للمخاطر الصحية من أجل تحقيق نجاحها في العمل وتلبية متطلبات منزلها.

توصي الدراسة المرأة العاملة بأهمية تجنب الضغوط العصبية والاسترخاء بشكل دوري، فضلًا عن ضرورة تنظيم مسؤولياتها وتخصيص وقتها بشكل مناسب لتجنب تأثير الضغوط الشديدة التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.