بعد دكتور دووم ودارك سايد، يأتي ليكس لوثر ضيفاً للمقالة الثالثة من سلسلة أشرار الكومكس التي نستعرض فيها الشخصيات الشريرة بعوالم الكومكس، وكيف أصبحت تفاصيلها المركبة والمعقدة سبباً في حصدها لإعجاب القراء والمتابعين بدلاً من كراهيتهم كأشرار تتسبب خططهم السرية في نشر الدمار والخراب بعالمنا وسائر العوالم الأخرى، ونتيجة لذلك حصل ليكس لوثر على المركز الرابع بقائمة موقع IGN ضمن أهم 100 شخصية شريرة بالكومكس علي مر العصور، والمركز الثامن بقائمة مجلة Wizard لأعظم 100 شرير علي الإطلاق.
بدايات ليكس لوثر
في العدد Action Comics #23 ابتكر جيري سيجل Jerry Siegel وجو شوستر Joe Shuster شخصية ليكس لوثر ليصبح ذلك العدد علامة فارقة في تاريخ شخصية سوبرمان بظهور العدو الأبدي لسوبرمان.
تعرضت بدايات ليكس لوثر لعديد من التغيرات، حيث ظهر ليكس ببداياته كعالم مجنون يرغب في القضاء على سوبرمان، ولكن بنهايات ثمانينات القرن العشرين صار الميل واضحاً لجعله رجل أعمال لامع ذو عقلية علمية متقدمة يستخدمها في تقوية سلسلة شركاته الخاصة المسماة بـ “ليكس كورب LexCorp” ومحاولة إيقاف سوبرمان بشكل مستمر.
في فترة مراهقته، كان ليكس أحد النوابغ العلمية في مدينة سمولفيل Smallville موطن سوبرمان، وتوثقت علاقة ليكس بسوبرمان وقتها بعد إنقاذ ليكس له من خطر التعرض للكريبتونايت، واستطاع أن يبتكر نوع من الحياة الاصطناعية في المختبر بعد سلسلة من التجارب السرية لعدة سنوات، ولكن بعد اندلاع نيران كيميائية خطرة بسبب تلك التجارب يقوم سوبرمان بإنقاذه وإطفاء النيران فيتسبب بالخطأ في انفجار المختبر وتدمير التجربة بكل وثائقها وتعرض ليكس لأدخنة سامة تسببت في تساقط شعره وإصابته بالصلع الدائم، فظن ليكس أن سوبرمان قد أصيب بالغيرة من نجاحات ليكس العلمية فتأججت الكراهية داخل ليكس ضد سوبرمان إلى الأبد.
ولا تتوقف مواجهاته على سوبرمان فقط، بل امتدت مشكلاته مع أبطال آخرين مثل باتمان وسائر أبطال الجاستس ليج الذي صار عدواً أساسياً من أعدائهم.
التحليل النفسي لشخصية ليكس لوثر
عبر تاريخه الممتد، سواء كان عالماً مجنوناً أو رجل أعمال فاسد، أو كلاهما، فإن العامل المشترك الأساسي لليكس لوثر هو غروره الشديد إذ يظن أنه من المحتم له أن يملك القدر الأكبر من الشهرة والقوة دائماً بجانب عشقه الرهيب للسيطرة سواء كانت تلك السيطرة علي مدينة سمولفيل أو متروبوليس أو تتسع لتشمل كوكب الأرض بأكمله، وصولاً إلي الكون كله إن استطاع.
تتصف العلاقة بين سوبرمان وليكس لوثر بتعقيد غريب، إذ يرغب في تخليص العالم من سوبرمان الذي يعامله كخطر قادم إلينا من الفضاء، ولكن في الواقع فإن سبب تلك الكراهية هو غيرته من شهرة سوبرمان وتأثيره الفعال بين الناس، ولذلك يسعى دائماً إلي إظهار عدم جدارة سوبرمان بكل ذلك الاحتفاء الكبير، سواء بإظهار قوته وكفاءته أمام سوبرمان أو محاولة هزمه أو إهانته أمام الجماهير.
يتعلل ليكس لوثر في أغلب الوقت أن تدخلات سوبرمان هي سبب فشل خططه الخاصة لتحسين حياة البشر، حيث يتسبب في تعريض كوكبنا للأخطار الفضائية أو إثناء البشر عن التطور بسبب اعتمادهم علي الوجود الدائم لسوبرمان كي يحميهم من كل ما يصيبهم.
ولكن انكشفت حقيقة تلك التعليلات بعد سقوط ليكس تحت سيطرة سوط الحقيقة الخاص بـوندر وومان Wonder Woman إذ اعترف وقتها بأنه يرغب بداخله أن يصبح مثل سوبرمان، وأنه يعلم يقيناً بأن تبريراته خاطئة بشأن الآثار السلبية لسوبرمان علي البشر.
ولعل الدليل الأكبر على كذب لوثر هو فشله في مساعده البشر بعد تمكنه من الوصول لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأميريكية، فقد استغل منصبه وقتها لمزيد من التضييق على حرية سوبرمان ومحاولته لإخضاعه بطريقة رسمية.
وقد امتلك ليكس لوثر في وقت ما بعض الأدلة التي تثبت هوية سوبرمان الحقيقية المتمثلة في الصحفي كلارك كينت Clark Kent، ولكنه لم يقبل بتصديق تلك الأدلة لعدم قدرته على تخيل قضاء سوبرمان جزء كبير من وقته كبشري عادي ويخفي عن جميع من حوله كل طاقته وقدراته الحقيقية.
ويحمل ليكس لوثر بداخله دوافع خاصة من ماضيه، حيث ساءت العلاقة بينه وبين والده في طفولته، لذلك أراد أن يثبت لنفسه وللجميع دائماً أنه قادر على الاعتماد على نفسه فقط، وأن يبني امبراطوريته الواسعة التي ستحمل اسمه وحده.
وفي عام 2016، يتمكن أخيراً ليكس لوثر من تحقيق حلمه حيث صنع لنفسه بذلة إلكترونية خاصة تحمل شعار سوبرمان، لكي يصبح شريكاً رسمياً لسوبرمان في الجاستس ليج ويستغل قدراته وإمكاناته لحماية الجميع وخدمة الأبرياء، واستمر بتلك الهوية لفترة مؤقتة سرعان ماعاد بعدها إلي طبيعته الشريرة ساعياً إلي طرق أخرى تساعده على القضاء علي سوبرمان والسيطرة على العالم.
لماذا نحب ليكس لوثر؟
ليكس لوثر ذو شخصية شديدة التعقيد، فبالرغم من قسوته وشره الواضح إلا أنه يمكن للقارئ ومتابع عالم الكومكس أن يتفهم دوافع ليكس لوثر الحقيقية، إذ أنه يرمز للإصرار البشري في مواجهة القدرات الخارقة المتمثلة في سوبر مان، ويمنحنا أملاً في إمكانية البشر أن يتفوقوا أحياناً علي ذوي القدرات الهائلة.
إن ليكس لوثر من المؤمنين بشدة بالإنسانية، حيث يكره أن يستأثر أحد الفضائيين القادمين من خارج كوكبنا بإعجاب الناس واهتمامهم، فبداخله يؤمن بإمكانيات البشر وقدرتهم على فعل المعجزات إذ يرغب دائماً في تحفيزهم للوصول لأقصي طاقتهم الممكنة.
ولا يتورع ليكس عن فعل أي شئ لتحقيق أهدافه، ضارباً باليأس عرض الحائط من أجل الوصول للنهاية حاملاً كأس الانتصار مهما حدث.
وتستعرض مغامرات ليكس دائماً قدراته القيادية الناجحة، حيث أثبت كفاءته في إدارة شركاته الخاصة، وقيادته لفرقة Legion of Doom المكونة من مجموعة خاصة من الأشرار الخارقين، ثم رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية في إحدى القصص.
جميع تلك الصفات السابقة تعطي لشخصية ليكس لوثر جانباً بشرياً مهما فعل، ولذلك تجعله أكثر قابلية للفهم لدينا من الأشرار الخارقين الآخرين، بجانب هيبته الخاصة المكتسبة نتيجة شخصيته المميزة بين سائر شخصيات عوالم الكومكس.
قدرات ليكس لوثر
ليكس لوثر من الشخصيات المميزة ضمن قائمة أشرار الكومكس، فهو من البشر القليلين الذين لا يملكون أى قدرات خارقة بشكل طبيعي بل استطاعوا بعبقريتهم وتخطيطهم واستغلالهم للجميع أن يبتكر دروعاً ميكانيكية خاصة وأسلحة تكفل له التفوق على خصمه بأي معركة، وأن ينال مكانته العظمى وسط الأشرار الخارقين المعتمدين على قوتهم وسيطرتهم الفعلية أو العقلية على الآخرين.
يتم اعتبار ليكس من أذكى شخصيات عالم دي سي بأكمله حيث لا يضاهيه في الذكاء سوى باتمان والكيان الفضائي الآلي برينياك Brainiac، حيث امتدت عبقريته لتشمل مجالات علمية مختلفة مثل علوم الفضاء والسفرعبر الأبعاد الكونية الموازية،الكيمياء،الإلكترونيات وصناعة الروبوتات، علوم الحاسب الآلي،علوم الإتصالات، علم التحوير الجيني،علوم الطاقة الحيوية.
ويمتلك ليكس بذلته الآلية الخاصة التي صنع منها نسخاً عديدة مختلفة الإمكانيات عبر السنين، حيث دمج بها أحدث التقنيات المتطورة في صناعة الأسلحة والذخائر وخاصة التي تعتمد علي عنصر الكريبتونايت الذي ينجح به في إيقاف سوبرمان أغلب الوقت، بجانب قدرة تلك البذلة علي حمايته من مختلف أنواع المخاطر، مع توفيرها لبعض القدرات الأخرى مثل الطيران والانتقال عبر الأبعاد والقوة الفيزيائية الهائلة وإطلاق دفقات من الطاقة.
ويتصف ليكس بكونه رجل أعمال ناجح ضمن أبرز رجال الأعمال بالعالم، حيث ترتكز شركاته المتعددة على رأس مال يُقدر بمئات المليارات،