مشاكلك الصحية تكشف تأثير الاكتئاب على الجسم
مشاكلك الصحية تكشف تأثير الاكتئاب على الجسم

يتمثل الاكتئاب في تظاهرة مجموعة من الأعراض النفسية البارزة، مثل الشعور المستمر بالتعاسة والحزن، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، والشعور بالذنب والتوتر والقلق، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من العلامات النفسية الأخرى. ومع ذلك، يعلم القليل من الناس أن الاكتئاب له تأثير مباشر على الجسم، وهذا ما سنتطرق إليه في هذا النص.

تأثير الاكتئاب على الجسم

الاكتئاب يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية، التي قد تدفع الشخص إلى طلب المساعدة الطبية دون أن يدرك أنها ناتجة عن التأثير النفسي للاكتئاب على الجسم، وليست ناتجة عن عيوب جسدية أو وظيفية. أظهرت الأبحاث الحديثة أن العديد من الأمراض والأعراض الجسدية التي يشتكي منها الأشخاص ليست بالضرورة نتيجة لخلل جسدي، بل تعود في الأساس إلى مشاكل نفسية، بما في ذلك الاكتئاب. وفيما يلي بعض هذه المشاكل الصحية التي يمكن أن تنجم عن تأثير الاكتئاب على الجسم:

اضطرابات في الجهاز الهضمي

قرحة المعدة: يعاني العديد من مرضى الاكتئاب من مشاكل في الجهاز الهضمي، حيث يزداد إفراز حمض المعدة بشكل مفرط، مما يتسبب في شعور مستمر بالحرقة في المعدة. يمكن أن يرتفع حمض المعدة أحيانًا في المريء ويصل إلى البلعوم، مما يؤدي إلى حدوث حرقة الجوف وقرحة المعدة والمريء.

القولون العصبي: يؤدي الاكتئاب والتوتر إلى تنشيط ما يعرف بالقولون العصبي، وهو اضطراب في وظيفة القولون يؤثر على قدرته على امتصاص الطعام والتخلص من الفضلات. ينتج عن ذلك آلام مزمنة في البطن عمومًا وفي القولون خاصة، مع وجود انتفاخ مستمر ومشاكل في التغوط، سواء كانت إمساكًا أو إسهالًا، بالإضافة إلى ميل للقيء.

اضطرابات النوم

الأرق: يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب في بعض الأحيان من الأرق الليلي، حيث لا يتمكنون من النوم بشكل جيد ليلاً، مما يؤدي إلى شعور دائم بالتعب والنعاس في فترات الصباح.

كثرة النوم: يمكن أن يحدث لبعض المصابين بالاكتئاب زيادة كبيرة في الرغبة بالنوم، والتي قد تكون محاولة للهروب من الأفكار الاكتئابية والحزن المستمر. يشعرون بالحاجة الملحة للنوم باستمرار كوسيلة لتجنب التفكير في الأمور السلبية التي قد تزيد من شعورهم بالاكتئاب.

اضطرابات الشهية

فقدان الشهية: في العديد من حالات الاكتئاب، يمكن للشخص أن يعاني من اضطراب في الشهية، حيث يشعر بنقص شديد في الشهية. يتجلى ذلك في رفض الشخص تناول الطعام، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان الوزن وظهور علامات الضعف والهزال بشكل واضح.

زيادة الشهية: في حالات أخرى من الاكتئاب، قد ترتفع شهية الشخص بشكل كبير، خاصة تجاه الأطعمة الدسمة والحلويات. ينجم عن ذلك زيادة ملحوظة في الوزن خلال فترة قصيرة، مما يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العامة ويزيد من الاكتئاب النفسي.

اضطرابات المناعة

حتى الآن، لا يعرف الأطباء بشكل قاطع السبب وراء انخفاض المناعة في حالات الاكتئاب، ولكنه يعتبر أمرًا شائعًا للغاية. يتميز الشخص المصاب بالاكتئاب بانخفاض في وظائف جهاز المناعة، مما يزيد من فرص إصابته بالأمراض بشكل متكرر، مثل الإنفلونزا والبرد والالتهابات المختلفة.

عادةً ما يشعر الشخص المصاب بالاكتئاب بمستويات عالية من الحزن والتوتر، وهذا يؤثر سلبًا على جهازه المناعي، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. بالإضافة إلى ذلك، قد يتطور الأمر ليصل إلى الإصابة بأمراض أكثر خطورة، مثل التهاب المفاصل المزمن ومرض السكري من النوع الثاني. تظل هذه العلاقة بين الاكتئاب وانخفاض المناعة موضوعًا للبحث المستمر والدراسات العلمية لفهمها بشكل أفضل وتطوير العلاجات المناسبة.

مشاكل الأوعية الدموية

يُعتبر الانقباض العام في الجسم بسبب الاكتئاب والتوتر من بين المشاكل الهامة والواضحة التي قد تنجم عنه، مما يسبب مشاكل خطيرة مثل:

1. ارتفاع ضغط الدم: يؤدي الانقباض العام للأوعية الدموية إلى انقباض الشرايين، مما يقلل من قدرتها على حمل الدم بشكل كافٍ، وبالتالي يرتفع ضغط الدم. هذا التغير السلبي في الضغط الدموي يمكن أن يؤثر على أعضاء الجسم بشكل سلبي، بما في ذلك الكلى التي قد تتأثر بشدة عند ارتفاع الضغط أو انخفاضه.

2. الأزمات القلبية: يمكن للانقباض العام في الأوعية الدموية أن يؤدي إلى انقباض الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى القلب. هذا النقص في التغذية يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية.

3. السكتات الدماغية: إذا حدث ارتفاع شديد في ضغط الدم، قد يحدث نزيفٌ في أحد شرايين المخ، مما يؤدي إلى نزيف دماغي حاد وخطير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تشكل جلطة دموية في أحد الأوعية الدموية التي تغذي المخ، مما يسبب انقطاعًا للتغذية عن جزء من المخ وتلفًا ناجمًا عن السكتة الدماغية.