حياة النجوم والفنانين مليئة بالأخبار والأحداث والوقائع التي تجذب الجمهور إليهم وإلى التطلع إلى تفاصيل تلك الأحداث ومن أهمها في الوقت الحالي قصة اغتيال محمد راسم، وهذا ما يجعل الصحف والجرائد والمواقع المختلفة تتناقل هذه الأخبار، وتعتبر قصة اغتيال محمد راسم أحد الأحداث الغامضة التي تركت بصمة في عالم الفن، وجعلت الملايين يهتمون بأمرها، وهذا ما سوف نقوم بعرضه تفصيليا من خلال هذه المقالة.
قصة اغتيال محمد راسم ومن هو
الفنان محمد راسم هو فنان ورسام جزائري مشهور على نطاق واسع، حيث تخصص في فن المنمنمات، وكان من أوائل الرسامين في الجزائر مما جعله مشهوراً شهرة واسعة.
ولد الفنان محمد راسم عام 1896 في حي بالجزائر يسمى حي القصبة، وهو مواطن جزائري الجنسية ولد وعاش في الجزائر إلى أن توفي عام 1975.
عاش الفنان محمد راسم وسط عائلة متميزة في مجال الفن التشكيلي مما جعله يهتم بفن المنمنمات ويتمكن من إتقانه بسرعة غير طبيعية، وذلك نتيجة مساعدة أسرته له في تعلمه، ومن هنا نجد أنه قد كرس حياته كلها لهذا النوع من الفن، والذي كان السبب في الشهرة الرائعة له.
لقد مات الفنان محمد راسم في ظروف غامضة مما جعل الكثير من جمهوره يبحث عن قصة اغتيال محمد راسم وكيف كانت نهايته هو وزوجته.
ما هو فن المنمنمات
كما ذكرنا في السابق أن الفنان محمد راسم اشتهر بفن يسمى فن المنمنمات وتخصص فيه منذ صغره، إذاً فما هو هذا الفن ومما يتكون؟
فن المنمنمات هو صناعة المنحوتات، ولكن بشكل مصغر ربما لا بتجاوز عدة سنتيمترات، ومن هنا جاءت التسمية بكلمة المنمنمات، وذلك نسبة إلى الحجم الصغير وتصغير المجال.
على الرغم من أن البعض يرى أن هذا النوع من الفن يعتبر من أنواع الفن التي يسهل تشكيلها نظراً لحجمها الصغير إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ وذلك لأن فن المنمنمات يحتاج إلى دقة كبير ومهارة عالية وإتقان شديد للغاية مما يجعله من أنواع الفنون التشكيلية الصعبة، والتي تحتاج إلى مجهود وتركيز كبير.
وعلى الرغم من ذلك كله نجد أن الفنان محمد راسم التفوق في هذا المجال بشكل بارع وهو في سن صغير، واستطاع تدريس هذا الفن للطلاب، كما أنه قام بوضع الأسس التعليمية الخاصة بصناعة المنمنمات الجزائرية للحفاظ على هذا النوع من الفن من قبل طلاب الجيل الجديد والأجيال القادمة.
قصة اغتيال محمد راسم وأعماله
قبل التطلع إلى قصة اغتيال محمد راسم سوف نتعرف على الأعمال المشرفة والأحداث الهامة في حياة هذا الفنان الجزائري، حيث تم عرض هذه الأعمال لأول مرة في المعرض الدولي بالجناح الجزائري وذلك عام 1937:
- قام محمد راسم بالانتهاء من أول منمنمة خاصة به وهي (حياة شاعر) والتي كانت عام 1917.
- استطاع محمد راسم تنظيم المعرض الأول له في الجزائر عام 1919 وكان ذلك في إسبانيا الأندلسية والجزائر القديمة.
- قام بمساعدة الناشر الكبير ( بيازا ) في أعماله عام 1922 مثل المشاركة في تزيين 12 مجلد من الكتاب الشهير ( ألف ليلة وليلة ) مما جعله يستقر في باريس لفترة طويلة.
- عمل كأستاذ في تدريس فن المنمنمات الجزائرية بمدرسة الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة وكان ذلك عام 1934.
- قام بنشر الكتاب المعروف له ( الحياة الإسلامية ) في الماضي وكان ذلك عام 1960.
قصة اغتيال محمد راسم وجوائزه
لقد كانت حياة الفنان الجزائري محمد راسم مشرفة بأعماله التي قمنا بذكرها منذ قليل مما جعله مؤهل لعدة جوائز ومن أهمها:
- منحة (كازا فلاسكويز) والتي حصل عليها، وقد سهلت له زيارة الكثير من الأماكن ذات التاريخ العريق والفن التشكيلي الرائع في أسبانيا والأندلس من مساجد وحدائق وقصور وخزفيات وغيرها، كما ساعدته المنحة على زيارة لندن وإنجلترا، وهناك قام برحلة دراسة طويلة في متحف البحرية، كما استطاع رؤية المنمنمات العربية الإسلامية الوسيطي وزهاد والكثير من المخطوطات وغيرها.
- الحصول على الوسام الذهبي عام 1924 والمقدم من مؤسسة الرسامين المستشرقين الكبرى والمشهورة بفرنسا.
- استطاع وبكل جدارة الحصول على الجائزة الفنية الجزائرية وكان ذلك عام 1933.
اغتيال محمد راسم
لا زالت قصة اغتيال محمد راسم من الأخبار المبهمة، والتي لا يعرف عن حقيقتها أحد إلى الآن، وذلك لظروف قتل هذا الفنان التي لم يشاهدها أحد.
حدث في يوم 30 مارس عام 1975 حادث الاغتيال للفنان محمد راسم، وكانت معه زوجته السويدية الجنسية، حيث تم العثور على جثة الفنان وزوجته بعد القتل، ولم يتعرف أحد على القاتل إلى الآن.
من هنا حدثت ضجة كبيرة في مجال الفن الجزائري حول هذا الموضوع الغامض، وأخذ الجمهور يتساءلون عن تفاصيل تلك الحادثة، وفي النهاية لم يعرف أحد الحقيقة، وتم دفن محمد راسم مع زوجته في الجزائر، وانتهت هذه القصة.
السر وراء اغتيال الفنان محمد راسم
على الرغم من اختفاء الأسباب الحقيقية وراء قصة اغتيال محمد راسم إلا أن هناك العديد من الشواهد والأدلة التي تبين السر الغامض وراء قصة هذا الاغتيال الفنان محمد راسم وزوجته.
يُقال إن الفنان محمد راسم كان يعشق وطنه، وكان كثير بالانتماء إليه، مما جعله يكره الاستعمار الفرنسي الذي كان يستوطن الجزائر في تلك الفترة.
ومن هنا أصبح للفنان محمد راسم الجزائري اتجاهات سياسية معارضة كثيرة ومتلاحقة ضد الاستعمار الفرنسي، وأخذ يُظهر عداوته لهذا الاستعمار، كما أنه كان يتمنى أن يتم طرد جميع المستوطنين الفرنسيين المقيمين داخل الجزائر، مما جعل هذا الأمر يشكل خطر كبير على حياته، ولاسيما أنه كان من الفنانين المشهورين في تلك الفترة.
بعد اغتيال محمد راسم وزوجته انتشرت الكثير من الأقاويل التي تؤكد بأن الاستعمار الفرنسي هو السبب في ذلك الاغتيال الذي تعرض له هذا الفنان وزوجته، وذلك بغرض التوقف عن معارضة الاحتلال.
في النهاية
وهكذا كانت قصة اغتيال محمد راسم وبهذا نكون قد أوضحنا السبب الحقيقي والمتوقع وراء هذا الاغتيال بالرغم من عدم وجود ما يثبت هذا الأمر.
