السيرة الذاتية لـ محمود العربي صاحب شركة العربي جروب تعلم من حوله معايشة معاني عظيمة والالتزام بها في الحياة للوصول للنجاح. فلو لم يكن الطموح يسكن قلب الرجل. ويشغل العقل بالتخطيط له ولنجاحه لما توصل لشيء. وأفضل من يستدل به على الكفاح حتى الوصول للأعالي هو محمود العربي. الرجل الفذ الذي استطاع تحويل 40 قرش إلى مليارات.
السيرة الذاتية لـ محمود العربي صاحب شركة العربي جروب
كانت له بداية صعبة. لكنه اختار كيف تكون النهاية. وواصل العمل والكفاح بعزيمة راسخة وقد كانت له رحلة مختلفة للكفاح حيث:
- ولد عام 1932 م. ولم يكن من أهل المدن بل كان رجلًا ريفيًا بسيطًا. حيث كانت قرية أبورقبة التي تقع في أشمون بالمنوفية مسقط رأسه.
- كان هذا الرجل ابن رجل فلاح مثابر ومجتهد في عمله. ليوفر لأسرته كفاف يومهم وأمرهم.
- لم يهمل والده تحفيظه للقرآن الكريم. ولكنه لم يستطع إلحاقه بالتعليم لضيق الحال. ولكن بطبيعة الأمر فمتعلم القرآن يتعلم كل شيء.
بداية دخول السيد محمود العربي مجال التجارة
كان ذلك أول مشاويره المهنية التي تعلم منها التجارة وما يخصها. حيث:
- التحق بمهنة كتاجر. يقوم بالبيع وقد كان ذلك لا يتنافى مع ميوله مما كان سببًا لنجاحه في المجال.
- برغم عمله كان يستمر على توفير مبلغ 40 قرش شهريًا من راتبه بهدف شراء سلع بهذا المبلغ ثم إعادة بيعها مرة أخرى.
- ازداد مرتبه قليلًا مع العمل. فقد استطاع تحقيق دخل 120 قرش كل شهر. ثم في العام 1949 كان قد وصل الراتب لنحو 320 قرش ثم بعدها انتقل لمكان آخر براتب 4 جنيهات. واستمر في العمل به حتى استطاع تحقيق دخل 27 جنيه شهريًا.
تحقيق حلم الاستقلال
رغم أن الحال كان حتى تلك اللحظة عاديًا. وربما كان بعض الناس يسيرون هذا الطريق. إلا أن العربي كانت له طموحات أخرى. حيث:
- كان الطموح هنا أن يقوم بالاستقلال بعمله الخاص. وكغالب الأحوال تقف أمامه عقبة التمويل. ولكن تأتي الفكرة من زميل له بأن يشاركا صاحب رأس المال بمجهودهما في العمل مقابل تمويله إياهما ب5000 آلاف جنيه.
- مع العمل والاستمرار والمثابرة كان لهما افتتاح متجرهما الخاص الأول بالموسكي. ولكن كان شريكه أصيب بالمرض فتحمل الأعباء وحده في العمل لفترة.
- لكن ذلك لم يعد عليه إلا بالإصرار والمثابرة. حتى أنه قام برفع الأرباح للمستوى المتوقع من 10 متاجر مجتمعة.
- ولكن أكثر ما حقق له النجاح هو الأمانة التي اتسم بها طيلة مشواره مما جعل من يعمل معه يثق به وبمنتجاته ومشاركته.
- كان رجلًا استطاع البدء في أول خطوة للطموح بمبلغ 40 قرش. وذلك دون طلب أي قروض طيلة مشواره.
بداية ظهور شركات العربي
بعدما استطاع تحقيق كل تلك النجاحات ونال خبرات أوسع في عمله عاد شريكه بصحة أفضل. وأصبح المتجر متجرين. وتوسع العمل. كانت تكملة السيرة الذاتية لـ محمود العربي صاحب شركة العربي جروب. حيث:
- مع توسع الأعمال وانتشار منتجاته وزيادة الطلب عليها كان من الواجب إحضار موظفين أكثر. فاهتم أولًا بتشغيل الأقارب فلم يترك أحدًا يعرفه بلا عمل.
- علم الرجل أن ماله هو ملك لله ورزق له. فلم يبخل بحق السائلين في تلك الأموال. وكما نعلم فالمال لا يقل من إنفاق الصدقة فيه.
- وتم إنشاء أول مصنع للعربي. لكنه كان مختصًا بصناعة الحبر والألوان حتى توصل في النهاية لرأس مال وإمكانيات تسمح بالعمل في مجال آخر.
- وقد كان ذلك المجال هو تصنيع الإلكترونيات. فهو لم يكتفي بمجرد البيع بل طمح للتصنيع ووجود طابعه الشخصي في هذه السلع التي يتاجر بها.
- سافر لليابان. واستطاع الحصول على توكيلات لتصنيع أنواع مختلفة من الأجهزة الكهربية كالتليفزيونات. وكذلك أجهزة الكاسيت التي كانت منتشرة آنذاك.
- بفضل أمانته كانت المنتجات الخاصة به متصدرة في الأسواق؛ فهي صنعت بعناية. وكان يستخدم سياسة الانفتاح الاقتصادي في تجارته ومعاملاته.
دخول مرحلة السياسة ورئاسة الغرف التجارية
بعد الاستمرار على الجهد والعمل وصل العربي لتطورات أكبر ومراكز أعلى. حيث:
- بحلول عام 1995 كان مرشح لرئاسة الغرف التجارية. ولم يكن هناك الأجدر منه بتوليها فصار رئيسها لمدة 12 عام.
- عرضت علية العضوية في البرلمان المصري. وتقبل بالضغط ولك يستمر وحين سئل عن سبب الرفض قائلًا “أن السياسة لها رجالها. وأنا لست منهم”.
- كان كل ذلك ماضيًا. أما عن الحاضر فالعربي شركة تقوم على 20 ألف موظف. جميعهم يحصلون على ما يحتاجونه من خلال عملهم معه.
- العربي لا توظف المدخنين. وتسعى للحد من البطالة والعوز. وكان العربي بذاته قدوة موظفيه جميعًا.
- خير ما يمكن تعلمه من تلك المسيرة أن السماء لن تجود على المرء بالذهب دون عمل.
- ولذلك كان محمود العربي الأجدر بلا منازع لنيل وسام الشمس المشرقة. والذي يعد من أرفع الأوسمة وقد قدمه له إمبراطور اليابان عام 2009. وبالتأكيد كان لذلك طيب الأثر على علاقات مصر باليابان من الجهة الاقتصادية.
- كانت وفاته في عام 2021 يوم 9 سبتمبر. تاركًا خلفه جمهور كبير ينعيه ويدعو له بالمغفرة. وكاتن تلك السيرة الذاتية لـ محمود العربي صاحب شركة العربي جروب.