المسلمون لم يفتحوا مصر أو يقتحموها أو يغزوها أو يحتلوها بناءا على رغبات توسعيه، المسلمون دخلوا مصر للقضاء على تهديد الإمبراطوريه الرومانيه المستمر المستفز لهم، بداية من تبوك مرورا باليرموك وصولا لمحاولات الأمبراطوريه الرومانيه القضاء على التواجد الاسلامي المتنامي بشبه الجزيره العربيه، وأوَّل ما قام به عمرو بن العاص بعد استقرار الأوضاع الداخليَّة بمصر الإعلان بين الناس جميعًا أنَّ لا إكراه في الدين، وأنَّ حُريَّة العقيدة أمرٌ مُقدَّس، فلن يُتعرَّض لِأحدٍ في حُريَّته أو في ماله بسبب دينه أو مذهبه، وخيَّرهم بين الدُخول في الإسلام والبقاء على دينهم، فمن يدخل في الإسلام يكون لهُ ما للمُسلمين وعليه ما عليهم، ومن يبقى على المسيحيَّة أو اليهوديَّة فعليه الجزية، ولا يُفرض عليه الإسلام بالقُوَّة.
فتح مصر في الأدبيات المسيحية
ويرى الباحث اللُبناني إدمون رباط أنَّ السياسة القائمة على عدم الإكراه في الدين إنما هي سياسة إنسانيَّة «ليبراليَّة» استمالت قُلوب المسيحيين إلى الإسلام وجعلت النصارى يُفضلون العيش في ظلِّه، فلِأوَّل مرَّة في تاريخ الشوام والمصريين عُمومًا والمسيحيين خُصوصًا، خرجت دولة لِفتح بِلادهم دون أن تفرض عليهم اعتناق دينها بالقُوَّة، وذلك في زمنٍ كان يقضي المبدأ السائد إكراه الرعايا على اعتناق دين مُلوكهم، بل وحتَّى على الانتماء إلى الشكل الخاص الذي يرتديه هذا الدين.
عمرو ابن العاص والروم
عمرو ابن العاص حين دخل مصر طلب من الروم عمل صلح لعدم رغبته في الحرب كان الرجل يرغب بتسليم سلمي للسلطه فدعا القاده الرومان لفسطاطه أ خيمته وطهى لهم ثريد – الثريد قطع من الخبز توضع في مرق وعراق – والعراق تعني العظم الذي تم نزع لحمه وطلب من جنود المسلمين وقادة جيشه أن يجلسوا معهم جنبا إلى ويأكلوا معهم حتى ل تنتابهم الريبة من الطعام المقدم إليهم وحتى تطمئن قلوبهم لخيار الصلح لأن تناول الطعام عند العرب يعني الأمان