منذ نشأة المملكة العربية السعودية في منتصف القرن العشرين، برز مبدأ الشورى كأحد أسس النظام السياسي والاجتماعي في هذه الدولة العربية الكبيرة والهامة. إن تاريخ السعودية وتطورها تميز بالعديد من الأحداث والتحولات، ومن بين هذه التحولات كان للشورى دور بارز في توجيه وتشكيل مسار السياسة واتخاذ القرارات في المملكة.
المملكة العربية السعودية أُسست على أسس دينية قوية
حيث يعتبر الإسلام دين الدولة والدستور الأساسي الذي يقوم عليه نظامها. وفي هذا السياق، اعتبر مبدأ الشورى وسيلة لضمان تشارك المواطنين في إدارة شؤون الدولة واتخاذ القرارات الهامة. يعتبر مجلس الشورى في المملكة هيئة تشريعية تستند إليها الحكومة في صياغة السياسات والقوانين.
تاريخ الشورى في السعودية يمتد إلى عهد الملك عبد العزيز آل سعود
مؤسس المملكة، حيث كان يلتمس رأي علماء الدين والمشايخ في القرارات الهامة. من ثم، تطور هذا المفهوم ليشمل الشورى الشعبية ومشاركة أوسع للمواطنين في العملية السياسية. في عام 1993، أصدر الملك فيصل بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، مرسومًا ملكيًا ينص على تأسيس مجلس الشورى كهيئة تشريعية واستشارية.
تم برز مبدأ الشورى في المملكة العربية السعودية منذ نشأتها
حيث يُعد هذا المبدأ من القيم الإسلامية الأساسية التي تعكس توجيه الدولة والمجتمع نحو تحقيق مشاركة الناس في صنع القرار وتعزيز الشفافية والعدالة في القرارات الحكومية.
في فترة نشأة الدولة السعودية، قاد مؤسسها، الإمام محمد بن سعود، بحرفية تحقيق المشورة والاستشارة مع العلماء والزعماء والمواطنين في اتخاذ القرارات الهامة. في عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب، تم تعزيز مبدأ الشورى أكثر، حيث أسس مجلسًا يضم العلماء والزعماء لمناقشة القضايا وتقديم المشورة للإمام. وبعد ذلك، في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، تم تأسيس مجلس الشورى في عام 1926، وهو أول مجلس شورى في المملكة العربية السعودية.
شهد مجلس الشورى تطورًا مستدامًا
حيث تم زيادة عدد أعضائه وتوسيع صلاحياته. في عام 2005، تم إصدار نظام جديد لمجلس الشورى الذي جعله هيئة تشريعية وطنية تتألف من أعضاء منتخبين وأعضاء معينين.
يُعتبر مبدأ الشورى اليوم أحد الأسس الأساسية للحكم في المملكة العربية السعودية. يسهم هذا المبدأ في تعزيز المشاركة السياسية وضمان استقرار المجتمع وتحقيق عدالة في صنع القرارات. إنه عنصر رئيسي في بنية الحكم السعودي الحديث ويسهم في تعزيز رضى المواطنين واستدامة الدولة.