يتساءل الكثير من المهتمين بعلم المصريات هل كانت الملكة كليوباترا السابعة بيضاء أم سمراء وما كان عرقها الحقيقي هل كانت مصرية خالصة أم كانت مقدونية أم إفريقية العرق؟ نستعرض بعض آراء العلماء فيما يخص هذه الجدلية.
شكسبير يصف كليوباترا بأنها رائعة الجمال
وعلى ما يبدو أن هذا الجدال ليس بالجديد وإنما هو جدال قديم. فالكاتب الإنجليزي شكسبير وصف جمال كليوباترا في الوقت الذي تصور فيه الأعمال الفنية القديمة جمالها بأنه بسيط إلى حد ما.
وفي عام 2007 اكتشف علماء الآثار عملة معدنية يعود عمرها إلى العام 32 ما قبل الميلاد منقوش عليها صورة كليوباترا وهي في قصرها.
ما هو أصل الملكة كليوباترا؟
فيما يتعلق بأصل الملكة كليوباترا وعرقها، لا يزال هناك قدر كبير من الجدل. تقول كاثرين بارد، الأستاذة في علم الآثار والدراسات الكلاسيكية في جامعة بوسطن، في تصريحاتها الصحفية لمجلة النيوزويك إن كليوباترا السابعة كانت بيضاء، وأصولها مقدونية، وكذلك جميع حكام بطليموس الذين عاشوا في مصر.
ولطالما كان استنتاج البروفيسورة “بارد” هو الفكرة الأكثر قبولًا على نطاق واسع بخصوص الخلفية العرقية للملكة كليوباترا، والتي تنحاز إلى أنها مثل جميع حكام مصر الذين حكموها من مدينة الإسكندرية، تنحدر أصولهم من الجنرال المحارب الإسكندر الأكبر بطليموس الأول سوتر.
وعلى الرغم من ذلك هناك بعذ الجدال الناشيء في السنوات الأخيرة. يقول جيرالد كاديش، الأستاذ الفخري للتاريخ ودراسات الشرق الأدنى في جامعة بينجهامتون، إنه لا يوجد أي اتفاق عالمي حول عرقها، لكن القضية بالأساس لم يتم حلها وربما هي غير قابلة للحل، فلا يعرف المؤرخون من كانت والدتها، إلا أنهم يعرفون من كان والدها.
وأوضح كاديش، أنه من المؤكد أن والدها لم يكن أسمر البشرة، ولم يكن أي من أشقائها أي أحد من أصول غير يونانية مقدونية، مشيرًا إلى أن علاقة كليوباترا بإخوانها لها علاقة كبيرة بالسلطة أكثر من أي عرق آخر.
في وجهة نظر أخرى ترى بيتسي إم بريان، وألكسندر بدوي، البروفيسور في الفن المصري وعلم المصريات في جامعة جون هوبكنز، أن كليوباترا مصرية الأصل بنسبة 50% بل من المحتمل أن تكون والدتها من عائلة كهنة ممفيس.
نظرية تقول إن كليوباترا كانت إفريقية الأصل
في عام 2009 نشرت هيئة الإذاعة البريطانية فيلمًا وثائقيًا لفريق من علماء الآثار يعمل تحت إشراف هيلك ثوبر، من الأكاديمية النمساوية للعلوم، نظرية اختلاف أصول والدتها عن النسب المقدوني المقبول حينما وجدوا ما ظنوا أنها بقايا لـ الأميرة أرسينوي، أخت الملكة كليوباترا في تركيا.
وقال الباحثون إن بقايا أرسينوي تشير إلى أن والدتها التي من المحتمل أيضًا أن تكون والدة كليوباترا، كانت إفريقية العرق.
وأضافت ثوير أن الأميرة أرسينوي كانت لها أم إفريقية وهي نظرية جديدة تقود إلى رؤية جديدة لعائلة كليوباترا والعلاقة التي تجمع بين الأختين كليوباترا وأرسينوي.
يذكر أنه قبل عام من اكتشاف رفات الأميرة أرسينوي، استعانت الدكتورة سالي آن آشتون، العالمة في علم المصريات، وفريقها بأطباء الطب الشرعي لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد باستخدام الكمبيوتر للملكة كليوباترا لما اعتقد أنها ستكون صورة للملكة المصرية، وفي ذلك الوقت أثارت الصورة ضجة كبيرة لأنها لم تظهر امرأة بيضاء على الإطلاق بل كانت امرأة بنية البشرة.
وأوضحت الدكتورة أشتون لمجلة “نيوزويك” أنه تمت الإشارة إلى أن والد كليوباترا السابعة، هو أب غير شرعي وتم التشكيك في هوية والدتها من قبل المؤرخين. وأوضحت أن كلتا المرأتين قد يكونا لهما أصول مصرية وإفريقية جدًا. قبل اكتشاف بقايا أرسينوي.
من هي كليوباترا وما قصتها؟
كليوباترا حكمت مصر خلال القرن الأول قبل الميلاد، وهي واحدة من أشهر الحكام الإناث في التاريخ. ألهمت حياتها مسرحية للكاتب الإنجليزي شكسبير وللعديد من الأفلام. وهي مختلف عليها فهناك من يقول إنها جزء من السلالة المقدونية وهناك من يخالف ذلك ويقول إنها كانت على علاقة عاطفية مع القادة العسكريين الرومانيين يوليوس قيصر، ومارك أنطونيو، حتى وفاتها في 30 قبل الميلاد.