دليلك لأهم كتب النظم السياسية المقارنة (2): تجارب تاريخية ونماذج معاصرة
أغلفة لكتب تتحدث عن تطور النظم السياسية

استعرضنا في المقال السابق أهم الكتب التي تصلح كمداخل لفهم ماهية النظم السياسية ومكوناتها من مؤسسات رسمية وغير رسمية، وفي هذا المقال نركز على التطور التاريخي للنظم السياسية والاجتماعية والقانونية في دول وحضارات متعددة عبر التاريخ.

 

1- النظم السياسية عبر العصور – محمود سعيد عمران، أحمد أمين سليم، محمد علي القوزي

عبر مدى زمني طويل يزيد عن أربعين قرنًا يستعرض هذا الكتب عددًا من تجارب الحكم وأنماط النظم السياسية منذ عصور ما قبل الميلاد وصولًا إلى العصر الحديث، والكتاب مقسم إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول خاص بالنظم السياسية في مصر الفرعونية وعند كل من اليونان والرومان، فقام بدارسة السلطة الملكية في مصر الفرعونية والعوامل التي ساعدت على قوة السلطة السياسية للملك، والنظام الإداري ومفهوم العدالة عند الفراعنة، ثم انتقل للحديث عن الأنظمة السياسية في بلاد اليونان حيث كانت مقسمة إلى مدن منفصلة كل منها تمثل وحدة سياسية مستقلة، وأخيرا تعرض لأنماط النظم السياسية المتعددة التي شهدتها روما والتي يمكن جمعها في ثلاث صور أساسية الملكية والجمهورية والإمبراطورية.

 

القسم الثاني ركز على النظم السياسية في العصور الوسطى في أوربا، والنظم السياسية عند الفرنجة ودولة الكنيسة في العصور الوسطى والتنظيمات الدينية العسكرية والتبشيرية، وتناول نظام الحكم في الإسلام فالعصر المسمى بالعصور الوسطى في أوربا قد واكب القرون الهجرية الأولى عند المسلمين، وفي القسم الثالث والأخير تحدث عن النظريات السياسية الحديثة، والنظم السياسية في الغرب سواء في صورته الديمقراطية الغربية، أو في صورته الاشتراكية الماركسية.

2- محاضرات في تاريخ النظم القانونية – هشام بن ورزق

كتاب مدرسي مناسب لطلاب العلوم السياسية والقانون يستهدف توضيح كيف تطورت القوانين عبر الزمن، بعبارة أوضح فالكاتب يستهدف دراسة وتحليل القواعد القانونية التي عرفتها الحضارات البشرية وعلاقتها مع النظم الاقتصادية والاجتماعية وكيف تطورت هذه العلاقات عبر التاريخ.

الكتاب مُقسم إلى ثلاثة محاور تعرض الأول لتطور النظم القانونية في حضارة ما بين النهرين – العراق حاليًا – وأهم القوانين فيها، ثم النظم القانونية الرومانية ومراحل تطورها، ثم ثالثًا نظم الشريعة والحضارة الإسلامية وخصائص التشريع الإسلامي وكيف يُمارس الحكم في الإسلام، وضرب أمثلة لبعض التشريعات مثل تشريعات الأسرة وجرائم القصاص.

3- تاريخ النظم الاجتماعية والقانونية – صوفي حسن أبو طالب

مؤلف هذا الكتاب هو أكاديمي قانوني حيث عمل كأستاذ في القانون بكلية الحقوق جامعة القاهرة ورجل سياسي حيث سبق وأن تولى منصب رئيس مجلس الشعب في مصر، وكتابه المهم الذي بين أيدينا عن تطور النظم القانونية والاجتماعية، وقد قسمه إلى جزئين كبيرين، الأول بعنوان “تكوين الشرائع القانونية وتطويرها” والثاني “الشرائع السامية”.

بدأ المؤلف كتابه بتعريف القانون وعلاقته بالدولة ووجودها، ثم سرد في الباب الأول لتاريخ تطور القانون من عهد القوة أو “الانتقام الفردي” وكيف كانت حالة المجتمعات من كافة النواحي السياسية والاقتصادية، وانتقل للحديث عن عهد ما سماه التقاليد الدينية أو “الوحي الإلهي”، وكيف تطور المجتمع فيه وكيف وضع القانون وأنظمتها التي شملت الأسرة والعقوبات والملكية والحكم.
في الباب الثاني تناول تطور القانون وأسباب هذا التطور، وأثر الدين الإسلامي والدين المسيحي في ذلك، وكيف أثرت العوامل الاقتصادية أيضًا، وما هي وسائل هذا التطور.

جاء الجزء الثاني من الكتاب بعنوان “الشرائع السامية” اهتم الكاتب فيه بالحديث عن القانون الفرعوني، وشريعة بلاد الرافدين، وشريعة اليهود، وختم الكتاب بالمقاربة بين الشرائع الثلاثة السابقة، وعلى الرغم من أن الكتاب كُتب من رجل قانوني إلا أنه مهم لمن أراد أن يفهم كيف تطورت الأنظمة السياسية عبر العصور.

4- النظم السياسية: الدولة والحكومة- محمد علي ليلة

استهل المؤلف كتابه بالحديث عن القانون وتطور فكرة السلطة السياسية في المجتمعات، لأن الدساتير تُبنى على القوانين، والدولة تلزمها دستور، ثم انتقل بعد ذلك للحديث عن الدولة من حيث تعريفاتها، وكيف نشأت، وانتقل في الباب الثاني ليسرد تاريخيًا كيف تطورت النظم السياسية، وذكر أنواع الحكومات المختلفة.

عرض الكتاب لنظريات نشأة الدولة، وفكرة السيادة وأهميتها، كما تناول تاريخ تطور الأفكار السياسية منذ قبل الميلاد إلى العصر الحديث، كما عرض أمثلة لعدد من نماذج الحكم المعاصرة سواء النظام الماركسي والذي يعتبر الاتحاد السوفيتي تطبيقًا له، والنظم الديمقراطي كما في حالة الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا الغربية .

5- المؤسسات السياسية والقانون الدستوري: الأنظمة الكبرى – موريس دوفرجيه

استعرض عالم السياسة والقانون موريس دوفرجيه في هذا الكتاب مختلف الأنظمة السياسية المعتمدة في العالم، والتي يرجع معظمها إلى النظام الديمقراطي، والاستثناء يكمن في الأنظمة اليمينية (الملكيات اليمنية أو الفاشية) أو الأنظمة اليسارية التي تقيم انتخابات وتعدها “خيانة” بحسب تعبير دوفرجيه.

موريس دوفرجيه وكتابه عن النظم السياسية
موريس دوفرجيه وكتابه عن النظم السياسية

يدرس ويحلل دوفرجيه المؤسسات السياسية عبر مقاربة خاصة يتجاوز فيها تحليل النصوص إلى تحليل الأدوار الفعلية التي تؤديها تلك المؤسسات، فهو يخلط هنا بين مقاربتين؛ القانونية والاجتماعية.
الكتاب مقسم إلى أربع أقسام؛ الأول تناول فيه النمط الديمقراطي وكيف تطور وما العناصر التي يُبنى عليها، وفي القسم الثاني تناول الديمقراطيات الليبرالية والسياقات الاجتماعية والايديولوجية التي تصاحبها، وتعرض بشيء من التفصيل للنظام السياسي في كل من فرنسا والولايات المتحدة.

في القسم الثالث تعرض للأنظمة التسلطية الرأسمالية في فصلين؛ الأول عن الملكيات التقليدية والثاني عن الديكتاتوريات الرأسمالية، وفي القسم الرابع والأخير تحدث عن الدكتاتوريات الاشتراكية.

6- النظم الإسلامية – محمد عبد الرحيم مصطفى، علي إبراهيم حسن

هذا الكتاب يهتم بالنظام الذي أنشاته الدولة الإسلامية منذ العهد النبوي، يهدف إلى إعطاء صورة واضحة النظام الإسلامي وتطوره بأسلوب سهل ومُبسط، والكتاب مؤلف بغرض التدريس بالأساس.

جاء الكتاب في سبعة أبواب، الأول تناول عن نظام الحكم قبل الإسلام، ثم حكومة الرسول عليه الصلاة والسلام، والخلافة الراشدة، والدول التي تلتها مثل الدولة الأموية والدولة العباسية، والدولة الفاطمية والدولة العثمانية، وانتقل في الباب الثاني للحديث عن الوزارة وتطورها عبر الدول الإسلامية المختلفة، وفي الأبواب التالية تناول عدد من الأجهزة والنشاطات الإدارية والسياسية مثل القضاء والحرب وبيت المال .

7- النظم السياسية العربية: قضايا الاستمرار والتغيير – علي الدين هلال، نيفين مسعد

الكتاب هو محاولة منهجية ومنظمة لفهم ودراسة الأنظمة السياسية في العالم العربي عبر توظيف الأدوات النظرية في الحقل السياسة المقارنة، ويرى المؤلفان أن هناك سمات تتسم بها الدول العربية وتتمايز بها عن غيرها من دول العالم، ومن ثم فمن الملائم أن يتم دراستها وفقًا للبيئة الاجتماعية والثقافية التي نشأت فيها.

بدأ الكتاب بتناول السمات المميزة للنظم السياسية في العالم النامي عمومًا والدول العربية خصوصًا، والفرق بين مفهوم الشرق الأوسط ومفهوم العالم أو الوطن العربي، ووضعا الكاتبان إطارًا نظريًا ثلاثيًا يضم بيئة النظام “السياق المجتمعي”، والإطار الدستوري القانوني، والعملية السياسية ووظفا هذا الإطار في دراسة النظم العربية.

مؤلفات اهتمت بدراسة النظم السياسية العربية
مؤلفات اهتمت بدراسة النظم السياسية العربية

8- النظم السياسية العربية: الاتجاهات الحديثة في دراستها – حسنين توفيق إبراهيم

هذا الكتاب هو محاولة أخرى للحديث عن الخصوصية العربية، أي إبراز اختلاف النظم السياسية في العالم العربي عن غيرها من دول العالم المتقدم، وبالتالي فقد سعى الكاتب لتوظيف أحدث الأدوات والمنهجيات لدراسة النظم السياسية العربية.
تحدث في البداية عن الدولة القطرية في العالم العربي، ومبدأ التعددية السياسية، وإمكانية التحول نحو الديمقراطية، والمجتمع المدني في الدول العربية، والعلاقة بين الدولة والدين، وتأثير تغيرات النظام الدولي والسياسات العالمية على الأوضاع الداخلية في العالم العربي.

9- النظم السياسية في أوربا الغربية والولايات المتحدة – حافظ علوان الدليمي

بدأ المؤلف الكتاب بالحديث عن البُنى الأساسية للنظم الغربية الليبرالية مبتدئين بالخلفية التاريخية وما صاحب ذلك من تراكم ثقافي وتطور اقتصادي، مع التعرض للدساتير والمؤسسات السياسية التي نشأت في هذه المراحل.
أما الباب الثاني فهو بمثابة دراسة استقرائية واقعية عملية لكل من بريطانيا التي تمتلك تجربة برلمانية رائدة ألهمت غيرها من الدول، وفرنسا التي أبدعت في مؤسساتها، وإيطاليا التي عانت من حالات من الفوضى وعدم الاستقرار، وألمانيا التي تمتلك نموذجًا يحتذى به في الاستقرار، وأخيرًا الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكبر والأقوى في عالم اليوم.

10- أصول النظام السياسي/ النظام السياسي والانحطاط السياسي – فرانسيس فوكوياما

الجزء الأول من كتاب فوكوياما عن تطور النظم السياسية
الجزء الأول من كتاب فوكوياما عن تطور النظم السياسية

في أوائل تسعينيات القرن العشرين أصدر المفكر الأمريكي من أصل ياباني فرانسيس فوكوياما كتابه “نهاية التاريخ وخاتم البشر” الذي بشر فيه بأن الديمقراطية الغربية أصبحت نموذجًا يجب تعميمه على دول العالم أجمع، إلا أنه -وبعد سنوات من صدور هذا الكتاب- رأى أن أفكاره في حاجة إلى مراجعة من جديد .

فوكوياما وكتابه عن الانحطاط السياسي
فوكوياما وكتابه عن الانحطاط السياسي

في عامي 2011 و2015 خرج مؤلف جديد لفوكوياما من جزئين كبيرين، حمل الأول عنوان “أصول النظام السياسي: من عصور ما قبل الإنسان إلى الثورة الفرنسية”، والثاني بعنوان “النظام السياسي والانحطاط السياسي: من الثورة الصناعية إلى عولمة الديمقراطية”، وخصص الجزء الأول للحديث عن التطور السياسي التي شهدته المجتمعات منذ القدم، حتى قيام كل من الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية، وفي الجزء الثاني سرد للتطور الذي شهدته المجتمعات منذ الثورة الفرنسية وإلى العصر الحالي.