العصب السابع أو ما يطلق عليه شلل الوجه النصفي Bell’s palsy من الحالات المرضية الشائعة التي تحدث بسبب التهاب العصب رقم سبعة في أعصاب المخ وهو العصب المسؤول عن إرسال الإشارات لتحريك عضلات الوجه، وبالتالي فإن هذه الإصابة تسبب شلل عضلات الوجه وتجعل إحدى جانبيه مرتخيًا إلى الأسفل، وفي هذا المقال عبر موقع “ويكي مصر” سنوضح لكم هل العصب السابع خطير؟ وما هي أهم أعراضه؟ وكيف يمكن علاجه؟ وهل هناك علاقة بين العصب السابع والحسد؟ فإلى التفاصيل.
العصب السابع
العصب السابع أو العصب الوجهي أو شلل بل أو أبو وجه كلها مسميات طبية تشير إلى تأثر العضلات الحركية في الوجه وتضررها بشكل مؤقت بسبب غير واضح ولكنه ناتج بنسبة كبيرة جدا عن التعرض لعدوى فيروسية مثل عدوى فيروس هربس الفموي أو التناسلي، وكذلك عدوى فيروس النكاف أو الحصبة الألمانية أو جدري الماء وما شابه ذلك من العدوى الفيروسية المحتمل الإصابة بها.
يمكن الإصابة بالعصب السابع أيضا في حالات مرضى السكري، أو حالات الإصابة بالأنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي، فضلا عن التعرض لحوادث قد يصاب فيها الوجه ويتضرر معها العصب السابع، كذلك الإصابة بالأمراض المناعية أو الجلطات الدماغية، حيث يقع العصب السابع في المخ ولكنه يتحكم في عضلات الوجه والغدد الدمعية وغدد تحت اللسان والفك السفلي، ويتحكم أيضا في الإحساس بجلد الأذن والوجه بالكامل.
اقرأ أيضا: كل ما تحتاج معرفته عن مرض الزهايمر
أعراض العصب السابع
تبدأ اعراض العصب السابع بشكل خفيف ثم تزداد حدة لتصل إلى شلل كامل في إحدى جانبي الوجه، وهي الأعراض التي تستمر مدة 6 أشهر تقريبا حتى يتم علاجها والتعافي منها بالكامل مع العلم أن الأعراض تختلف حدتها من شخص لآخر وهي كالتالي:
- الشعور بالصداع وتأثر حاسة التذوق.
- صعوبة فتح وإغلاق العينين مع إصابتها بالجفاف.
- إفراز الدموع من العينين مع سيلان اللعاب.
- الحساسية تجاه الضوء في الجانب المصاب بالشلل.
- نزول الجانب المصاب بالشلل إلى الأسفل.
- عدم القدرة على الابتسام أو فتح الفم.
- الإحساس بآلام حول الفك والأذن في الجانب المتضرر.
- وجود حركات لا إرادية للعين مع تشوش الرؤية.
- عدم القدرة على التحدث وإخراج الحروف بشكل سلس.
- الشعور بتنميل في الفم والوجه في الجزء المصاب.
هل العصب السابع خطير
العصب السابع حالة مرضية شائعة الحدوث وغير مميتة ولكنها تحتاج إلى علاج حتى لا تتطور إلى مضاعفات حيث تكمن خطورة الإصابة بالعصب السابع في احتمالية تضرر العينين وإصابتها بالتلف في ظل استمرار شلل إحدى جانبي الوجه، كما أن عدم قدرة المريض على إغلاق إحدى الجفنين أو كلاهما ربما يسبب جفاف العين وظهور قروح في القرنية تسبب مشاكل خطيرة.
من الهام جدا والضروري سرعة إجراء تشخيص العصب السابع من خلال التصوير بالأشعة أو الرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود أورام أو كسر في الجمجمة، أو إجراء اختبارات تحفيز العصب الكهربائية لمعرفة درجة تلف العصب ومن ثم وصف العلاج المناسب.
علاج العصب السابع
يختلف علاج العصب السابع من شخص لآخر وربما لا يحتاج بعض المصابين لتدخل علاجي حيث يتم الشفاء في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع، بينما يحتاج البعض لمدة شهرين حتى تختفي أعراض العصب السابع، وربما تتطلب الفترة العلاجية لدى البعض الآخر مدة 12 شهر للتعافي الكامل والقدرة على تحريك الوجه بشكل طبيعي وعودة حاسة التذوق وشفاء العين.
يتم علاج العصب السابع من خلال وصف الأدوية المضادة للالتهاب الستيرويدات القشرية وذلك بتناولها بعد يومين من بدء الأعراض، ويمكن أيضا وصف مضادات الفيروسات في حالة شلل الوجه النصفي الشديد مع وصف علاجات لمنع إصابة العيون بالجفاف، حيث المراهم أو القطرات المرطبة.
علاج العصب السابع بالأعشاب
يفضل استشارة الطبيب قبل تناول مصاب العصب السابع لهذه المشروبات التي تخفف من الألم كالتالي:
- مشروب العرقسوس: يحتوي العرقسوس على خواص مضادة للالتهاب ومفيدة في علاج تضرر الأعصاب ولكن يراعي عدم الإكثار من تناوله في حالة الإصابة بمرض الضغط.
- شاي الزنجبيل: شاي الزنجبيل الساخن من المشروبات المفيدة التي تعالج آلام العصب السابع لاحتوائه على خواص مضادة للالتهابات ومسكنة للأوجاع.
- البابونج: يمكن الاستفادة من البابونج بوضعه على الماء الساخن وتناوله لتخفيف ألم شلل الوجه النصفي، أو من خلال وضع عجينة مسحوق أزهار البابونج في الماء الدافئ واستخدامه ككمادات على المنطقة المصابة.
تمارين العصب السابع
بجانب علاج العصب السابع بالأدوية هناك بعض التمارين التي يمكن للمريض إتباعها داخل المنزل للتخفيف من حدة الأوجاع كالتالي:
تمارين الحاجب
ويتم من خلال نظر المصاب في المرآه مع رفع حاجبيه وتثبيتهما في وضع الرفع مدة 20 ثانية تقريبا إلى أن تتحرك زاوية الفم بشكل تلقائي، وبخلاف هذا التمرين يمكن وضع أطراف الأصابع على الحاجب في الجانب المصاب بالشلل ويتم فركه في اتجاه الشعر بقوة.
تمارين الشفاه
ويتم من خلال الضغط برفق على الشفتين بالأسنان ثم تحريرها ثم الضغط مرة أخرى وهكذا حتى يبدأ جفن العين بالتحرك مع مراعاة محاولة إرخاء العضلات المحيطة بالعينين خلال ممارسة هذا التمرين، ويمكن أيضا ممارسة هذا التمرين بشكل آخر من خلال الابتسام بدون إظهار الأسنان ثم الابتسام مرة أخرى مع ظهورها وإعادة تكرار هذا التمرين دون تحريك الجفون.
تمارين العين
ويتم من خلال الغمز بإحدى العينين برفق ثم الغمز بالعين الأخرى، أو من خلال محاولة فتح العينين بقوة دون تحريك الحاجبين، أو أيضا من خلال النظر بالعينين إلى الأسفل مع عدم ثني الرقبة، وهو ما يتم بالتكرار لعدة مرات.
تمارين الذقن
ويتم من خلال إمالة الرأس إلى جانب واحد ثم إلى الخلف مع البقاء لعدة ثواني في هذا الوضع ثم العودة إلى الوضع الطبيعي ببطء وتكرار هذا التمرين لتقليل ألم شلل الوجه النصفي، مع العلم أن هذه التمارين المذكورة لا تغني عن العلاج بالأدوية.
الأكل الممنوع لمرض العصب السابع
لا توجد قائمة أكل ممنوعة لمرضى العصب السابع بل على العكس من الضروري الاهتمام بنظامهم الغذائي لأن أوجاع الوجه وعدم القدرة على تحريك الفم قد تجعلهم أكثر عرضة لفقدان الشهية وهو ما ينعكس سلبا على حالتهم الصحية، ولذلك لابد من الاهتمام بالأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن والإكثار من شرب السوائل المفيدة لترطيب الجسم.
العصب السابع والحسد
يرجع بعض الأشخاص إصابتهم بالعصب السابع إلى الحسد حيث لا توجد تفسيرات طبية محددة للإصابة بهذا الشلل النصفي في الوجه، ولكن الأدلة العلمية أرجعت هذه الإصابة إلى الالتهابات الفيروسية، ووجود أورام أو كيس دهني على المخ، وكذلك نقص المناعة، ومن هذا المنطلق لابد من إجراء التشخيص الطبي اللازم لمعرفة السبب الدقيق ووصف العلاج بعيدا عن الشعور بالحسد الذي ربما يفاقم الإحساس الشخصي بالألم.
لابد على مريض العصب السابع أن يتجنب التعرض لتيارات باردة أو ساخنة، ويتجنب أيضا التعرض لضغوط عصبية شديدة حتى لا تؤثر سلبا على حالته الصحية والعصبية في الوجه، مع العلم أن مضغ العلكة برفق من شأنه أن يحسن ويعيد حركة عضلات الوجه في الجانب المصاب وذلك بالتزامن مع أدوية علاج العصب السابع وتمارينه المذكورة.
وأخيرا ينبغي التنويه بأن العصب السابع يختلف عن العصب الخامس لأن الأول يمر من خلال منطقة عظمية ضيقة في الجمجمة باتجاه خلف الأذن والتهابه أو تضرره يجعله غير قادرا على تلقي الإشارات العصبية من المخ، بينما العصب الخامس يسبب آلام شديدة في الوجه ولكن لمدة دقائق أو ثواني وتنتهي على عكس العصب السابع الذي يحتاج تشخيص وعلاج.