حدوتة قبل النوم رومانسية قصيره للكبار. وتتخذ منحى عاطفي. وحدوتة اليوم تدور حول شاب يريد أن يتزوج فتاة ليس بينها وبينه سابق معرفة. والأمر كذلك ينطبق على أسرتها. ولكن كل ما كان يدور حوله من أخبار عن كونه يملك ثروة. ويرغب في البقاء بوطنه بعد غربة طويلة بداعي العمل. لكن لم تكن هناك أي معلومات عن عائلته.
حدوتة للكبار
كخطوة مبدئية قام الشاب بإخبار وسيط بينه وبين ولي أمر الفتاة بما يريده. حيث:
- تلقى الوالد الخبر بسرور. فقد كان يريد لفتاته الجميلة ألا تعاني من الحاجة والعوز الذي عاشت فيه في كنف أسرتها بسيطة الحال.
- فكان من الأب أن نقل الخبر للأم. والتي بدورها شعرت بالسعادة. وتمنت الخير لابنتها ودعت أن يجعله الله لها زوجًا صالحًا.
- بطبيعة الحال اتجهت الأم لغرفة ابنتها. لتبشرها بالخبر السعيد. ولكن الفتاة لم يصيبها السرور كما أصاب والديها.
- بل دخلت في متاهة من الحيرة. متسائلة عن سبب اختياره لها دونًا عن غيرها ذوات الثراء والجمال.
- وكالمتوقع. اعتبر الوالدان هذه التساؤلات غير مجدية. وقاما بالتجهيز لاستقبال الفارس المنتظر.
لحظة قدوم فارس الأحلام
حدد الخاطب الموعد مع والد الفتاة. وكان كل شيء جاهزًا. وبدت الأم سعيدة جدًا رغم اضطرارها للاقتراض ممن حولها. حيث:
- أعدت له طيب الأصناف من الطعام. وكذلك أنواع المشروبات والحلويات المختلفة. كي تشعره بالترحيب.
- لكن الفتاة كان لها رأي آخر في ذلك الأمر. فكانت تعتبر ذلك نوع من الخداع. وتريد أن يرى الفتى الحال الذي تعيشه. لربما يجيب رد فعله عن سؤالها المحير. لم اختارها؟
- وبالتأكيد لم تعرها الأم اهتمامًا. بل ذهبت تبشر كل من حولها بالخبر. مما دفع إليها بكثير من العيون الحاسدة.
- حيث شعر الجميع بالغيرة. فالخاطب وسيم. مرموق العائلة والمكانة. له شأن عال في وسطه. بينما الفتاة فهي فقيرة وبسيطة غير مناسبة له.
عروس الأحلام
توالت أحداث هذه الحدوته للكبار. حيث كانت الفتاة بداخلها قلقة. وكان القلق ممزوج بالسعادة والأمنيات الجميلة. ولكن ذلك في قرارة نفسها. حيث:
- لم تتوقف عن التساؤل عن صفاته. وملامحه. وتفكر في الأحلام التي تمنتها طويلًا. وترى قرب تحقيقها.
- طالبتها والدتها بارتداء ملابسها. وبفرحة كبيرة خفية نفذت الأمر. وتمنت ألا تنكسر فرحتها تلك أبدًا.
- كان كل شيء أصبح جاهزًا. مظهر أنيق للمنزل بقدر المستطاع. وكذلك لأفراد الأسرة. وكانوا مستعدين لاستقبال الخاطب أخيرًا.
انتظار طويل للفارس
مع إتمام كل شيء وتجهيزه انتظرت الفتاة وأسرتها. فقد اقترب حلول الموعد الذي حدده الخاطب مع والدها. ولكن:
- مرت الساعات ولم يأت الخاطب. وكل امرئ يطرح عذرًا لتأخره عن القدوم.
- كانت العائلة جميعًا في الانتظار. وكان الحزن يتسلل للقلوب. لكنهم يحاولون إخفاؤه وتصديق الأعذار المطروحة من أجل ابنتهم.
- ولكن غلبهم القلق. والتساؤل لماذا لم يأت. وبدأت الظنون السيئة المحزنة تتبادر لأذهانهم بلا رحمة.
- حتى انفجرت الفتاة قائلة لوالديها لقد أخبرتكم! لم سيختارني أنا! أنا لا أصلح لمثل هذه الزيجة.
- وانطلقت لغرفتها باكية حزينة مما جعل والديها يشعران بغصة وألم في قلبيهما. ولكنها لم يعبرا بأي كلمات.
شروق شمس الأمل
مرت الليلة على الأسرة ثقيلة. ومليئة بالحزن والكآبة. لم ينم أحد بسلام. ولكن هناك طرقات متتالية على الباب. من هذا يا ترى؟
- أقبلت الفتاة بفستانها الرقيق الذي لم تخلعه من شدة حزنها وبكائها على حلمها الذي ضاع. وحينما خرجت لترى الطارق وجدته أمامها.
- كان شابًا جميل الهيئة. وسيم بحق. ويبدو أنه من العائلات النبيلة. لكنه بملابس متسخة. ويبدو تعبًا كأنه قادم من مسافة بعيدة.
- لم تفكر الفتاة للحظة أن هذا قد يكون الفارس المنتظر. وبادرته بالسؤال. من أنت؟
- لكنه قد فطن لكونها العروس. ولم يرد إخبارها بشخصه. فأجابها قائلًا. سيدتي لقد تعرضت لحادثة. هل لك بمساعدتي من فضلك؟
- لم ترفض الطلب. وقامت بجلب الماء والطعام له. وأرشدته لمكان يمكنه الاستراحة فيه بجوار المنزل.
- سألته الفتاة. أتحتاج لشيء آخر أجلبه لك؟ فأجابها قائلًا أنت أجمل مما تصورت! فتوردت وجنتاها وقالت لم؟ هل تعرفني مسبقًا؟
- فأخبرها أنه هو من الذي كانوا ينتظرونه بالأمس.
السعادة تمحو الحزن
عندما علمت الفتاة أن هذا الشاب هو الخاطب. استاءت كثيرًا. وهمت بالدخول للمنزل. ولكنه أوقفها قائلًا:
- أعرفك منذ طفولتك. كنا ما زلنا أطفالًا حينما أحببتك. ولكن والدي نقلا إقامة الأسرة للخارج. لكني طوال تلك السنوات لم أنسَ تلك العيون.
- لم أكف يومًا عن انتظار اليوم الذي سأراك بجواري فيه. واللحظة التي تنطقي بها كلمة قبلتك زوجًا لي.
- خفت كثيرًا من زواجك من غيري. لكنني كنت أدعو الله. ولم يخذلني الله أبدًا فرأيتك. رأيتك يوم جئت للمدينة. ولا أصدق أنك أمامي الآن.
- خجلت الفتاة أكثر وحاولت الدخول مرة أخرى. لكنه استكمل حديثه. وقص لها الكثير عن حياته وعن أسرته. وحياته في الخارج التي كانت مليئة بالشوق للرجوع إليها.
- واستكمل الخطة التي كان وضعها. وتقدم لخطبتها وتم الزواج بينهما. فليس للمتحابين إلا الزواج. وكانت النهاية لحدوته للكبار