مع توارد أنباء المليونيرات والمليارديرات حول العالم يتسائل البعض عن من هو أغنى رجل في العالم؟ وبكم تقدر ثروته؟ وما هي أعماله وإنجازاته؟
من هو أغنى رجل في العالم؟
رجل الأعمال الأمريكي جيف بيزوس هو المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع أمازون.كوم Amazon.com ومالك صحيفة واشنطن بوست ومؤسس شركة بلو أوريجين لاستكشاف الفضاء، وهذه المشاريع التجارية الناجحة جعلت منه أغنى رجل في العالم.
وجيف بيزوس هو رائد الأعمال ورائد التجارة الإلكترونية، ولد عام 1964 في نيو مكسيكو، وكان مولعًا بأجهزة الكمبيوتر ودرس علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية في جامعة برينستون، وبعد التخرج، عمل في وول ستريت، وفي عام 1990 أصبح أصغر نائب رئيس في شركة الاستثمار D.E. شو.
بعد 4 سنوات، استقال بيزوس من وظيفته المربحة لفتح أمازون، وكانت حينها مكتبة لبيع الكتب على الإنترنت، ثم أصبحت واحدة من أكبر قصص النجاح.
في عام 2013، اشترى بيزوس صحيفة واشنطن بوست، وفي عام 2017 استحوذت أمازون على شركة هول فودز.
عائلة جيف بيزوس
والدته، جاكلين جيز جورجينسن، كانت صغيرة السن حين أنجبته، ووالده البيولوجي، تيد جورجنسن، لكنها تزوجت من مهاجر كوبي مايك بيزوس.
تعليم جيف بيزوس
أظهر اهتماما مبكرا بكيفية عمل الأشياء، فحول مرآب والديه إلى مختبر وقام بتجهيز الأجهزة الكهربائية حول منزله عندما كان طفلا، وتخرج بيزوس بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة برينستون في عام 1986 في علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية.
وبعد تخرجه وجد بيزوس عملا في العديد من الشركات في وول ستريت، بما في ذلك Fitel وBankers Trust وشركة الاستثمار D.E. شو، ورغم أن حياته المهنية في مجال التمويل كانت مربحة للغاية إلا أنه اتخذ خطوة محفوفة بالمخاطر في عالم التجارة الإلكترونية الوليد، فاستقال من وظيفته في عام 1994، وانتقل إلى سياتل وافتتح متجرا لبيع الكتب على الإنترنت.
تأسيس موقع أمازون
افتتح بيزوس موقع أمازون الذي سماه تيمنا باسم نهر أمريكا الجنوبية المتعرج، في 16 يوليو 1995، من مرآبه بمساعدة عدد قليل من الأصدقاء، ثم انتقلوا من المرآب إلى شراء منزل من غرفتي نوم مجهز بتجهيزات عالية للعمل.
كان النجاح المبدئي صاروخيا مع الوضع في الاعتبار أنه لم يستخدم ترويج الصحف، واستطاع أن يبيع الكتب في جميع أنحاء الولايات المتحدة وفي 45 دولة أجنبية في غضون 30 يومًا، وفي غضون شهرين، وصلت المبيعات إلى 20 ألف دولار في الأسبوع، ونمت بوتيرة أسرع مما كان يتصوره بيزوس.
تم طرح موقع أمازون للاكتتاب العام في عام 1997، ما دفع العديد من محللي السوق إلى الشك بأن الشركة لن تستطيع الحفاظ على مركزها، خاصة مع إطلاق عدد من تجار التجزئة التقليديين مواقع تجارة إلكترونية خاصة بهم، لكن ظنون هؤلاء المحللين لم تكن في محلها، فبعد عامين، لم تستمر الشركة الناشئة فحسب بل تفوقت أيضًا على المنافسين لتصبح رائدة في التجارة الإلكترونية.
وواصل بيزوس تنويع عروض أمازون من خلال بيع الأقراص المدمجة ومقاطع الفيديو وبعد ذلك الملابس والإلكترونيات والألعاب، وعلى الرغم من إفلاس العديد من مواقع الإنترنت في أوائل التسعينيات، إلا أنا أمازون استمرت في الازدهار بمبيعات سنوية قفزت من 510 آلاف دولار في عام 1995 إلى أكثر من 17 مليار دولار في عام 2011، وبحلول سبتمبر 2018، بلغت قيمة الشركة أكثر من تريليون دولار، وهي ثاني شركة تحقق هذا الرقم القياسي بعد آبل.
وتوسعت الشركة لتطلق العديد من الخدمات مثل Amazon Instant Video، والترفيه الرقمي وأليكسا Alexa، المساعد الافتراضي لشركة أمازون، والقارئ الإلكتروني كيندل Kindle وهو قارئ كتب رقمي محمول باليد سمح للمستخدم الضرير بشراء وتحميل وقراءة الكتب، ثم دخل في سوق الأجهزة اللوحية مع الكشف عن جهاز كيندال فاير.
طائرات الدرون من أمازون
في أوائل ديسمبر 2013، احتل بيزوس عناوين الصحف عندما كشف عن مبادرة تجريبية جديدة من قبل أمازون تسمى “أمازون برايم إير” باستخدام الطائرات دون طيار (الدرون) لتقديم خدمات التوصيل للعملاء، وقال إنها ستكون قادرة على حمل أشياء يصل وزنها إلى 5 أرطال وستكون قادرة على السفر ضمن مسافة 10 أميال من مركز توزيع الشركة.
وكان بيزوس يتطلع إلى سوق توصيل الطعام، وفي عام 2017 أعلنت أمازون أنها استحوذت على سلسلة بقالة هول فودز مقابل 13.7 مليار دولار، وبدأت الشركة في تقديم صفقات داخل المتجر لعملاء أمازون برايم وتوصيل منتجات البقالة في أقل من ساعتين.
صحيفة واشنطن بوست
في 5 أغسطس 2013، احتل بيزوس عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم عندما اشترى صحيفة واشنطن بوست مقابل 250 مليون دولار، ووظّف المئات من المراسلين والمحررين وضاعف فريق التكنولوجيا في الصحيفة 3 مرات، وكشفت الصحيفة بعد ذلك عن العديد والعديد من القصص الإخبارية الحصرية بما في ذلك الكشف عن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق مايكل فلين، كذب بشأن اتصاله بالروس ما أدى إلى استقالته.
وبحلول عام 2016 حققت الصحيفة عائدات إعلانية تزيد عن 100 مليون دولار أمريكي، مع نمو إيرادات مزدوج، وسرعان ما تجاوزت صحيفة نيويورك تايمز الرقمية في عدد المستخدمين.
جيف بيزوس وطموح الفضاء
في عام 2000، أسس بيزوس شركة بلو أوريجن Blue Origin، وهي شركة طيران تعمل على تطوير تقنيات لخفض تكلفة السفر إلى الفضاء لجعله في متناول العملاء الذين يدفعون الثمن، ثم تجاوزت طموحه عنان السماء، وتتطلع إلى جعل البشر يستعمرون الفضاء يوما ما، ثم كشف بعد ذلك عن مركبة الهبوط على القمر بلو أوريجن، وقال إن الشركة تجري رحلات تجريبية لنقل السياح إلى الفضاء في بضع دقائق.
وقال بيزوس عن ذلك: نحن بصدد بناء طريق إلى الفضاء، وبعد ذلك ستحدث أشياء مذهلة.
وحاليا تعمل شركة جيف بيزوس مع وكالة الفضاء ناسا.
ثروة أغنى رجل في العالم
حتى نوفمبر 2020، فإن بيزوس هو أغنى رجل في العالم، وقدرت كل من بلومبرج وفوربس صافي ثروة بيزوس بمبلغ 186.5 مليار دولار وتصدّر بيزوس قائمة فوربس للأثرياء في العالم في عامي 2018 و2019.
ورغم هذه الثروة الضخمة التي لا تستطيع تخيل حجمها إلا أنه لاقى انتقادات واسعة بسبب افتقاره للجهود الخيرية، فأطلق صندوق Bezos Day One Fund، والذي يركز على تمويل المنظمات التي تساعد العائلات المشردة، كما تعاون مع مؤسسات أخرى لتشكيل شركة رعاية صحية جديدة، كما أسس صندوق بيزوس للأرض لمكافحة الآثار المدمرة المحتملة لتغير المناخ.
حياة جيف بيزوس العاطفية
التقى بيزوس، ماكنزي تاتل عندما كانا يعملان في شركة D.E. شو، وتواعد الزوجان لمدة 3 أشهر قبل خطوبتهما وتزوجا بعد ذلك بوقت قصير في عام 1993، وكانت زوجته جزءًا لا يتجزأ من تأسيس شركة أمازون ونجاحها، وبعد أكثر من 25 عامًا من الزواج، انفصل جيف وماكينزي في عام 2019، لتصبح أغني سيدة بعد حصولها على جزء كبير من ثروته وفقًا للاتفاق بينهما، وقد تبرعت بنصف ثروتها للأعمال الخيرية.
جيف وماكينزي لديهما 4 أطفال معًا ثلاثة أبناء وبنت بالتبني من الصين، وكان سبب الطلاق هو علاقته مع المضيفة التلفزيونية لورين سانشيز.