بمجرد أن سقط على الأرض كريستيان إريكسن لاعب المنتخب الدنماركي ونادي انتر ميلان الإيطالي. وبدا أنه لا يحرك ساكنًا تذكر متابعو كرة القدم ضحايا سابقين سقطوا بنفس الطريق.
وكان السقوط الأخير في حياتهم، فلازال العالم كله إلى الآن يتذكر مارك فيفيان فويه لاعب الوسط الكاميروني العملاق الذي سقط خلال مشاركته مع المنتخب في كأس القارات عام 2003 وسقط السقوط الأخير! فماذا حدث مع أريكسون؟ ومن ظهرا معه؟
سقوط أريكسن ودعم كايير
سقط أريكسن فجأة ودون تدخل وربما كان من التوفيق الآلهي أنه وقع وقتما استلم رمية التماس من زميله فكانت الأنظار متجهة إليه والكاميرات مسلطة عليه، وسارع لاعبو الفريقين إلى اللاعب الذي بدا سقوطه غير معتاد بالمرة، وكان اللاعب سيمون كايير هو أول من بادر بمساعدة أريكسن، وأسهم في إنقاذ حياته، فقد عدّل من وضع جسد أريكسن لكي يتأكد أنه لم يبلع لسانه، فبلع اللسان من أشهر الإصابات التي فقد من جرائها لاعبو الكرة حيواتهم.
بدا أن كايير ليس مجرد لاعب يحمل شارة الكابتن، بل ظهر في مظهر المدير أو القائد الذي يستطيع التعامل مع التحديات المفاجئة، فقد تعامل مع السقوط المفاجئ لزميله بمنتهى الهدوء والرصانة دون أن ينفعل أو يتوتر بما يضر الموقف الذي يمر به.
وبعدها حضر الفريق الطبي وبالتالي لم يعد لكايير ما يقدمه لزميله إلا أنه لم يستطع أن يذهب بعيدًا، بل ظل قريبًا متابعًا للحالة عن قرب، وأظهر ملمحًا إنسانيًا آخر عندما طلب من زملائه أن يحيطوا زميلهم بأجسامهم على شكل دائرة كي لا يظهر في الكاميرات وهو على هذه الحالة.
كذلك توجه داعمًا لزوجة أريسكن التي انهارت لهول ما رأت من سقوط زوجها على الأرض بهذا الشكل، وطالبها بأن تبتعد عنه كي تتمالك أعصابها .
من هو سايمون كايير قائد المنتخب الدنماركي؟
انضم كايير للمرة الأول للمنتخب الأول في السادس من يونيو عام 2009 استعدادًا لخوض مباراة ضد المنتخب السويدي ضمن تصفيات كأس العالم 2010 الذي استضافته جنوب إفريقيا، ولعب كايير المباراة كاملة على الرغم من الإصابة الذي يعاني منها خلال تلك الفترة، ويومها فازت الدنمارك بهدف مقابل لا شيء.
نظرًا لمستواه المرتفع فقد ثبت كايير أقدامه في التشكيلة الأساسية للمنتخب الدنماركي، وشارك في ثلاث مباريات متتالية في التصفيات، وساعد الدنمارك في التأهل لكأس العالم 2010 على الرغم من تعرضه للإصابة على طول الطريق.
قبيل مباراة التأهل في سبتمبر 2009 أمام البرتغال ، صرح كايير للصحفيين إنه يجب إيقاف كريستيانو رونالدو بسلسلة من الأخطاء الصغيرة والتدخلات الصعبة، وهو ما رأه البرتغاليون أمرًا مستفزًا فقدم الاتحاد البرتغالي لكرة القدم شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يطالب فيه بإيقاف كايير بسبب هذه التصريحات التي تعبر عن سلوك بعيد تمامًا عن الروح الرياضية، لكن اتحاد الكرة الدنماركي تدخل بطريقة حالت دون حدوث إيقاف .
بجانب إتقانه للغة الدنماركية لغة موطنه فكايير يتحدث خمس لغات أخرى، بما في ذلك الإنجليزية والإيطالية بعد أن تعلمها خلال لعبه مع نادي باليرمو الإيطالي .
في مرحلة الطفولة وما بعدها ومن خلال متابعته لكرة القدم كان كايير محبًا لعدد من المدافعين مثل الانجليزي جون تيري والمدافع الإيطالي الصلب فابيو كانافارو. كما شجع نادي ليفربول الإنجليزي، وبينما كان والد سايمون يشجعه على لعب الكرة وعلى أن يصبح لاعبًا محترفًا، لم تكن والدته التي كانت تعمل مدرسة مؤيدة لهذا الاتجاه.
لم يكن سايمون محبًا للمدرسة وللتعليم، وعلى الرغم من عدم رغبته في الدراسة أثناء الذهاب إلى المدرسة، تمكن كايير إكمال تعليمه والحصول على شهادة. وبعد اعتزال دانيال آجر أٌعلن أنه سايمون كايير سيصير قائد المنتخب الدنماركي. وساهم سايمون مع منتخبه في الحفاظ على نظافة شباكه ثلاث مرات متتالية بين 7 يونيو 2016 و 4 سبتمبر 2016 ضد كل منبلغاريا وليختنشتاين وأرمينيا.
ثم ساعد الدنمارك على احتلال المركز الثاني في المجموعة الخامسة من تصفيات كأس العالم، وشارك في كلتا المبارتين الفاصلتين للتأهل للمونديال ضد جمهورية أيرلندا، حيث فازت الدنمارك بخمسة أهداف لهدف في مجموع المباراتين وتأهلت لكأس العالم 2018 الذي أقيم في روسيا.
في مايو 2018 تم اختيار كايير في تشكيلة الدنمارك المكونة من 23 لاعبًا للمشاركة في كأس العالم، وقاد كايير الدنمارك ضد بيرو وساعد المنتخب الوطني على الفوز 1-0، ووصل معه إلى دور الستة عشر بعد التعادل مع أستراليا وفرنسا، إلا أن مشوار كايير والدنمارك اصطدم بطموحات الكروات وصيف هذه النسخة المونديالية، فخسرت الدنمارك أمام كرواتيا بركلات الترجيح .
زوجة الناجي سابرينا كيفست
كما ذكرنا أن كايير كان من أبطال المشهد فكذلك كانت زوجة أريكسن وخوفها الشديد على زوجها جعل صورتها محل أنظار العالم، فمن هي سابرينا كيفست ؟
سابرينا مواليد توميروب وهي بلدة تقع في الدنمارك، وهي شخصية لا تحب الشهر والأضواء وتبتعد عن كادر الكاميرات في غالب الأوقات. غير أن ظهورها هذه المرة كان إجباريًا .
تعرف أريكسن على كيفست في عام 2012، ومع انتقال أريكسن إلى انجلترا في صفوف توتنهام الانجليزي رافقته كيفست إلى هناك، وفي عام 2016 صار للزوجين بيتًا في هامبستيد، إلا أن وفق تصريحات أريكسن لم يجد الراحة المتوقعة في انجلترا مما عجل برحيله إلى الدوري الإيطالي ليلعب في صفوف انتر ميلان، وكان أحد أسباب هذا الانتقال هو الضغط الذي لاقاه أريكسن وقلة الوقت المتاح للتنزه مع حبيبته كيفست !