مدينة الفاتيكان، المعروفة رسميا باسم دولة مدينة الفاتيكان، هي أصغر دولة في العالم من حيث المساحة، وهي تقع بوسط العاصمة روما، عاصمة دولة إيطاليا، وتأتي اهمية الفاتيكان من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية بالعالم، تلك التي يربو اتباعها فوق المليار مسيحي كاثوليكي.
مدينة الفاتيكان لا تعتمد لغة رسمية معينة لها، باستثناء لغة الكرسي الرسولي وهي اللاتينية، والكرسي الرسولي هو البابا او أسقف روما أو رأس الكنيسة الكاثوليكية، وسكان الفاتيكان من العاملين الذين يبلغ عددهم 81 مواطن فقط.
إضافة إلى اللغة الإيطالية التي تستخدم على نطاق واسع داخل مدينة الفاتيكان بطبيعة الحال، واللغة الألمانية، يعترف الكرسي الرسولي بثمان وثلاثين لغة أبرزهم الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والبولندية والبلغارية، وتغطي هذه اللغات مجموع كاثوليك العالم.
متى أصبحت الفاتيكان دولة
بالعام 1929 ميلاديه، تم الإعتراف بالفاتيكان دولة مستقلة في عهد إيطاليا الفاشية على يد موسولويني، حين تم توقيع اتفاقيات لاتران بين الحكومة الإيطالية وممثل البابا، نظمت اتفاقيات لاتران الثلاثة العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، جزء مستقل عن الدولة الإيطالية ومدار من قبل البابا.
نصت اتفاقيات لاتران على إدارة الفاتيكان بشكل مباشر لكافة الكنائس والأديرة في مدينة روما، استنادًا على الاعتقاد الكاثوليكي بكون البابا هو أسقف روما المنتخب، وثلاثة وعشرين موقعًا آخر خارج أسوار الفاتيكان وتزيد مساحة هذه المواقع في روما ومحيطها عن مساحة الفاتيكان نفسها.
ضمنت الاتفاقيات أيضًا مبلغًا سنويًا من المال يدفع إلى الفاتيكان تعويضًا عن الخسائر التي مني بها الكرسي الرسولي إثر قضاء مملكة إيطاليا على الولايات البابوية التي كانت تمتد من الساحل في جنوب روما إلى حدود مدينة البندقية شمالاً قاسمة بذلك إيطاليا إلى ثلاث أقسام.
لماذا أصبحت الفاتيكان دولة
منذ القرن السادس الميلادي كان يوجد ما يعرف بالولايات البابوية في روما، وهي ولايات ذات حكم باباوي مستقل على غرار حكم مدينة الفاتيكان الآن، تم القضاء عليها بالقرن الثامن عشر الميلادي حين أصبحت إيطاليا مملكة بالعام 1861 وضمت شمال وجنوب إيطاليا سويا، ثم عادت الولايات البابوية مرة أخرى للحياة مجسدة في دولة الفاتيكان الحالية، إيمانا بقوة الكنيسة الكاثولكية الروحية.
كانت الفترة التي تلت القضاء على الولايات البابوية بعد تكوين مملكة إيطاليا وحتى توقيع اتفاقيات لاتران فترة من الفوضى القانونية أطلق على الباباوات خلالها اسم سجناء روما، لعدم وجود أي تنظيم لحال السيادة الإيطالية وسيادة الكرسي الرسولي، الأمر الذي تم تداركه تماما برد الإعتبار إلى الباباوات وتحويل مدينتهم المقدسة إلى دولة مستقلة بعد نصف قرن من الملاحقات.
من يدير الفاتيكان
الفاتيكان دولة يديرها الإكليروس، والإكليروس نظام كهنوتي نشأ بالقرن الثالث الميلادي لينظم شئون الكنيسة الكاثوليكية، ويرأس الإكليروس البابا أو أسقف روما المنتخب من قبل مجمع الكرادلة متمتعًا بصلاحيات غير محدودة مدى الحياة.
البابا فعليًا لا يمارس أيًا من صلاحياته على الأمور الإدارية والسياسية والقانونية ويترك تدبير هذه الشؤون لرئيس وزراء دولة الفاتيكان، ومؤسسات الدولة المختلفة. يشغل منصب رئيس الوزراء عادة كاردينال كنسي، معين من قبل البابا، والكاردينال مركز رسمي في الكنيسة الكاثوليكية.