هو الكونت ليف نيكولاي فيتش تولستوي، المولد بروسيا القيصرية بالعام 1828 في مدينة تولا جنوب موسكو، لعائلة روسية اقطاعية ثرية، درس تولستوي اللغات الشرقية في بداية شبابه في جامعة كازان الروسية، اللغتين العربية والتركية تحديدا، لولعه بآداب المشرق العربي، ثم تحول لدراسة القانون، ثم ترك الجامعة وهو لم يحصل على شهادة جامعية.
وانخرط في الحياة الاجتماعية ولعب القمار حتى غرق في الديون، وبعد تقسيم أملاك عائلته تزوج وذهب للحياة بالريف، وكان زواجه من الكونتيسة صوفي بيرز أحد أهم المحطات في حياته، فقد أعانته السيدة العظيمة على تبين طريقه في الحياة.
تولستوي والأدب
درس تولستوي اللغات الشرقية لولعه الشديد بالأدب العربي، وقرأ ألف ليلة وليلة بنسختيها العربية والفرنسية، وزار أوروبا وأطلع على جامعاتها وثقافتها، وعاد إلى روسيا محملا بمشروع شخصي إنساني طبقه من ماله الخاص، ألا وهو بناء المدارس لتعليم أبناء المزارعين ومن فاتهم الحظ بالتعليم.
وبدأ مشروعه بالكتابة بعد استقراره بضيعته في الريف، فألف ملاحم أدبية على غرار ” الحرب والسلام ” الذي وصف بها الحياة السياسية والعسكرية في أوروبا و ” أنّا كارنينا ” التي عالج فيها مشكلات اجتماعية وأخلاقية وفلسفية، وأعتبر منذ ذلك أحد أعمدة الأدب الروسي وأحد أعظم الروائيين بالعالم.
تأثير تولستوي على زعماء العالم
كان تولستوي مصلح اجتماعي وداعية للسلام اعتنق دوما أفكار المقاومة السلمية ونبذ العنف، وسجل ذلك في كتابه ” مملكة الرب بداخلك ” ودافع دوما عن حقوق الفقراء والمزارعين والضعفاء، وتأثر بفلسفته الداعية إلى نبذ العنف زعماء روحانيين وسياسيين أمثال مهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج.
وجاءت شروحاته لنبذ العنف دوما من الكتاب المقدس واحاديث السيد المسيح، وفسر فلسفة الخد الأيمن بالتراث المسيحي بأنه ليس دلالة على الضعف، بقدر ما هو دلالة على القوة.
من أقوال تولستوي الخالدة
-
الجميع يفكر في تغيير العالم ولكن لايفكر في تغيير نفسه.
-
أقوى المحاربين هما الوقت والصبر.
-
لا يوجد إنسان ضعيف، بل يوجد إنسان يجهل موطن قوته.
-
إن غاية الحياة هي الحصول على السعادة وقد أرادها الله لنا، فمن يطلبها يتمم إرادة الله.
-
إن الحرب التي تشنها الدولة تفسد الناس في عام واحد أكثر مما تفسدهم ملايين جرائم النهب والقتل.