يعد الزهد من أهم الحركات الفكرية والروحية التي ظهرت في العصر العباسي، وقد حظي باهتمام كبير من قبل العديد من المفكرين والشعراء والأدباء في ذلك العصر.
وقد ظهرت العديد من الأسباب التي أدت إلى ظهور الزهد في العصر العباسي، ومن أهمها:
- العوامل السياسية: فقد شهد العصر العباسي العديد من التغيرات السياسية، التي أدت إلى اضطرابات في المجتمع، وظهور الظلم والقهر، مما دفع العديد من الناس إلى البحث عن طريق يهدئ نفوسهم ويريح قلوبهم.
- العوامل الاجتماعية: فقد شهد العصر العباسي ظهور الطبقة الثرية التي غرقت في الملذات والشهوات، مما دفع العديد من الناس إلى الابتعاد عن هذه الحياة المادية والبحث عن حياة روحية أكثر سموًا.
- العوامل الاقتصادية: فقد شهد العصر العباسي ازدهارًا اقتصاديًا كبيرًا، مما أدى إلى انتشار الترف وبذخ المال، مما جعل العديد من الناس يبحثون عن حياة أكثر تجردًا وتقشفًا.
- العوامل الدينية: فقد كان الزهد موجودًا في الدين الإسلامي منذ نشأته، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزهد في الدنيا والاستعداد للآخرة.
- وقد تنوعت صور الزهد في العصر العباسي، فمن الزهد الفردي الذي يتمثل في تجنب الملذات والشهوات، إلى الزهد الاجتماعي الذي يتمثل في إصلاح المجتمع ومساعدة المحتاجين.
وبرز العديد من الزهاد في العصر العباسي، ومن أشهرهم:
- أبو العتاهية: وهو شاعر زاهد من أشهر شعراء العصر العباسي، وقد نظم العديد من القصائد التي تدعو إلى الزهد والابتعاد عن الدنيا.
- أبو حامد الغزالي: وهو فيلسوف ومفكر إسلامي من أشهر علماء المسلمين، وقد ألف العديد من الكتب التي تتناول موضوعات الزهد والتصوف.
- الجنيد البغدادي: وهو شيخ الصوفية في العصر العباسي، وقد كان له دور كبير في نشر الزهد وتصوف في ذلك العصر.
- وقد ترك الزهد أثرًا كبيرًا على المجتمع الإسلامي في العصر العباسي، حيث ساهم في إصلاح المجتمع ونشر قيم الخير والصلاح.